ثمن الأمومة

في هدأة الليل البهيم ارتفع صوت الأم وهي تبكي .. تخاطب ولدها الماثل أمامها :
أرجوك يا بني .. لاتتركني وحدي أعيش بين هذه الجدران الأربعة تحيط بي الوحشة والخوف والحاجة والعوز ، اهذه وصية أبيك لك حينما وصاك بي ... أنسيت ماقال لك وهو يحتضر ؟ لقد ذرفت الدموع قليلا ثم تنكرت لي ، وذهبت تعيش وحدك مع زوجك وأولادك ، وتركتني وحدي...
أبني .. اني على أستعداد لأكون خادمة لك ولزوجك وأولادك لكن لاتتركني للظلام والوحدة ..
كان الأبن العاق ينظر الى أمه غير مكترث لما تقول .. وبعد صمت طويل أخرج من جيبه خمسمائة ريال ووضعها في يد أمه وقال سأزورك بعد شهر!!
فقالت يا بني لكني...
قاطعها كعادته قائلا اني مشغول ، ولدي أعمال كثيرة لابد من انجازها في أسرع وقت ...
ثم خرج... ومضى شهر وأثنان وثلاثة ولم يزرها ولم يقف على بابها .. حتى جاء ذلك اليوم الذي أخبر فيه أنها وجدت ملقية على الأرض قد فارقت الحياة منذ أيام ..
نقلا عن أحد المنتديات