فوق عمرها الذي تجاوز الثمانين، تكالب المرض والفقر، وكل مظاهر الحاجة والعوز على "ساترة" وابنيها، منذ توفي زوجها.
"ساترة" التي رسم الزمن تجاعيده على وجهها ، أقعدها المرض بين جدران أربعة، من البلوك الخرساني، (هبة من أهالي قرية القائم بمحافظة الدرب)، يعانون من الحرمان، بعيداً عن الناس وبلا جيران.
المكان يطلق عليه مجازاً مسمى "غرفة" يفتقد إلى أبسط مقومات "العيش"، بلا باب يغلق عليها، لا يسترها سوى بطانية، معلقة على حبل، لا تمنع غباراً يهب، ولا حشرة تدب، حتى إنها فوجئت بثعبان تسلل إليها ولدغها قبل 3 أسابيع، قضت بسببه أكثر من 10 أيام بالمستشفى.
حديث ساترة ، التي التقتها " سبق " داخل كوخها ، مملوء بعلامات الرضى بما قسم الله لها ، لكنها لا تستطيع أن تمنع دموعها من التدفق ، قالت : " أعيش هنا مع اثنين من أبنائي منذ سنوات بعد وفاة زوجي الذي كان يحرص على تقديم كل ما نحتاجه ولكن بعد وفاته بدأت معاناتنا ، نظراً لعدم قدرتي على إيجاد منزل يؤويني فقدم لنا أهالي القرية هذه الغرفة لنعيش فيها وجعلنا في ركنها مطبخ صغير مع هذا الدافور " .
وأضافت " كما ترى هذا البيت لا يوجد به دورة مياه أو مغسلة ، فالماء الذي نستخدمه هو ماء ملوث من أحد الآبار القريبة ولكن لا نستطيع أن نجد بديلاً له لضيق حال اليد فالضمان الذي أتقاضاه لا يكفي لسداد فاتورة الكهرباء أو حتى شراء احتياجات قوت يومي" .
وتصف ساترة معاناتها مع الغبار الذي يهب على القرية بقولها " لا نستطيع مقاومة هذا الغبار الذي يقتحم الغرفة بسبب عدم وجود باب . نحن نستخدم بطانية لحمايتنا منه لكن دون فائدة ، خصوصاً و أن الغرفة عبارة عن بلوك ليس به أي تلييس أو دهانات مما يساهم في دخول الأتربة من كل الفراغات بين البلوك .
ساترة التي تعاني من كسر في منطقة الظهر منذ سنوات تتحامل على آلامها خدمة لابنيها ، بانتظار من يتدخل ليساعدها على مواجهة ظروفها .
يذكر أن ابني ساترة تتجاوز أعمارهم العشرين ولم يلتحقا بالدراسة لظروفهما الأسرية بعد وفاة والدهما مما اضطرهما للعمل في جمع "المساويك" والحطب من بعض المناطق الجنوبية لتوفير لقمة العيش .
ساترة أمام غرفتها
في غرفة نومها
يتبع لوسمحتو لاحد يرد
لا تعليق !!
مياه ملوثة
الحمد الله على النعمه :44: