قبل سنة لم أكن أجرؤ على متابعة الأخبار لما تحتويه من مآسي وأحزان وظلم لشعوبنا وأمتنا
وكلما فتح أمامي موضوع عن الفساد والانحدار في دولنا
أحاول تغييره أو إغلاقه لاتجنب حرقة القلب والحزن والارق على بلدي
ومستقبل أولادنا وأمتنا
إلى أن بدأت الاحداث في تونس وأحرق البوعزيزي نفسه عفا الله عنه
لم تثر في البداية انتباهي فقد وصلنا مرحلة اليأس من تغيير الانظمة أوإزالتها
ولكن ومع تصاعد المظاهرات لتعم كافة المدن استبشرنا خيرا وتابعناها بلهفة
ومع النهاية المخزية لزين العابدين واستجادئه لشعبه وأخيرا هروبه
أستيقظ فينا الأمل وفرحنا وأستبشرنا
ومع ثورة مصر زادت لهفتنا وفرحتنا
وعند تنحي مبارك تنامى الاحساس بالسعادة
شعرنا بقلوبنا ترقص فرحا مع إخواننا في مصر
وأرواحننا تتضامن معهم في ميدان التحرير
فآخيرا عروش الظلم تتهاوى
وقلاع الاستبداد تتساقط
وطيور الظلام تغادر أوكارها
وعندما قرر شعبنا في ليبيا الخروج والتظاهر بمظاهرات سلمية
كنا نعرف أن الثمن سيكون باهظ فنحن أدرى الناس بدموية وبشاعة الزعيم المقبور
ولكن دائما يكون ثمن رفع راية الاسلام والحرية غالي
ولم يكذب الطاغية ظننا فخرج مهددا متوعداً
وقبله إبنه
عله يرهب الشعب المسكين فيتراجع عن عزمه
ولكنه بدلاً من أن يخيفهم استفز فيهم عقيدة الاسلام والنخوة والرجولة
فكبروا وتقدموا وحملوا السلاح وجاهدوا
وصدقوا الله فنصرهم..
هاهي بلدي ترفع عنها ركام سنين من المعاناة والحزن والتخلف والتواري وراء شخص واحد
هاهي تتلمس طريها لتطبيق الاسلام الحق
للحرية للسلام وللسمو ،للعلم والعمل
نعم الطريق مازال شائك ومحفوف بالمخاطر
ولكنه أيضا محفوف بالامل والمحبة والثقة بالله
أمل نراه في عيون أطفالنا وهم يضعون قبضاتهم الصغيرة بجانب قلوبهم
ويرددون نشيد
ليبيا ليبيا ليبيا

أمل نراه في الشباب المتحمس أصحاب القلوب الكبيرة

وفي عيون أمهات الشهداء
وهن يزغردن لابنائهن الشهداء
وكأنهن يحتفلن بزفافهم

فرح لا يضاهيه فرح فالكابوس انتهى
دعواتكم ليكتمل العقد بدرته
أرض الله المبارك حولها القدس وأرض الشام
دعواتكم لأرض الحكمة اليمن
دعواتكم لأمتنا الأسلامية أن تعود للصدارة كما كانت...