ماهو الخاطر ؟
في قاموس اللغة الخاطر يعنى :
كل ما يَخْطُرُ بالقلب من أمر ، أَو رأْي ، أَو معنًى
والخاطر قد يطلق على القلب أو النفس .. ( على المجاز )
⭐️⭐️⭐️
نسمع : أن فلاناً جبر خاطر فلان ..
أي طيّب خاطره ، وأزال انكساره ، وخفف من حزنه
وأراح قلبه ، وأرضاه ..!
⭐️⭐️⭐️
جبر الخواطر ... خلق إسلامي عظيم ..
لايتصف به إلا من كان ذا قلب رفيق .. طيب ..سليم ..
ونفس عالية ، وروحاً شفافة تشعر مجساتها بالآم الناس.
:::
لذا يعد جبر خواطر المبتلين ، والمنكسرة قلوبهم ..
شعيرة إيمانية عظيمة ..!
وعبادة من أجمل مايتقرب به المؤمن لله تعالى ..
لما لها من عظيم الأثر في تطبيب النفوس ، وبرء الجروح
وشفاء القلوب ..!
يقول سفيان الثوري:
( ما رأيت عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه
مثل جبر خاطر أخيه المسلم ) ..
كيف لا ..! وأنت قد تأخذ بيد أخيك ..
وتنتشله من هوة معاناته ..
من حزنه ..من ضيقه .. من يأسه .. من ألمه ..
من حاجته .. من شدته..
وتصعد به .. إلى حيث الأمل ، والفرج ، والرجاء ، والنور .
⭐️⭐️⭐️
بعض الناس...
الذين اصيبوا بانكسار قلوبهم من أناس قريبين إليهم
- على سبيل المثال - حين تسألهم عن حالهم
يقولون مفوضين الأمر لله :
الله يجبر خاطرنا ..
على الله جبر الخواطر ! ...
ونعم بالله ..!
إنّ الله يجبر كل قلب لجأ إليه بصدق
فهو ( الجبار )... وهذا من أسمائه الحسنى
يجبر الشيء بالشيء
يجبر :
المرض بالعافية ..
والفقر بالغنى ..
واليأس بالأمل ..
والخوف بالطمأنينة والأمان ..
فهو جبارٌ متصفٌ بكثرة جبره حوائج الخلائق.
⭐️⭐️⭐️
مادعاني إلى تسليط الضوء و البحث البسيط
عما يعنيه جبر الخاطر ..
وكتابة هذه السطور المختصرة في موضوع يتسع ويتشعب..
حكاية قرأتها ..وأعجبتني دلالاتها
ولكن رأيت فيها تناقضاً ، فأعدت صياغتهامن جديد ..
لتتوائم مع المقصد منها ..
تقول الحكاية :
خرجت امرأة لحاجة ..
وحين عادت لبيتها رأت قرب الباب ..
رجلاً يفترش الأرض .. !
كان هذا الرجل معروفاً عند أهل الحي..
أنه يعاني من لوثةً في عقله ..
فساعة تراه منفصلاً عما حوله يحدث نفسه ...
ولا يدرك مايحيط به ...
وساعة تراه هادئاً لو حدثته لخرجت من فمه
بعض كلمات تنطق بالحكمة..
⭐️⭐️⭐️
في تلك اللحظات كان منصرفاً إلى ذاته ..
و بيده عود يخطّ به على تراب الأرض خطوطاً مبهمة ..
كان منهمكاً في عمله .. غافلاً عما حوله ..
وقفت عنده قليلاً ..!
وقد امتلأ قلبها الطيّب بالشفقة .. !
سألته برفق ..وكررت :
ماذا تفعل هنا ؟
انتبه .. على صوتها فرفع رأسه قائلاً :
أرسم الجنة وأقسمها إلى أجزاء
لاحت مخايل ابتسامة على محياها ..
سايرته قائلةً له:
وهل يمكن أن آخذ قطعة منها ؟
وسأعطيك ثمنها إن أردت ، فكم تطلب ثمناً لها ؟
أطرق قليلاً مفكراً ثم قال:
نعم سيكون ! فقط بعشرين ريالاً ..
فأعطته ماطلب ثم أحضرت له بعض الطعام ..
فشكرها وهو مغتبط .
⭐️⭐️⭐️
علق في ذاكرتها ذلك الموقف ..
وفي ليلتها رأت في المنام أنها تسرح في الجنة
وعند الصباح استيقظت وهي تشعر ..
بفرحٍ طارئٍ يملأ قلبها ..
قصت الرؤيا على زوجهاوحكاية المخبول
وهنا .. طمع الزوج في أن يظفر بالنعيم كما ظفرت به زوجته
فأسرع يبحث عن الرجل فعثر عليه في أطراف الحي
فبادره قائلاً :
أريدك أن تبيعني قطعة من الجنة
واطلب ماتشاء من ثمن ..!
فأجابه : لا أبيع ...!!!
تعجب منه وأردف قائلاً :
ولكنك بالأمس بعت قطعة لزوجتي بعشرين ريالاً .
أجاب : إن زوجتك لم تكن تطلب الجنة بالعشرين ريالاً...
بل كانت تجبر خاطري..وجزاؤها عند الله
أما أنت فجئت طامعاً تطلب الجنة ..
والجنة ليس لها ثمن ...
لأن دخولها قد يمر عبر جبر الخواطر ..
⭐️⭐️⭐️
لا بد في حياة كل إنسان ..من انتكاسة
يحتاج فيها لمن يرمم صدعه ، أو يجبر كسره..
فاجبروا خواطر بعضكم بعضاً ..
فإنه من سار بين الناس جابراً للخواطر..
أنقذه الله من جوف المخاطر
وقد يفتح له ذلك طريقاً إلى الجنة ..!
⭐️⭐️⭐️
والختام نور ~
روي عن ابن عباس أن النبي صلي الله عليه وسلم
كان يقول بين السجدتين:
( اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني
شكرا للتنبيه وجزاك الله الجنة..
القصة جميلة جميلة ومؤثرة جدا 💔
بارك الله بك وبقلمك المعطاء