
الحمد لله خالق الخلق ومدبرهم، ورازق العباد وكافيهم، وإليه مرجعهم، وعليه حسابهم، نحمده على نعمه وآلائه، ونشكره على عطائه وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ عظم حلمه على عباده فأمهلهم، وأنزل عليهم القرآن هدى وعبرة لهم؛ فذكرهم فيه ووعظهم، وعلمهم ما ينفعهم، وحذرهم مما يضرهم {فاطر:5}،
وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله؛ كان أعلم الناس بحقيقة الدنيا وزوالها، فزهد فيها، وتقلل منها، ولم يغتر بها، وقال صلى الله عليه وسلم فيهامالي وَلِلدُّنْيَا ما مثلي وَمَثَلُ الدُّنْيَا الا كَرَاكِبٍ سَارَ في يَوْمٍ صَائِفٍ فَاسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ سَاعَةً من نَهَارٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا) صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى وآله وأصحابه وأزواجه وأتباعه إلى يوم الدين.
ذات يوم خرج رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه فإذا هو بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقال: ما أخرجكما من بيوتكما الساعة؟ قالا: الجوع يا رسول الله. قال: والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما فقوما. فقاما معه، فأتى رجل من الأنصار فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قالت: مرحباً. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين فلان؟ قالت: انطلق يستعذب لنا الماء.. إذ جاء الأنصاري فنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فقال: الحمدلله ما أحد اليوم أكرم أضيافاً منا. فانطلق فجاء بعذق فيه بسر وتمر ثم جاء بشاة فذبحها فأكلوا حتى شبعوا، فلما شبعوا ورووا قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما: "والذي نفسي بيده لتسئلن عن هذا النعيم يوم القيامة" أخرجه مسلم.
يخبر الرسول الكريم صاحبيه أنهم مسئولون عن هذه النعمة التي جاءت بعد الجوع الشديد، وهم الصابرون المبشرون بالجنة.
فما أعجب هذه القصة!! وما أقوى أثرها في النفوس..
فكم شبعنا وروينا بل وتمتعنا بما نأكل من غير جوع فهل تفكرنا بهذه النعم؟ فكم نعمة أنعمها الله علينا؟
فهل قلنا "اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر"، صباحاً ومساءً، فمن قالها أدى شكر يومه , أريد أن أبيّن عظم تلك النعم وأريد أن تفهم وأفهم ونرعي سمعنا إلى قوله تعالى: (كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى، وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى).
فإذا كان أفاضل هذه الأمة الذين أقاموا الإسلام، ونصروا الدين، وهاجروا في سبيل الله تعالى، وأخرجوا من ديارهم، يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يُسألون عن تمر سدُّوا به جوعهم، فعن ماذا سَنُسأل وقد أغرقتنا النعم من رؤوسنا إلى أقدامنا؟! وأسرفنا فيها وبطرنا وقلَّ فينا شكرها، والرضا بها، بل نطلب المزيد والمزيد؛ فنسأل الله تعالى أن يرحمنا برحمته، وأن يعاملنا بعفوه ولطفه، وأن يرزقنا شكر نعمته وحسن عبادته.
وليست النعم التي يسأل عنها العباد يوم القيامة محصورة في النعم المادية المحسوسة، بل حتى النعم المعنوية من راحة البال، وانشراح الصدر، وعافية الجسد، والأنس بالأهل والولد والصحب .
وإذا كان الناس يسألون عن نعيمهم ولو لم يسرفوا فيه فكيف بنعيم من توسعوا في المآكل والمشارب والمراكب والمساكن والأثاث والمتاع وأنواع الرفاهية واللهو المباح وغير المباح؟!
ثم كيف سيكون سؤال الناس عن نعيم قد بالغوا في التمتع به، وتوسعوا فيه توسعا تعدى الكماليات إلى السرف
والبطر، وفي الأرض جوعى لا يجدون بلغة من عيش، وفيها لمن يحتاجون لما يرمى في النفايات من بقايا الطعام واللباس والأثاث وغيره؟!
فكيف نحافظ على نعمة المال والمأكل والماء والملبس والهواء والطاقة
يتبع
من منا لايتمنى ان يكون اغنى الناس وان يرزقه الله من غير حول له ولا قوة وان يزيد عليه من فضله ولكن هل سألنا أنفسنا كيف نستغل هذه النعمه حتى لاتتحول إلى نقمة وكيف نحسن استغلالها
هل سألنا الله بقلب مطمئن, البركة أم سألناه عن الكثرة؟
هل تأملنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"طعام الواحد يكفي اثنين, وطعام الإثنين يكفي الثلاثة.....
كيف نحافظ على هذه النعمةهناك قواعد للـرزق :
تقوى الله – حسن التوكل على الله – الاستغفار – البر وصلة الأرحام – إقامة الصلاة – البكور – الحمد والشكر – كثرة الصدقة - طلب العلم – الـزواج – الصدق .من الأسباب التى تزيد من الرزق:
*تقوى الله سبحانه وتعالى ومخافتى فى تحصيل الرزق الحلال.
* لزوم الإستغفار فمن لزم الإستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرج ومن كل هم فرج فيقول تعالى فى سورة نوح :
"فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا *يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا " آية 12
· إقامة الصلاة والحرص عليها والمواظبة
· استغلال الوقت فى الصباح ، فقد بورك فى البكور
· الإكثار من الحمد والشكر فيقول تعالى "وإن شكرتم لأزيدنكم "
· طلب العلم فمن طلب العلم تكفل الله برزقه .
· الصدق يؤدى الى البركة ، والبركة عندما تحل فكأنما زاد الرزق .
وهناك أيضا أمور تؤدى إلى تقليل الرزق وعلينا اجتنابها ,هى :
*التعامل بالربا .
*الزنا ، فالزنا يورث الفقر والعياذ بالله.
* الذنوب والمعاصى .
* إحتكار الطعام
* البخل والإمساك بغير داع .
* الكذب والغش .
*الإسراف والتبذير .
* منع الزكاة ، وحبسها فهذا يتلف المال .
2-بالصدقةمانقص مال من صدقة :
حديث صحيح يبين أفضل الطرق للمحافظة على المال وزيادته . فاستقطاع مبلغ شهري للصدقات وان كان بسيطا فهو يبعث بالارتياح النفسي لأنه توجيه رباني نبوي لا يجب الغفل عنه
3- تحديد الأولويات"
وذلك بأن يجلس رب الأسرة مع الزوجة و الأبناء و يحددوا الأولويات .. ما الذي يقدمونه في الشراء ؟ و ما الذي يؤخرونه؟، و ما هي الضروريات و الحاجات و الكماليات، ومتى يشترونها و بأي كمية، فمثلاً يحددون أن يشتروا في الشهر شئ كمالي واحد فقط و من الضروريات اثنان فقط و هكذا، ويفضل أن يكتبوا هذا الشئ على لوحة و يعلقونها في المنزل و تحديد شخص يقوم بمتابعتهاوبعمل ميزانية يشترط فيها
أولا:- تحديد المدخولات.
ثانيا:- تحديد المصروفات
ثالثا:- الموازنة بين المدخولات والمصروفات.
.
هنا لا بد من التأكيد على أن عملية اعداد هذه الميزانية يجب ان تكون جماعية شورية يشارك فيها جميع أفراد العائلة, أبا وأما وأبناء على اختلاف أعمارهم, في جلسه عائلية هادئه فيكون ذلك حافزا معنويا لتنفيذ بنود الميزانية ولتحمل المسؤوليات والقيام بالدور المطلوب.
كما ان عملية تقدير المدخولات والمصروفات يجب ان تكون واقعية, فلا مكان للتفاؤل المفرط أو التشاؤم المغالي في عملية تقدير المدخولات لأن نتاج ذلك سيكون اما تبذيرا واسرافا واما شحّا وتقتيرا, فوسطية
4-.
حدد يوم للشراء . استخدم النقود . خذ مبلغ محدد . كتابة قائمة المشتريات .. استثمار العروض .. استثمار مبيعات الجملة .. التأجيل للكماليات . التأجيل إلى الأرخص . استثمر بطاقات التخفيضات. لا تذهب إلى السوق وأنت جائع , قد تستطيع بذلك وضع ميزانية مناسبة للأسرة .لاتشترى ما يمكن ان تستغنى عنه
5- تعويد الأولاد دائما على الاقتصاد وعدم الإسراف حتى في حالة الرخاء المادي وتعليمهم الحفاظ على النعم و .زرع مفهوم ضبط الميزانية لدى الأبناء منذ الصغر وإفهامهم أهمية التعامل السليم مع المال
وذلك بإعطاء الطفل بعد أن يصل إلى سن مميز مصروفه بشكل أسبوعي كي يضع لنفسه خطة للإنفاق والادخار ويتعود أن يضبط نفقاته ثم بعد أن يكبر يتم إعطاءه مصروف شهري ،ومكافئة من يستطيع ان يدخر منهم بمبلغ مافئ لما ادخره وفتح حساب له بالبنك
6-الاتفاق مع الزوجة منذ البداية على الرضا بالقليل وبما رزقهم الله وعدم التطلع دائما إلى من هو أعلى دنيويا (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) وبذلك تكون الأسرة هادئة ومستقرة بقلة الشكوى والتذمر.