توته الحلوه

توته الحلوه @toth_alhloh

كبيرة محررات

ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة

ملتقى الإيمان

قال صلى الله عليه وسلم أيضاً: . (رواه مسلم عن أبي هريرة)
وقـال صلى الله عليه وسلم: . (رواه الطبراني عن عصمة بن مالك)

وقال أيضاً صلى الله عليه وسلـم: . (رواه الإمام أحمد ومسلم)

وهذه شرح الأحاديث السابقة ...

وبالنظر إلى الأحاديث السابقة نرى عقوبة عظيمة من الله تعالى على ذنوب هي في ظاهرها من الصغـائر ولكنها في حقيقتها من أعظم الكبائر، والعقوبة على هذه الذنوب هي من أعظم ما يعاقب الله بها العصاة، وهي كون الله سبحانه وتعالى لا يكلمهم يوم القيامة، ولا ينظر إليهم -أي نظر رحمة- ولا يزكيهم في الدنيا، وأن لهم عذاباً أليماً في الآخرة!! وهذا من أعظم ما يعاقب الله به عبداً من عباده العاصين، وإذا نظرت في ذنوب هؤلاء المذكورين ترى أن الجامع بينها جميعاً هي حقارة النفس وسقوط المروءة، أو فعل العصية ممن لا حاجة عنده إليها، ولا ضرورة تلجئه لها، ولنستعرض بعضهم:

المنفق سلعته بالحلف الكاذب:

فالتاجر الذي يحلف بالله كاذباً، والحلف بالله شيء عظيم أنه اشترى هذه السلعة بكذا وكذا، وهو على غير ذلك إنما استغل اسم الله وصغ به كاذباً ليكسب كسباً حقيراً من كسب الدنيا، وفي هذا امتهان لاسم الله واستغلال له واستهانة بالكذب، ومثله الذي يبايع سلطاناً، والبيعة شيء عظيم لأنها عهد على الإيمان، والنصرة، والقيام بالحق وتطبيق الكتاب والسنة ونصر الإسلام والطاعة للإمام في القيام فيما أوجب الله من أمور الدين، وفي هذا أجر عظيم للإمام والمأموم فإذا كان المبايع لا يريد من بيعته إلا الدنيا، ولا يحرص إلا عليها فإنما يدل ذلك على حقارة نفسه، وسقوط همته وجعله ما وضع للدين وشرع لنصر الإسلام والمسلمين سبيلاً إلى الدنيا، وغاية لكسب الحطام. هذا مع الكذب في العهد، وإضمار السوء.

حقارة النفس تجمع بين شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر:

وأما الشيخ الزاني، والملك الكذاب والعائل المستكبر فإن الجامع بين هؤلاء الثلاثة هو أن كلاً منهم ليس بحاجة إلى ما يفعله من المعصية بل هو في الأصل مستغن عنها، فما حاجة الشيخ -وهو الكبير الهرم- إلى الزنا، وقد لا يتحصل له ذلك إلا بمنشطات ومثيرات، وكلفة على البدن، وتكلف.... فلماذا وقد كُفِي شر هيجان الباءة، وأغتلام الشهوة، وشدة الحاجة!! لماذا تكلف المعصية، وسقوط المروءة !!

وأما الملك فإنه لملكه وسلطانه مستغن عن الكذب، فإن الكذب قد يلجأ إليه الفقير المحتاج أو الضعيف الذليل، وأما من كان بيده الأمر والنهي، وتحت يده الأموال والأرزاق، ولا يخشى من غيره فما حاجـة مثل هذا إلى الكذب، فإن كذب الملك دل على سقوط مروءته وحقارة نفسه، ومثل هذا يقابل بسخط الله، وعقوبته.

وأما العائـل -وهو ذو العيال- المحتاج فما حاجته إلى الكبر، وليس عنده من مؤهلاته التي يتذرع بها أهل الكبر شيء!!

فإن الدافع إلى الكبر عند أهل الكبر هو المال والاستغناء عن الناس أو الجاه والحسب، وأما من كان فقيراً لا مال له، وهو محتاج إلى غيره فتكبره أمر غليظ... فالكبر كله شر، ولكنه أشر من عائل محتاج يتكبر ويزهو!!

والكبر هنا عند هذا الفقير المحتاج من حقارة النفس وسقوط المروءة وإتيان المعصية بالتكلف الزائد.

فهؤلاء الثلاثـة: الشيخ الذي لا داعية عنده تدعوه إلى الزنا، والملك الذي لا داعي عنده يدعوه إلى الكذب، والعائل الفقـير الذي لا داعي عنده يدعوه إلى الكبر. تصبح المعصية من كل واحد من هؤلاء الثلاثة معصية مضاعفة، ويصبح الحامل لهؤلاء على هذه المعاصي هو حقارة النفس، والاستخفاف بالمعصية، والتكلف في فعلها دون داع يدعو إليها.
12
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

دانـية
دانـية
جزاك الله خيرا غاليتي على هذا الطرح وبارك الله فيك
دوحــــــ قطرـــــاوية
جزاج الله خير :27:
* الحــمــدللـه *
جزاك الله خير اختي
توته الحلوه
توته الحلوه
حياكن الله
أم أتوري
أم أتوري
جزاك الله خيرا