🌸🌱
قال ابن عاشور رحمه الله :
" وقد أعقب إيواءه إلى الظل بمناجاته ربه إذ قال {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}
لَما اسْتَراحَ مِنْ مَشَقةِ الْمَتحِ وَالسَّقْيِ لِمَاشِيَةِ الْمَرْأَتَيْنِ، وَالِاقْتِحَامِ بِهَا فِي عَدَدِ الرِّعَاءِ الْعَدِيدِ، وَوَجَدَ بَرْدَ الظِّلِّ، تَذَكَّرَ بِهَذِهِ النِّعْمَةِ نِعَمًا سَابِقَةً أَسْدَاهَا اللَّهُ إِلَيْهِ،
مِنْ نَجَاتِهِ مِنَ الْقَتْلِ، وَإِيتَائِهِ الْحِكْمَةَ وَالْعِلْمَ،
وَتَخْلِيصِهِ مِنْ تَبِعَةِ قَتْلِ الْقِبْطِيِّ،
وَإِيصَالِهِ إِلَى أَرْضٍ مَعْمُورَةٍ بِأُمَّةٍ عَظِيمَةٍ،
بَعْدَ أَنْ قَطَعَ فَيَافِيَ وَمَفَازَاتٍ تَذَكَّرَ جَمِيعَ ذَلِكَ،
وَهُوَ فِي نِعْمَةِ بَرْدِ الظِّلِّ وَالرَّاحَةِ مِنَ التَّعَبِ،
فَجَاءَ بِجُمْلَةٍ جَامِعَةٍ لِلشُّكْرِ وَالثَّنَاءِ وَالدُّعَاءِ وَهِيَ:
(إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ).
وَالْفَقِيرُ: الْمُحْتَاجُ
فَقَوْلُهُ: (رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ):
شُكْرٌ عَلَى نِعَمٍ سَلَفَتْ.
وَقَوْلُهُ: (إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ):
ثَنَاءٌ عَلَى اللَّهِ بِأَنَّهُ مُعْطِي الْخَيْرِ.
وَأَحْسَنُ خَيْرٍ لِلْغَرِيبِ: وُجُودُ مَأْوًى لَهُ يَطْعَمُ فِيهِ وَيَبِيتُ، وَزَوْجَةٌ يَأْنَسُ إِلَيْهَا وَيَسْكُنُ.
فَكَانَ اسْتِجَابَةُ اللَّهِ لَهُ، بِأَنْ أَلْهَمَ شُعَيْبًا أَنْ يُرْسِلَ وَرَاءَهُ، لِيُنْزِلَهُ عِنْدَهُ، وَيُزَوِّجَهُ بِنْتَهُ، كَمَا أَشْعَرَتْ بِذَلِكَ فَاءُ
التَّعْقِيبِ فِي قَوْلِهِ : (فَجاءَتْهُ إِحْداهُما)" .
🌸🌱
انتهى مختصرا من " التحرير والتنوير " (20/ 102) .

الجيل الجديد . @algyl_algdyd_1
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
الاخلاص في النية والعمل جزاءه استجابة الدعاء