لا شيء يثير غضب من فقد أطفاله أو قريبا أو أملاكه أكثر من أولئك الذين لا يملكون مشاعر إنسانية، ويقولون للمنكوبين: «إن ما حدث لكم عقوبة من الله لأنكم فاسدون».
هؤلاء الموتورون والباحثون عن المقدمة دائما ليسيطروا على أفراد المجتمع، لتحقيق ثروات طائلة، ما أن يحدث فيضان أو زلزال أو يثور بركان، حتى يخرجوا ليؤكدوا أن ما حدث للمنكوبين هو عقوبة لفسادهم وفسقهم وضعف دينهم، وليدعموا رأيهم هذا، يقرأون على البسطاء آيات وأحاديث نزلت أو قيلت في حادثة معينة.
ولأن العامة لا يعرفون أن هذه الآيات نزلت في حادثة معينة ولا يمكن أخذها بالمطلق، يصدقون ما قيل لهم، ويؤمنون أن ما حدث بسبب فساد وفسق فقرائها وأطفالها الذين ماتوا وحدهم غرقا.
هؤلاء الموتورون لديهم كل الإجابات النهائية، في نفس الوقت يريدون تقديم أنفسهم على أنهم وحدهم يمثلون الصلاح والخير والأخلاق، دون أن يكترثوا لحزن سكان جدة الذين فقدوا أسرهم وأملاكهم.
هم أيضا حين تأتيهم الكارثة، يفسرونها بطريقة تحافظ على مكتسباتهم المتملثة بأنهم «أهل الصلاح والخير»، ولا يتهمون أنفسهم بالفساد، بل بأن الله عز وجل يمتحن ويختبر إيمانهم.
وإن سألتهم: ما الفسق والفساد الذي ارتكتبته طفلة لم يبلغ عمرها الثلاث سنوات التي غرقت في فيضان جدة؟
تأتي إجابتهم هكذا: إن الله يعاقب أهلها فيها.
فتسألهم: ما معنى «ولا تزر وازرة وزر أخرى»، فيعلنوا أنهم في زمن الرويبضة، فيتم الهجوم عليك، وتقرر أن تصمت، فيما أنت تردد بينك وبينك: لماذا يشوهون الإسلام ويريدون نفي صفة العدل عن الخالق؟
هؤلاء الموتورون خرجوا في كارثة تسونامي، وخرجوا بعد الزلازل التي حدثت في بلدة العيص وما حولها من القرى والهجر شمال المدينة المنورة، وخرجوا بعد الغبار الذي خنق أهل الرياض، وها هم يخرجون بعد ما حدث لجدة، ليؤكدوا أن السبب الفساد والفسق، مع أن أغلب من مات هم الفقراء والأطفال.
وسيخرجون مع كل كارثة أو جريمة ليؤكدوا أن البشر فاسدون وفاسقون، بالتأكيد يقصدون البشر الذين لا يتبعونهم، فهم وحدهم المؤمنون الذين يختبر إيمانهم.
لهذا لا بد من استصدار قانون يعاقب هؤلاء الذين يقذفون المجتمعات، وأن يتم جرهم للمحاكم، وأن يطالبوا كما طالب سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ذاك الرجل الذي قذف امرأة «البينة أو الحد»، والبينة دليل مادي.
خلاصة القول: إن استصدار مثل هذا القانون، سيحمي المنكوبين، سيحمي أيضا الإسلام، القائم على العدل، وقول هؤلاء: إن الله يعاقب الإنسان بطفلته ويغرقها، هو خارج العدل، والعادل عز وجل يتوعد من يقتل إنسانا دون حق بالعذاب، ويخيل لي وأكاد أجزم أن غرق الطفلة تلك لا يمكن له أن يكون عقوبة إلهية، إنها جريمة ارتكبها بشر، ويريد بشر تضليلنا، بأن ما حدث عقوبة وليست جريمة.
مقال رائع من جريده عكاظ
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20091205/Con20091205318762.htm

بسمـ حلوهـ ــه @bsm_hloh_h
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.




المكان اللي حصلت فيه الكارثه وادي يعني مجرى سيل فلو انه خالي من السكان ومعاملينه على انه وادي وقامو بوضع كباري وسدود مكان صارة هذي الكارثه بس هذا بسبب تسيب المسؤلين وادارتهم الفاشله حسبنا الله عليهم
الصفحة الأخيرة
وسلمت يدك على النقل النافع
وانا لا اقول الا حسبى الله ونعم الوكيل على كل شخص يشمت بأهل جده ويعتبر ان ما حصل لهم بسبب فسادهم
وان يتقى الله
فليس منا من هو معصوم من الذنب وليس منا من هو ملاك لا يخطىء ابدا مجرد انه اتهمهم بهذة التهم
فهو ذنب
لان ما يعلم النوايا الا الله
ولا ندخل الجنه بأعمالنا بل برحمة رب العباد
اللهم ارحم موتانا واشفى مرضانا واجبر كسر ضعا فنا
وتقبل الشهداء
والحمدلله على ما اعطى ونزل والحمد لله فى كل ما ارسل
وانا بأذن الله صابرون محتسبون
لأن المؤمن مبتلى