جدائل جدتي الطويلة ورمضان

الحياه تكثر فيها الهموم الذنوب ربما منا من يتغير فيصبح أسوأ ويسخط ويصب جام غضبه على من حوله وربما يؤذي من يعلو عنه بصفه ولو كانت يسيّره الانسان هكذا اذا شبع بطر واو كان رصيده ملايين سينظر بعين الغيره الى خادمه حين يبتسم او يصلي في رضا. وربما يحسد الطيور على ريشها وطايراءته تربض في منزله ///
سأحكي لكم عن جدتي نور كانت أمراءه نورانيه لديها ضفيرتان نحيلتان ناعمتان مصبوغتان بلون الحناء ووجه قليل التجاعيد برغم انها في التسعين الا انك تخالها في الستين بلا عمليات بوتكس ولا فيلر زينها الرضا برغم من انها ارمله من اكثر من ثلاثين عاما دائما تذكر الله وحين نجلس يشهد الله انني لم اسمعها منذ طفولتي تغتاب احدا او تنقل النميمه ربما مرتين ثلاث فقط سمعتها وذاك ردا منها على أساءه لها لكن قد تقولون ملاك وماذاك أليس نحن خلقنا العباده فلذا هي برغم من انها اميه الا انها أفضل بكثير من طروحات وحوارات من يدعون الثقافة ويسبون بعضهم وكاننا خلقنا لنامل ونشرب ثم نموت كالبهائم كانت جدتي راقيه علمت ان بعد الحياه موتا علمتنا الصبر بسلوكها الحمد عند الهموم والشكر لله على كل ما يقابلنا لم تكن أمراءه خارقة ولا من الطيبين بل أمراءه عاقل لبيبه فاقت نساء جيلها وجيلنا حريا بِنَا تدريس سيرتها كنموذج للعفه الطهر الصبر تربيه صالحه خلق دين أمراءه ملهمه منجزه في بيتها ومن خدرها وليست كمن تدندن بإنجازات وهميه خارج منزلها وداخله مهدوم .
روايح الحناء والسدر والريحان تزينانها ،نظيفه بلا مستحضرات تنظيف باهظة الثمن عديمة المفعول في تنظيف الداخل داخل القلوب ،،
حين تسمع ان هناك فردا مريضا تدعو له
او مسلم مصاب في بلده تدمع عينها في صمت وتدعو له
تحزن لنصاب المسلمين وترحم صغيرهم وتحترم كبيرهم
روايح الدلكه السودانيه و حليها البسيطه التي تتزين بها و الديرما السودانيه الاصيله تلون شفتيها يوم العيد فستانها المتلألئ وابتسامتها كعروس حييه حين ننظر اليها في شوق نقبل رأسها الطاهر
جدتي كانت تنتظرنا عند القهوة وتحتوينا ونحن نحتويها بحنان متبادل تفوح من مجلسها رايحه الهيل والقرنفل ..وتوزع عيدياتها التي صنعتها بيديها من قماش تخيطه طوال ليالي رمضان وتحشوه بقليل من الحلوى وكثير من الحب ..رحمك الله يا جدتي الغاليه عيدك في الجنه احلى رحلت جدتي بعد معاناه سريعه مع مرض ظلت تحمد الله طوال ايّامها الاخيرة وتفرح بمن يزورها وهي خلف اجهزه المستشفى بعزه نفسها ذاتها داخل مجلسها الصغير )اتسعت عند الناس البيوت وضاقت الصدور والله يرحمك ويصلحنا ويعف عنا . ويجبر مصابنا ومصاب ذويها ويحفظ لنا من نحب والسلام مسك الختام ادعوا لجدتي فقد كانت تطلب منا دوما ان ندعوا لها لن ننساك يا جدتي أبدا وسندعو لك كما طلبت.