دوسه والدنيا حوسه @dosh_oaldnya_hosh
عضوة جديدة
جراح الناس
ترى كيف تكون الدنيا لو خلت من الأخيار..!
إنها لا تساوي - في هذه الحالة - جناح بعوضة أو شسع نعل راقصة من راقصات الليل..!
لكن - الحمد لله - الدنيا بقدر ما فيها من أشرار فيها أخيار.. وبقدر ما فيها من أحجار فيها جواهر.. وبقدر ما فيها من عواصف فيها أمطار..!
والأخيار - في هذه الحياة - هم بلاسم جراح الناس.. وهم ورود الدنيا بين غابات أشواكها.. بل هم غيومها الندية في غياهب جدبها..!
والخيّر من الناس
ليس هو الخيّر بماله فقط.. وإن كان السخاء شيمة محمودة ورائعة.
ولكن "للخيرية" ضفافاً كثيرة ومضيئة.. هنالك الإنسان الخيّر بعبق تعامله وجميل كلماته التي تجيء ـ أحياناً - بلسماً لكل جراح - أو رأياً سديداً في موقف صعب!
وهناك الإنسان الخيّر بعاطفته الزاهية التي يزرعها حقلاً أخضر في بيادر الآخرين.. وعلى تقاسيم الأطفال..!
إنني لا أتصور الحياة دون هذه الصواري المضيئة التي يقترب من مناراتها الإنسان كلما احتاج إلى إضاءة رأي.. أو لمسة حنان.. أو مخاطبة عقل..!
*****
** عندما نعَذب بما نحب
*** من أحب شيئاً عُذِّب به.!
قد تبدو هذه العبارة غريبة بادئ بدء.
المعتاد أن الشيء الذي تحبه يريحك لا يتعبك، يسعدك ولا يشقيك!
لكن عندما نتأمل هذه المقولة للإمام العظيم فقهاً وأدباً وعلم النفس «ابن القيم» نجد هذه الكلمة صحيحة 100%.
ودونكم هذه النماذج للبرهنة على صحتها:
هؤلاء الذين يحبون «المال» إنما هم يُعذبون في سبيل جمعه وكنزه، وقد يخسرون صحتهم من أجله، وقد لا يدركون عذوبة التمتع به بسبب انشغالهم أو بالأحرى شقائهم في جمعه.
وأولئك الذين يركضون خلف «المناصب» ينتابهم الضنى عندما لا يحصلون عليها وقد يصيبهم العناء حتى عندما يظفرون بها لكن غيرهم مرتاح وهو في الصف الثاني أو الثالث!
وأنموذج ثالث من يعشق «هواية» خطرة من الهوايات الصعبة فإنه ينصب ويسهر ويلهث وراء هذه «الهواية» فيشقى بها ومن أجلها!
من هنا!
أجدني أرى أن هذه «المقولة» صادقة جداً فإن من أحب شيئاً عُذِّب به!
اللهم لا تشقينا بما نحب
ولا تحببنا بما يشقينا من أشخاص أو أشياء ومن هوايات أو أهواء!
*****
آخر المرافئ
قال الشاعر:
«إني أحبك جدولاً وحمامة
ومليحة تأتي من الزمن البعيد
وقصيدة وعدت ولم تحضر
ومكتوباً غرامياً يغرد في وريدي
0
299
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️