
كما ترحل الطيور المهاجرة في كل اتجاه .. نتفرق في طرقات الوداع
بحزن يلجم فم الكلمات
بصمت ٍ بالغ تحتويه السكينة ..!
بهدوءٍ مطبقٍ.. ننسحب ..! ونُسْلِمَ لزمنٍ يسخر من أمنياتنا
في أن نخدع الفراق ..
نتوارى عنه خلف ستار لامرئي .. !. لكن من يستطيع أن يقف في وجه الرياح
حين تباغت شجرة خريفية ..
فتتناثر أوراقها هنا وهناك .. وتترك غصنها عارياً ..
إلا من ذاكرة الألم ..!
:
كم وقفة تجرعناها مع الفراق ..! وفي كل مرة نكابده حزناً و معاناة جديدين .. لم نعتده أبداً رغم توقعنا له .. ولم نألفه رغم صحبته التي ألفتنا ..
في كل مرة يخطف قلوبنا بمخالبه الجارحة
فنهوي كالطير في مكان سحيق
نحتاج في زمن الفراق إلى قلوب قوية صامدة
كما نحتاج إلى شيء من الخيال نتعلق بجناحيه
ليطير بنا إلى مرفأ النسيان .. إلى عالم من الوداعة والهدوء الجميل
إلى عيون تفقه لغة الألوان
إلى قنديل نهاجر على ضوئه إلى الشمس
إلى قلب يسير بخطى شاسعات المروج .. إلى زمنٍ يمطر عذوبة، يحيي أرضاً بوراً أمحلها الفراق ..!
فتستعيد الروح صفاء اللحظة واتزانها ..!
: يطرق صوتٌ باب الصمت .. فنفيق من إغفاءة الشرود نطوي الكتاب لنهبط على عجلٍ من شرفة صومعتنا
إلى الشارع حيث تذوب خطانا .. في خطى العابرين..
بارك الله في قلمك فيض