كيف استطاعوا نقض العهود؟
وكيف رفعوا في وجه يدي أعلام الجحود؟
هان عليهم قلبي
فنسفوا أركانه وارتحلوا..
رموني في صحراء البعد ولم يلتفتوا..!
إنها صفعات مؤلمة..!
إنها تساؤلات حائرة نرددها
كلما سقط قناع عن الوجوه الزائفة
وكلما غُرس خنجر الغدر بظهورنا..!
عزيزتي :
المواقف.. خريف العلاقات
يتساقط منها المزيفون كأوراق الشجر.!
وكثيراً ما نتلقى صفعة قوية من أشخاص أحببناهم..
في لحظةٍ كُنا ننتظر فيها
من يربت على كتفينا بحنان ومودة
لا أن يفاجئونا بشيءٍ لم يكن في الحسبان
كرواية يموت بطلها في أول المشهد..
وتحتضر معها كل القناعات
وتسقط معها كل الأقنعة..!
ماذا دهانا؟!
لقد أصبحنا في زمن لايحتمل الصفعات
ويلهث وراء المسكنات..
نحن في زمن الحقيقة المزيفة
والألم المستكين في دهاليز اليأس
شعارنا أصبح:
أنا أفكر.. إذاً أنا موجوع.!
غاليتي :
الحياة كعلبة ألوان!
فيها ما يرسم حياتنا بقوس المطر
ويوشم دروبنا بالابتسام
وفيها ما يريق داخلنا ألوان الحزن الكابية ..!
لذا لابد لنا أن نكون على مستوى عالٍ من المهارة
كي نعرف كيف نمارس فن مزج الألوان،
ونرسم لوحة من مزيج الواقع والإرادة
لكي نخلق لنا أجنحة فراشة
تحلق بعالم التفاؤل،
ولنتطلع إلى البعيد..
ونثق أن ثمّة ضوءٌ.. هناك
في آخر النفق..
وانفراجات أملٍ..
تولد من رحم الصبر
وحسن ظنّ بالله ..
يغلب توقعات البشر..!
أُخيتي:
كوني كالفاصلة (،) إذا رأيتِ موقفاً يُحزنكِ ، ضعيها وأكملي طريقكِ
ولا تكوني كالنقطة (.) تنتهي أمالكِ عند أول موقفٍ يُصادفكِ..!
واطرحي الماضي خلفكِ.. وأكملي مسيرتكِ
فهناك منغصات كثيرة قد تُؤلمكِ..
وهناك من تشغله خطوات نجاحكِ
ويودّ أن يضع حجر عثرة أمامكِ
ليعرقل مسيرتكِ الواثقة بزرع العقبات
ويكسر جناح أهدافكِ المحلقة..
وهناك من يتمنى أن يحدّ من تطلعاتكِ
فلا تزعزع ثباتكِ هذه المواقف
فتندفعي بمشاعركِ.. وتنجرفي بتصرفاتكِ
فتدفعي الثمن غالياً من صحتكِ.
كذلك.. لا تبخلي على من يصطفيكِ
ببوح يضمره قلبكِ، وكلمات تحضنيها
فتفقدين قلوباً نادرة السخاء.. في الزمن الشحيح !
الذي قلّ فيه الأصفياء الأوفياء،
ولا تريقي العتاب كثيراً
فتجفّ قطرات الصبر
وتنمو أشواك التعب.!
وتستيقظ هواجر الأفكار والقلق
بما سيأتي.. وما سيكون.!
ولم الجري وراء أمور لاتزال في علم الغيب
وقد لاتكون؟!
لم اللهاث خلف أوهام الفكر وتصوراته؟!
وافتقاد الرؤية الواضحة
والصبح لايخفى على كل ذي عينين؟!
أختي الحبيبة :
لا تطلقي حكماً قاطعاً على الأشياء
من واقع رؤيتكِ لها
فقد تكون حقيقتها مختلفة..
فإن الشمس تبدو صغيرة دائماً
لأنكِ بعيدة عنها وليست لأنها كذلك
ولاتستصغري شيئاً أبداً
حتى ذبالات وبقايا الأمل.. احتفظي بها
فقد تُحقق حلماً
كان في عداد المستحيلات..!
ولا تُفلتي يداً أبداً تمسكت بكِ بقوة
وكنتِ أمل حياتها وربيع أيامها..!
وأخيراً:
كوني الناقدة الأولى لنفسكِ
والمحفزة لها..
أبهريها بشيء جديد ومميز.. لم تكن تنتظره منكِ
خُوضي لأجلها تحدياً كبيراً..
وبعدها تأكدي أن ما ستفرزه أنتِ منكِ ..
سيبهر الجميع .. وأولهم.. أنتِ.!
ومضة~
الصبر: ولوج إلى حيّزٍ مظلم..
له مخرجٌ واحد
سنتعب كثيراً قبل إيجاده
لكننا سنصله بإذن الله في النهاية
ونقرأه بحروف من نور
"الفرج"..!
ولن نصل اليه الا بالصبر وحسن الظن بالله
ما أجمل تصويرك خيبة أملنا ببعض البشر بتساقط
أوراق الخريف!!!
إنهم فعلاً مجرد أوراق ذابلة تساقطت من رزنامة أيامنا...
ويجب علينا عدم الوقوف عندها كثيراً..
سلم المداد ياألق..