& جي جي &
& جي جي &
التحكم بالرأس


يولد الأطفال بقدرة ضعيفة للغاية على التحكم بالرأس وعضلات الرقبة. تنمو لديهم هذه المهارة الأساسية على مراحل خلال الأشهر الستة الأولى من العمر، وتكون الأساس في جميع الحركات التي تلي ذلك مثل الجلوس والمشي .



متى يحدث هذا التطور؟



تصبح عضلات الرقبة لدى معظم الأطفال قوية بما يكفي لحمل رؤوسهم في عمر الستة أشهر تقريباً.


كيف يحدث ذلك؟

المواليد الجدد

لأن عضلات رقبة طفلك تكون ضعيفة جداً عند الولادة، يعتمد عليك في إسناد رأسه وعنقه على الأقل خلال الشهر الأول تقريباً. ربما تكون هذه هي الطريقة التي تمنحك بها الطبيعة فرصة التفاعل مع طفلك وجهاً لوجه. عندما تحملينه بين ذراعيك، استمتعي بفرصة النظر إلى عينيه، فيساعدك ذلك على تكوين الرابطة الوثيقة معه وجعله يشعر بأنه محبوب.

من عمر الشهر حتى الشهرين

مع نهاية شهره الأول، يستطيع رفع رأسه للحظات وتحريك رأسه من جانب إلى آخر حين يستلقي على بطنه. عند بلوغه ستة إلى ثمانية أسابيع، ولو كان يتمتع بالقوة اللازمة، سيرفع رأسه عند استلقائه على ظهره. حين تحملينه على كتفك، سيتمكّن من رفع رأسه بترنّح ولفترة قصيرة. كما يمكنه رفع رأسه عند الجلوس في مقعد السيارة المخصص للأطفال، أو حمّالة الأطفال، لكنه لا يكون قادراً على ركوب عربة الأطفال للتنزّه أو حمله في حمّالة الظهر. انتظري حتى يستطيع حمل رأسه باعتدال من دون مساعدتك لتتمكّني من استخدام هذه الأدوات. أما الآن، فتستطيعين وضعه في كرسيه الهزاز ليرى العالم من حوله.

من عمر الثلاثة إلى الأربعة أشهر

في هذا الوقت، ستلاحظين تحسناً ملفتاً في تحكمه برأسه. يمكنه الآن حمل رأسه بزاوية 45 درجة عند الاستلقاء على بطنه وإبقائه مرفوعاً لفترة. كي تساعديه على تقوية عضلات رقبته وتتسلّي معه أيضاً، ضعي طفلك على ظهره واجذبيه من يديه ببطء حتى يصبح في وضعية الجلوس، ثم أرجعيه ببطء إلى أسفل في وضعية النوم على الظهر وكرري التمرين. في هذا السنّ، يمكنه حفظ رأسه متوازياً في خط مستقيم مع بقية جسمه عند جذبه. قد يكون طفلك مستعداً لركوب عربة الأطفال للتنزه في سنّ الأربعة أشهر، شرط أن تلتزمي بالسير على الرصيف في هذه الفترة.

من عمر الخمسة إلى الستة أشهر

في عمر الستة أشهر تقريباً، يستطيع طفلك تثبيت رأسه مستقيماً، ويحنيه إلى الأمام عند جذبه إلى وضعية الجلوس.



ما هي الخطوة التالية؟


بعدما أصبح طفلك قادراً على التحكّم الجيد برأسه، يستطيع الانتقال إلى مرحلة الجلوس والتقلب من جهة إلى أخرى والحبو أو الزحف. يعتبر التحكّم بالرأس ضرورياً أيضاً كي يتمكّن من ابتلاع الأطعمة الصلبة والجلوس على الكرسي العالي المخصص للأكل.



ما هو دورك؟

لا يوجد الكثير لتقومي به كي تشجعي عملية تطوّر التحكم بالرأس، باستثناء أن تتوخي الحذر. في الشهور الأولى على وجه الخصوص، سوف تحتاجين إلى إسناد عنق ورأس طفلك بكفّ يدك عندما تحملينه خارج مهده أو تتنقلين به بين الغرف. من وقت لآخر، ضعيه على بطنه ليرفع رأسه وصدره بهدف أن يراك أنت أو لعبه ويقوم بذلك بتقوية عضلات رقبته.

بين الشهرين الثالث والسادس، قد تحتاجين إلى وضعه جلوساً في كرسي أو على السرير (لكن تأكدي من أنه ليس قريباً من الحافة وأنك معه طيلة الوقت). هذا أمر صحيح طالما أن رأسه وعنقه مسنودان جيداً. ستؤدي الوسائد هذه المهمة على خير ما يرام، أو يمكنك وضعه في حضنك بحيث يكون رأسه مسنوداً إلى بطنك. اجعليه يجلس في مناطق مختلفة من البيت حتى يتغير المشهد أمامه كل مرة ويرى أشياء مختلفة. تأكدي فقط من أنه في مكان آمن، بعيداً عن حافة الأريكة (الكنبة) أو أي مكان آخر قد يسقط منه.



متى يستدعي الأمر القلق؟


إذا بدا لك أن طفلك يجد صعوبة في رفع رأسه ولو قليلاً في سنّ الثلاثة أشهر، اعرضي الأمر على طبيبك في الزيارة المقبلة. تنمو قدرات الأطفال بشكل متفاوت، فالبعض منهم يكتسب المهارات أسرع من البعض الآخر، ومهارة التحكم بالرأس ليست استثناءً. قد يتأخر الأطفال الخدّج (المولودون قبل أوانهم) في اكتساب هذه المهارة وغيرها مقارنة مع أترابهم من المرحلة العمرية ذاتها. اسألي طبيبك إذا كنت قلقة في هذا الشأن



السمع



بإمكان طفلك أن يسمع منذ الولادة. مع نموه، سوف يستخدم أذنيه في تلقي كميات هائلة من المعلومات عن العالم من حوله، والتي بدورها ستحفّز تطوره العقلي وتؤدي إلى الإنجازات الجسدية المختلفة مثل الجلوس ، والتقلب من جهة إلى أخرى ، والحبو أو الزحف ، والمشي .


متى يحدث هذا التطور؟



تكتمل نمو قدرات طفلك السمعية مع نهاية شهره الأول، إلا أن فهم وتقدير كل ما يسمعه قد يستغرق وقتاً أطول قليلاً.


كيف يحدث ذلك؟


من البداية، سينتبه طفلك بإمعان للأصوات، خاصة ذات النبرة العالية، وسوف يتجاوب مع الأصوات المألوفة (مثل طريقة كلامك، أو قصة تقرأ له باستمرار)، كما أنه قد يخاف لو سمع الأصوات العالية أو المباغتة.

عند بلوغه الشهر الثالث، يصبح الفصّ الصدغي وهو الفص الدماغي المسؤول عن السمع وتعلّم اللغة وحاسة الشم، أكثر نشاطاً واستقبالاً للمعلومات. لذلك، عندما يسمع طفلك صوتك، قد يوجّه بصره إليك مباشرة ويبدأ بالمناغاة أو محاولة الرد عليك. لكن قد يكون الكلام والسمع عملاً شاقاً بالنسبة له. في هذا العمر، إذا وجدت طفلك ينظر في اتجاه آخر أو يفقد تركيزه أثناء حديثك إليه أو أثناء قراءتك له أحد الكتب، لا تقلقي على قدرته السمعية، فربما يكون قد تعرّض لزخم من التنبيه لا أكثر.

في عمر الخمسة أشهر، سيدرك طفلك مصدر الصوت، ويلتفت سريعاً صوب الأصوات الجديدة. كما يميّز الأطفال في هذا السنّ أسماءهم. لاحظي كيف ينظر إليك طفلك عندما تناديه باسمه أو عندما تتحدثي عنه مع الآخرين.


ما هي الخطوة التالية؟


يكتمل نمو قدرات طفلك السمعية وهو ما زال صغيراً جداً، ومن الأهمية بمكان الاطمئنان على سلامتها مبكراً حتى تتمكني من اكتشاف أية مشكلة من بدايتها.


ما هو دورك؟

تستطيعين القيام بالكثير حتى تساعدي طفلك على التعوّد على الأصوات الجديدة وتعلّمها. جربي أن تغني أغاني الأطفال أو دعيه يستمع إلى الموسيقى . إن قابلية الصغار لتلقي المعلومات مفتوحة، لذا لا يجب أن تحدّي المسألة بأغاني الأطفال فقط. ربما يستمتع طفلك بالاستماع إلى صوت الرياح أو دقات الساعة، فكلما تنوعت الأصوات المسموعة، كلما زاد تأثيرها الإيجابي عليه. من المؤكد أنك ستجدين لدى طفلك ردة فعل إيجابية تُؤثِر خياراً معيناً على غيره عندما تتطوّر قدرته على التفضيل بين الأشياء.

إن القراءة للطفل، مهما كان صغيراً، تأتي بمردود إيجابي. فهي تساعد الطفل على تعلّم إيقاع اللغة. إن تغيير نبرة صوتك واستعمال لكنات مختلفة والغناء له، يزيد من حيوية العلاقة السمعية بينك وبينه. بالإضافة إلى ذلك، كلما تحدثت إليه وقرأت له، كلما تعلّم كلمات أكثر تؤهله للكلام .

حين يكبر طفلك ويشرع في إدراك مصدر الصوت، سوف يلتفت سريعاً صوب الأصوات الجديدة. قد يبدأ الرضّع الأكبر سناً (قرابة الشهرين الرابع أو الخامس من العمر) بمراقبة فمك باهتمام شديد عندما تتحدثين ثم يحاولون تقليد حركات الفم ونطق بعض الأحرف الساكنة مثل حرف "م" و"ب".


متى يستدعي الأمر القلق؟


إن الأطفال يثيرون الدهشة: فهم يستطيعون النوم على رنة التليفون ونباح الكلب. هذا طبيعي، لأنهم بحاجة إلى النوم. تمتلك غالبية الأطفال قدرات سمعية ممتازة، إلا أن هناك نسبة من الأطفال سيعانون من المشاكل، خاصة لو ولدوا قبل أوانهم (الخدّج) أو حرموا من الأوكسجين أثناء الوضع أو أصيبوا بعدوى خطيرة عند الولادة. كما يكون الأطفال الذين يرثون مشاكل لها علاقة بالسمع أكثر عرضة للمشاكل السمعية.

عندما يكون طفلك مستيقظاً ومتنبهاً ولا يعاني من زكام أو التهاب في الأذن قد يؤثران مؤقتاً على قدرته السمعية، يجب أن تخيفه الأصوات العالية والمباغتة، لكن سرعان ما يهدأ ويلتفت صوبك عند سماع صوتك. فيما عدا ذلك، يجب أن يتفاعل بصورة طبيعية مع الأصوات من حوله.

اطلبي من الطبيب فحص أذنيه إذا كان لديك أية شكوك. يمكنك تحديد مستوى سمع طفلك بنفسك أو يمكنك عمل الاختبارات السريعة التالية في المنزل:

- أقل من ثلاثة أشهر: صفقي خلف رأس طفلك. إذا أفزعه الصوت يكون بخير. أما إذا لم يخف، فأعيدي التجربة عدة مرات.

- بين عمر الأربعة والستة أشهر: نادي عليه باسمه لتري إذا كان سيلتفت نحو الصوت أم لا. كذلك، راقبيه إن كان يدير عينيه ورأسه ليكتشف مصدر الأصوات المسلّية.

- بين الستة والعشرة أشهر: راقبي طفلك في ردة فعله عندما يُنَادى باسمه أو عندما تصدر الأصوات المحيطة المألوفة مثل جرس التليفون أو المكنسة الكهربائية.

- بين العشرة أشهر والخمسة عشر شهراً: اطلبي من طفلك أن يشير إلى شيء مألوف في كتاب مصوّر. إذا لم يستطع ذلك، ربما تكون المشكلة في أنه لا يسمعك.

حتى لو اجتاز طفلك كل هذه الاختبارات بنجاح، ولم يغادرك القلق، اتبعي حدسك واسألي طبيب الأطفال. كلما اكتشفت المشاكل السمعية لدى الأطفال في وقت مبكر، كان ذلك أفضل. طبقاً لأحدث الأبحاث في هذا المجال، إن اكتشاف الأطفال الذين يحتاجون إلى أدوات سمع مساعدة وتزويدهم بها قبل سنّ الستة أشهر، يساعد بدرجة كبيرة في إتقان مهارات التحدث وتعلّم اللغة.
& جي جي &
& جي جي &
الحبو أو الزحف



يساعد الحبو أو الزحف طفلك على تقوية عضلاته استعداداً للمشي. ويعدّ طريقته الأولى للتحرك وحده بحرية. تبدأ مراحل الحبو أو الزحف التقليدية بأن يتعلّم الطفل كيف يحفظ توازنه على يديه وركبتيه. بعدها، يتعلّم كيف يتحرك إلى الأمام والخلف بهذه الوضعية عبر دفع ركبتيه.


متى يحدث هذا التطور؟



يتعلّم معظم الأطفال الحبو أو الزحف ما بين الشهرين السادس والعاشر من العمر. هناك أطفال لا يزحفون أبداً، وعوضاً عن ذلك، يجرّون مؤخرتهم وهم جالسون، أو ينزلقون على البطن أو يحاولون مباشرة الوقوف والمشي . المهم، أن وقت الحركة قد انطلق، ولا يهم كيف يقوم طفلك بذلك.


كيف يحدث ذلك؟


تأتي مرحلة الحبو أو الزحف عادة بعد أن يتقن الطفل الجلوس وحده من دون ضرورة الاستناد إلى شيء ما، ويستطيع معظم الأطفال فعل ذلك عند بلوغهم سنّ الستة أو السبعة أشهر. عقب الوصول إلى هذه المرحلة، يكون بمقدور طفلك رفع رأسه لرؤية ما يجري حوله، وفي هذا الوقت أيضاً تكون عضلات ذراعيه وساقيه وظهره قد اكتسبت القوة الكافية لتمنعه من السقوط على الأرض عندما يستند إلى يديه وركبتيه.

خلال الشهرين التاليين، يبدأ طفلك تدريجياً في تعلّم الانتقال بثقة من وضع الجلوس إلى وضع الحبو أو الزحف على أطرافه الأربعة، وسرعان ما يدرك أن بمقدوره أن يتأرجح ذهاباً وإياباً عندما يستطيع فرد أطرافه وجعل جسمه موازياً للأرض.

ما بين الشهرين التاسع والعاشر، سيعرف أن دفع الركبتين يعطيه القوة اللازمة للتحرّك. مع تطوّر مهارته، سيتعلّم كيفية العودة من وضعية الزحف إلى وضعية الجلوس. كما سيتقن أيضاً الأسلوب المتطور للزحف التبادلي، أي تحريك إحدى اليدين مع الساق من الجهة المعاكسة في نفس الوقت الذي يتحرك فيه إلى الأمام، بدل استخدام إحدى اليدين مع الساق من الجهة ذاتها. فيما بعد، يتطلب الأمر فقط الكثير من الممارسة ليصل إلى مرحلة الإتقان، وسيكون زاحفاً ماهراً عندما يبلغ عامه الأول تقريباً.

إذا كان طفلك يزحف أو يحبو إلى الخلف، أو يقوم بجرّ مؤخرته (أي أنه يتنقل بتحريكها مستخدماً يداً إلى الخلف وقدماً إلى الأمام لحفظ توازنه)، أو إذا تخلّى عن مرحلة الزحف تماماً من أجل ممارسة المشي، فلا تقلقي. طالما أصبح كثير الحركة، ولا يهم كيف يقوم بها تحديداً، فإنه بخير.


ما هي الخطوة التالية؟


بعدما أتقن طفلك الحبو أو الزحف، يكون الأمر الوحيد الذي يمكّنه الآن من الحركة الكاملة هو المشي . للوصول إلى هذا الهدف، سيبدأ بسحب نفسه إلى الأعلى مستنداً إلى أي شيء يمكن أن يصل إليه، سواء أكان طاولة غرفة المعيشة أو ساق جدّته. حين ينجح في الحفاظ على توازنه عند وقوفه على ساقيه، يكون مستعداً للوقوف وحده والتجوّل ممسكاً بالأثاث، ويبقى المشي والركض والقفز مسألة وقت لا أكثر.


ما هو دورك؟


كما هو الحال مع المهارات الأخرى مثل القراءة ومسك الأشياء، إن أفضل طريقة لتعليم طفلك الحبو أو الزحف تكون بوضع اللعب وبقية الأغراض التي يحبّها وأنت شخصياً، أبعد بقليل من متناول يده. يمكنك أيضاً وضع بعض العراقيل في طريقه مثل الوسائد والعلب ووسائد الأريكة (الكنبة). من شأن ذلك أن يعزّز ثقته بنفسه ويزيد سرعة حركته وبديهته. لكن إياك أن تتركيه وحده، فلو علق بوسادة أو علبة أو صندوق، سيتملّكه الرعب ويكون أيضاً عرضة للاختناق.

قد يوقع الطفل الزاحف نفسه في الكثير من المتاعب. لذا احرصي على جعل منزلك مكاناً آمناً للطفل ، كما عليك الانتباه بشكل خاص إلى بوابة الخروج من المنزل. سينجذب طفلك إلى النزول على السلالم، والذي يمكن أن يمثّل خطورة عليه، لذلك اجعلي وصوله إلى السلالم صعباً إلى حين يتمكّن طفلك من إتقان هذه المهارة (والتي يتمكّن منها تماماً في عمر الشهر الثاني عشر) وحتى بعد ذلك، عليك مراقبة رحلاته الاستكشافية إلى السلالم.

لست مضطرة في الوقت الحاضر إلى صرف الكثير من المال على شراء الأحذية . لن يحتاج طفلك إلى ارتداء الأحذية بانتظام حتى يتمكّن تماماً من المشي.


متى يستدعي الأمر القلق؟


تنمو قدرات الأطفال بشكل متفاوت، فبعضهم يكتسب المهارات أسرع من غيره، ولكن إذا بلغ طفلك عامه الأول ولم يبدِ أي اهتمام بالحركة في أي شكل من الأشكال (سواء أكان عبر الزحف البطيء أو الحبو أو التقلّب من جهة إلى أخرى أو الركل السريع)، ولم يعرف بعد كيفية تحريك ذراعيه وساقيه معاً وبشكل متناسق، أو لم يتعلّم حتى الآن كيفية استخدام ذراعيه وساقيه بالتساوي، اسألي الطبيب في موعد الزيارة المقبلة. لكن تذكّري أن الأطفال الخدّج (المولودين قبل أوانهم) قد يكتسبون هذه المهارة وغيرها من المهارات متأخرين بضعة شهور عن أترابهم الذين في مثل عمرهم

تكوين العلاقات الاجتماعية


كيف يتعلّم طفلك بناء علاقاته مع الآخرين؟ كيف ومتى يشرع في تكوين الصداقات؟ كل هذا يبدؤه معك أنت. الأم هي الصديقة الأولى للطفل، وهي الشخصية المفضلة لديه. يسعد لسماع صوتك، ورؤية وجهك ولمس يديك. بمساعدتك أنت، سيتعرف طفلك على الأشخاص الآخرين ويفرح بصحبتهم أيضاً. هكذا تكون بداية تطور المهارات الاجتماعية.



متى يحدث هذا التطور؟



تنضج مهارات طفلك الاجتماعية بالتدريج من سنّ الولادة وحتى الثالثة من العمر. منذ لحظة وصوله إلى الدنيا، يتعلّم طفلك كيفية التأقلم والتفاعل مع الأشخاص من حوله. خلال عامه الأول، يركّز على اكتشاف ما يمكنه القيام به ( مسك والتقاط الأشياء ، المشي وغيرها من المهارات) إلى جانب التفاعل مع والديه. قد يستمتع بصحبة الآخرين، لكن من المؤكد أنه يفضّل صحبتك وصحبة والده. في عامه الثاني تقريباً، يبدأ بالاستمتاع باللعب والتفاعل مع الأطفال الآخرين. وكغيرها من المهارات، تتطلب مهارة تكوين العلاقات الاجتماعية مع بقية الأطفال التعلّم عن طريق التجربة والخطأ. في البداية، لن يكون مستعداً لمشاركة ألعابه مع أحد. بعدها، سيصبح صديقاً أفضل عندما يعرف كيفية التعاطف مع الآخرين. أما في سنّ الثالثة، فيكون على طريق بناء الصداقات الحقيقية.


كيف يحدث ذلك؟


في الشهر الأول
حتى المواليد الجدد يعتبرون كائنات اجتماعية. يحبون أن يلمسوا وأن يحملهم الآخرون ويهدهدونهم وأن يروا البسمة على وجوه الناس. منذ الشهر الأول، يجرّب طفلك أن يرسم بوجهه أشكالاً لك. يستمتع بمشاهدة وجهك وربما يقلد بعض حركاتك. أخرجي لسانك من فمك وشاهديه يقوم بالأمر ذاته.

في الشهر الثالث
في هذه المرحلة، يقضي طفلك ساعات يقظته في مراقبة ما يحدث حوله. ربما يبتسم الآن ابتسامته الأولى الحقيقية ، وهي لحظة بالغة الأهمية عند معظم الآباء والأمهات. بعدها، يغدو خبيراً في "الابتسامات"، وقد يتفاعل معك بإرسال ابتسامة لك مع المناغاة في نفس الوقت.

في الشهر الرابع
لقد أصبح أكثر قابلية للتعرّف على أشخاص جدد، يحييهم بالصراخ والمرح. لكن في هذا السنّ، لا أحد يضاهي الأم والأب. سوف يحتفظ طفلك بردة فعله الحماسية حين يستقبلك. وتعد هذه علامة أكيدة على تكوين الرابطة الوثيقة بينكما.

في الشهر السابع
عندما يصبح طفلك كثير الحركة، يبدأ بالاهتمام ببقية الأطفال. قد يقتصر الأمر على النظر ومدّ اليد للمس فقط. وبين الحين والآخر، ربما يبتسمون لبعضهم ويقلّدون أصوات بعضهم البعض، غير أن ما يشغلهم أساساً المهمة التي يقومون بها. إذا وُضِعَ طفلان يقلّ عمرهما عن العام الأول، أحدهما بالقرب من الآخر مع مجموعة من الألعاب، نجد في العادة أن كلاً منهما يلعب بمفرده إلى جانب الآخر وليس مع بعضهما، لأن الطفل ينشغل بتطوير قدراته أكثر من انشغاله بصديق يلعب معه. يُؤْثِرُ الأطفال في هذا العمر أفراد عائلتهم المقربين أكثر من أي شخص آخر. وربما يخشون الأشخاص الذين لم يألفوهم، فالقلق من الغرباء أمر شائع في هذه المرحلة العمرية.

في الشهر الثاني عشر
مع اقتراب نهاية عامه الأول، قد يبدو طفلك غير اجتماعي، يبكي عندما تتركينه أو يقلق عندما تضعينه بين ذراعي شخص آخر غيرك أنت وزوجك. يمرّ العديد من الأطفال بمشكلة قلق الانفصال ، والتي تبلغ ذروتها بين الشهرين العاشر والثامن عشر. يُؤْثِرُك طفلك على سائر البشر ويحزن إن لم تكوني بجواره. يصبح وجودك الطريقة الوحيدة لتهدئته.

من الشهر الثالث عشر وحتى الثالث والعشرين
إن الأطفال الأكبر سنّاً قصة مختلفة. فهم أكثر اهتماماً بالعالم الخارجي وبالدرجة الأساسية كيفية ارتباط كل ما في هذا العالم بهم. حين يتعلّم طفلك التحدث والتواصل مع الآخرين ، فإنه يتعلّم أيضاً تكوين الصداقات. حالياً، يمكنه الاستمتاع بصحبة أترابه الذين هم في سنّه أو أكبر منه. بين العامين الأول والثاني من العمر، يرغب الطفل بشدة في الاحتفاظ بألعابه لنفسه، وهي مسألة لا يتقبلها الأهل بسهولة، لاعتقادهم أن عليه تعلّم أسلوب المشاركة. سوف تلاحظين كذلك أنه يحاول تقليد أصدقائه ويمضي الكثير من الوقت وهو يراقب ماذا يفعلون. كما يكون بحاجة لتأكيد استقلاليته عبر رفضه مسك يديك حين يسير في الشارع على سبيل المثال، أو الانفجار في نوبة غضب عندما تمنعينه من القيام بما يريده.

من الشهر الرابع والعشرين وحتى السادس والثلاثين
يميل الأطفال بين العامين والثلاثة أعوام إلى التركيز على الذات. لا يستطيعون بَعْدُ وضع أنفسهم مكان الآخرين أو فهم أن للآخرين مشاعر أيضاً. مع تقدمهم في العمر، يتعلمون المشاركة وتبادل الأدوار حتى أنهم قد ينتهون مع صديق "مقرّب" واحد أو اثنين يكنّون له أو لهما الحب الكبير.



ما هي الخطوة التالية؟

من الطبيعي أن يحب الأطفال الأشخاص الآخرين وينجذبون إليهم، وبالذات بقية الأطفال. مع تقدم عمر طفلك، سيتعلّم أكثر التجاوب مع الغير في المواقف الاجتماعية المختلفة، كما تزداد قدرته على الاستمتاع بصحبتهم. يتعلّم الأطفال كثيراً من مراقبة أترابهم والتفاعل معهم. عندما يعرف طفلك كيف يتعاطف مع الأطفال الآخرين ويدرك متعة وجود أصدقاء يشاركونه اللعب، سيشكّل صداقات حقيقة وتدوم.



ما هو دورك؟


حاولي قضاء الكثير من الوقت مع طفلك الرضيع وجهاً لوجه، خاصة في الأشهر الأولى. سيحب هذا الاهتمام ويستمتع بتجريب تعبيرات الوجه معك. ادعي الأهل والأصدقاء إلى منزلك، لأن الأطفال يحبون الزوّار، الصغار منهم والكبار على حدّ سواء، بالذات حين يداعبونهم.

لو كان طفلك يعاني من "القلق من الغرباء"، لا تنزعجي أو تشعري بالحرج. عادة، يصاب الأطفال الصغار بالتوتر بوجود أشخاص غير مألوفين عند بلوغهم الشهر السابع تقريباً. إذا بكى طفلك حين تضعينه بين ذراعي أحد الأقارب على سبيل المثال، خذيه ثانية بين ذراعيك وحاولي معه تخفيف حساسية الموقف بالتدريج. انتظري أولاً حتى يطمئن بين ذراعيك مع وجود الشخص الآخر بالقرب منكما، ثم دعي هذا الشخص يتحدث إليه ويلعب معه وهو بين ذراعيك، بعدها انقليه إلى ذراعي هذا الشخص لفترة وجيزة، وابقي قريبة منه. أخيراً، حاولي ترك الغرفة بضعة دقائق لتري ما الذي سيحدث. إذا بكى طفلك، استرجعيه وطمئنيه وكرري المحاولة في وقت لاحق.

يفيد الأطفال الأكبر سنّاً، أن يكون لديهم أصدقاء من نفس العمر. لذا قومي بدعوة أصدقائه للعب معه، وتأكدي من وجود ألعاب تكفي الجميع، لأن طفلك قد يجد صعوبة في مشاركة أشيائه مع أحد.

إذا كان لديك طفل عمره عامان أو ثلاثة وكان يتصرف بأنانية، سينتابك إحساس أنك قد أفسدت طفلك. لا تقلقي كثيراً، فإن الأطفال في هذه المرحلة العمرية يتصفون بالأنانية الفطرية. لكن عليك انتهاز الفرصة كي توضحي له السلوك الواجب إتباعه، فلو كنت ترددين عبارات مثل "من فضلك" و"شكراً"، وتمتدحين الشخص على حسن تصرفه أو أفعاله، وتتشاركين مع الآخرين في أشيائك، سيتعلم طفلك منك ويحذو حذوك.

اجعليه يشترك في فريق إحدى الألعاب أو في حصة موسيقى أو في ألعاب رياضية، حتى يتسنّى له أن يكون مع أطفال آخرين. سرعان ما سيتعلم كيفية تكوين الصداقات والحفاظ عليها، ويمتلك بذلك حياة اجتماعية نشيطة.



متى يستدعي الأمر القلق؟


إذا وجدت طفلك غير مهتم بالتواصل مع أي شخص غيرك أنت وزوجك بعدما يتمّ عامه الأول، بالرغم من محاولاتك جذبه للخروج من هذه الحالة، أو إن لم يرغب حتى بالتفاعل معك، استشيري الطبيب. فقد يكون لديه مشكلة في السمع أو أي مرض آخر.

لو أظهر طفلك (بين عامه والثالث) عنفاً مبالغاً فيها وعجز عن إمضاء الوقت مع أطفال آخرين من دون عضهم أو ضربهم أو دفعهم بعنف، لا بد من مناقشة الأمر مع الطبيب. قد يكون هذا السلوك نابعاً من مخاوف أو عدم الشعور بالأمان، وربما ينصحك طبيبك بطرق معينة للتعامل مع هذه المخاوف وتلبية احتياجات الطفل. (من المحتمل أن يمرّ الأطفال الصغار بمرحلة عض أصدقائهم، لاستكشاف قدرات أسنانهم)، في حين يكون جميع الأطفال غير ودودين في تعاملهم مع الآخرين في مرحلة معينة، خاصة عندما يتنازعون على الألعاب، ومن غير المألوف أن يتّسم الأطفال بالعنف طيلة الوقت.


عذوبة أنثى
عذوبة أنثى
موضوع رائع ومتكامل



يعطيك العافيه يالغلا
@شجرة الدر@
@شجرة الدر@
رااااائع جي جي ما شاء الله يعطيك العافية
ام روز
ام روز
بجد تسلم ايدك موضوع رااااااااااااائع