
بعد الزواج ,, اكتشفت أن اسلوب زوجي يخالف أسلوبي في الحياة تماماً ...!
.
.
وأصبت بخيبة أمل شديدة ..!
.
.
حاولت تجنب الصدام معه قدر الاستطاعة
وحاولت تغيير بعض صفاته التي يمكن تغييرها ..
والتأقلم مع الأخرى التي يتعذر تغييرها ..
.
.
ولأنني انسانة مؤمنة ولا أحب الفشل ..
لن أتحدث عن معاناتي طوال السنوات الطويلة من أشياء قد لا تستطيعون تخيلها ..!!
.
.
في بداية زواجي رفضت بعض المواقف بطريقة سلبية ,, واحياناً ايجابية ...
ومع مرور الوقت اكتشفت أني أخالف طبيعتي وتربيتي .. فقررت الاستسلام , لا ألوم .. ولا أعاتب ..ولا أشكو ..
وبعد رحلة طويلة من المعاناة عمرها عشرون سنة ونيف !!
صمدت فيها من أجل ابنائي ..
ولأني لا أحب الفشل فقد اعتبرت صمودي طوال هذه المدة ,, وعدم انهيار اسرتي ,, وتوفيق ابنائي في الدراسة .. هو النجاح نفسه .
****************************

نصحني البعض بالانفصال..
ولكني رأيت في زوجي صورة الأب الذي يحتاجه أبناؤه , أو يحتاجهم هو , فيلوموني - ولو في قلوبهم - أني كنت سبب حرمانهم منه ..
ورأيت فيه زوجاً مريضاً نفسياً , اذا لم أكن أنا من تحتمله فمن الذي يتحمله ؟!!
ورأيت فيه انساناً خلقه الله واذا لم أسامحه فهل اتوقع من غيري أن يسامحه ؟!!
ورأيت فيه زوجاً لزوجة بها عيوب ككل البشر ..... ولكن الله سترها عن عيونه ,, فهل من شكر الله على ستره لي أن أهتك ستر عيوب زوجي ؟؟
*********************

تضيق نفسي أحياناً من جراء ما أراه منه ..
فأقول لها اعتبريه على اسوأ تقدير ابناً عاقاً ...
فهل تتخلى الأم عن ابنها مهما تكن به من صفات سيئة ؟!!
ثم اخيراً..
فسرت معاناتي بأني انسانة مميزة وقد اختارني الله لهذه المسؤولية لأني قادرة على تحملها ......
وعدم السماح لهم بالاجتراء عليه في حضوره أو غيابه ..
حرصاً على قيمهم الاخلاقية وتوازنهم النفسي ..
واقتناعاً مني بأن الحفاظ على صورة الأب واحترامها , يعني الحفاظ على احترامي .
.
.
من خلال رحلتي الزوجية لم اكره زوجي يوماً , لأني ليس عندي مكان لهذا الشعور تجاه أي انسان ...
على العكس ,, فان زوجي أول انسان اخصه بالدعاء في الصلاة , وقد سامحته منذ سنوات , واتمنى أن يصبح انساناً يرضى الله عنه , ليس من أجلي ,بل من أجل نفسه وأولاده ..
ويكفي الانسان أن ينشغل بعيوبه هو , وعندئذ لن يجد وقتاً لتقصي عيوب الآخرين ..
جل ما أتمناه ,,حماية ابنائي من المخاطر والحفاظ على استقرارهم وسعادتهم وامانهم وتوفيقهم في حاتهم ودراستهم ..