
سرت في المكان المهجور، بعد أن توقف
هطول المطر. هناك بركة بجوار منزلي، وفيها
بعض الضفادع، والطيور تحلّق في السماء،
كان قلبي مقبوضًا، وعقلي يسكن اللا مكان،
بقيت أسير من غير تحديد مكان لأقطن فيه،
رافقوني الضفادع في بعض مسيري،
كانوا يقفزون من بركةٍ إلى أخرى، وبللوني
ببعض الماء بسبب تنقلهم.
حملت معي مظلة،
لأحمي نفسي في هذا الجو المطير،
ولكنني لم أستطع منع انهمار الدموع على
وجنتاي، تحمّلت ما اعتراني من شجون، ومن
طول مسيري لم تعد الضفادع ترافقني، وهي
الرفيق الثقيل.
مررت ببستان زهور، شعرت أن ألوانها تليق
بفستاني الأبيض القطنيّ، وتمنيت لو أنني
أستطيع تزيينه بها. سقطت في البستان
فوجدت يدًا ممتدة لتحملني، لكن سرعان
ما جاء غريب وضربها، نظرت له باستغراب،
لم يحادثني، فقط مضى في طريقه محاولًا
تجاهل انفعالاتي، عدت وحيدة.
مضيت في طريقي ثم رأيت رجل بلا يدين عند
نهر، ومياه النهر تجري، واليدين التي
بجانبيه تشبه اليد التي أنقذتني، مضيت
مجددًا إلى أن رأيت سيدة قريبة إلى
القلب، أخبرتني بما حلّ في هذه المدينة،
وأنني وإياها ناجيتنان لا محالة، ولكن
هناك الكثير من الضفادع والطيور
والغرباء.