جريمة بشعة أفزعت أهالي مدينة زفتي الهادئة.. اختطاف عروس شابة من الطريق العام في وضح النهار علي مرأي ومسمع من عشرات المارة في الشارع دون ان يتدخل أحد لانقاذها.. خمس ساعات كاملة والذئاب الثلاثة يحاولون افتراس العروس الشابة التي قاومتهم بشراسة وعنف حتي خارت قواها وتحول جسدها الي مصفاة تسيل الدماء من كل جانب بفعل أسلحتهم البيضاء.. لم يرحموا دموعها وتوسلاتها.. لم ترق قلوبهم الحجرية لمشهد الدماء التي سالت بغزارة من جسد الفتاة المسكينة التي أوقعها حظها العاثر في طريقهم.. 'أخبار الحوادث' كانت هناك منذ لحظة ابلاغ الفتاة عن الواقعة.. وتابعت جهود رجال المباحث في عملية تتبع الجناة ..حتي لحظة سقوطهم كل هذا بالكلمة والصورة في هذا التحقيق.
العميد اسامة الدهراوي مأمور مركز زفتي يتأهب للانصراف لينال قسطا من الراحة بعد ان اقتربت الساعة من الخامسة فجرا.. يدخل عليه أحد المواطنين في حالة انهيار تام ومعه ابنته.. عروس شابة اقترب من التاسعة عشرة ولم يمض علي زواجها سوي عدة أسابيع... تنخرط العروس في بكاء مرير وهي تقص علي مأمور المركز ما حدث لها بعد ان عجز والدها عن الكلام.... 'كنت عائدة لمنزلي في الساعة الخامسة من مساء أمس بعد زيارة لخالي في قرية شبرا اليمن القريبة من مدينة زفتي وعند نزولي من السيارة لاحظت راكبين كانا يركبان معي السيارة يتعقباني في السير ويحاولان الحديث معي اسرعت الخطي واسرعا خلفي... وقفت... ناديت رجلا كان يسير بجانبي ان ينقذني من معاكسات الشابين فلم يلتفت الي... وأكملت السير بسرعة وفوجئت بهما يناديان علي عربجي حنطور ويركبان معه ويسير الحنطور بهما الي جواري... ابتعدت عنهما وعندما اقتربت من مبني مجلس مدينة زفتي وجدت الحنطور يقف أمامي ويهبط منه الشابان يحملان أدوات حادة ويجذباني من ملابسي داخل الحنطور وعندما صرخت كان السكين قد جرح يدي واسكتتني ضربة علي رأسي فقدت توازني لحظات وفوجئت بهما يحملاني ويضعاني في الحنطور... صرخت بأقصي ما أملك لكن أحدا من المارة لم يكلف نفسه بانقاذي رغم استغاثتي بالمارة... رجوتهم ان يتركوني وان يأخذوا مصوغاتي ويتركوني لحالي فضحكوا واكدوا لي بأن ذلك سوف يحدث ولكن بعد ان ننال منك... صرخت... كنت اصرخ خوفا علي شرفي وألما من جراء قيامهم بجرحي في يدي وقدمي بالسكين... كان المارة في حالة تبلد تام وكأنهم يشاهدون فيلما سينمائيا وحاولت خداعهم بأن لي عذرا نسائيا ولن يتمكنوا مني ولكنهم كالوا الصفعات علي وجهي واصابني بالأعياء ولم أعد قادرة حتي علي مجرد الصراخ... (سار الحنطور بنا لأكثر من كيلو متر من وسط مدينة زفتي حتي خارجها بمحازاة شريط القطار وبعدها اوقفوا الحنطور وجذبوني للزراعات حيث كانت عشة من القش القوني بها... كنت انظر خلفي علني أجد احدا من الذين استغثت بهم يلحق بي وينقذني وخاب ظني.. كانت الساعة قد اقتربت من السادسة مساء وامرني احدهم ويدعي رضا ان اكف عن البكاء حتي يتمكن مني وإلا قتلني وهجم علي قاومته بشدة ومنعته عني فاستعان بصديقه ويدعي السيد ونلت منهما اشد أنواع التعذيب مزقا ملابسي وأشعل كل منهما سيجارة وكان يقوم باطفائها في صدري ويدي وكل جزء من جسدي_ كنت أتحمل كل ذلك... في مقابل منعهما من النيل مني، وتحطيم حياتي وأنا عروس لم يمض علي زواجها أسابيع... طوال خمس ساعات خارت قواي ولم أعد قادرة علي التحمل بعد الضرب الشديد وجرحي بالسكين في بطني وظهري وقدماي ويداي... كنت طوال الخمس ساعات كمصفاه يتساقط منها الدماء وكنت برغم ذلك اشعر بالقوة حتي خارت قواي ولم أعد قادرة علي تحريك اصبع في يدي.... انهرت... ورغما عني فعلوا بي الكثير وسرق رضا مصوغاتي وهي عبارة عن سلسلة ذهبية وثلاث غوايش وخاتم ذهبي ودبلة الزواج وتلك كانت شبكتي التي قدمها لي زوجي في حفل زواجي..
تحريات
علي الفور ابلغ العميد اسامة الدهراوي مأمور المركز اللواء حمدي هدية مدير أمن الغربية الذي اصدر تعليمات فورية للعميدين صالح المصري مدير المباحث الجنائية وسيد نصر رئيس المباحث الجنائية بسرعة ضبط المتهمين وكشف غموض الحادث.... وخلال نصف ساعة من البلاغ كان مركز زفتي يكتظ بضباط الشرطة لكونها الحادثة الأولي من نوعها في المدينة الهادئة... العقيد يوسف عبدالغني وكيل ادارة البحث الجنائي والمقدم مصطفي الرزاز مفتش المباحث يجتمعان لوضع خطة بحث لتحديد المتهمين من خلال الأوصاف التي ادلت بها العروس الي العميد سيد نصر رئيس مباحث المحافظة... ومع ضوء النهار الجديد كان العقيد عبدالحكم طه يشرف علي فريق بحث وجمع معلومات في مكان الاختطاف بينما يرأس الرائد طارق الهلالي رئيس مباحث المركز فريق بحث ضم الرائدين احمد حافظ ونبيل الشيخ والنقيب محمد راشد واتجهوا الي المنطقة التي حددتها العروس... بعد معاينة مكان الواقعة تبين وجود اثار دماء وقطع من ملابس ممزقة بها اثار دماء ايضا... وتبدأ رحلة المتاعب بسؤال ساكني الطريق المؤدي لمكان الجريمة... الكل خائف والاجابات واحدة... سمعنا صراخا لكن لم نخرج لانشغالنا في متابعة أعمال البيت..
ويستدعي الرائد طارق الهلالي العروس ويعيد مناقشتها ويعرض عليها بعض صور المشتبه فيهم ويتم تحديد احدهم ويدعي رضا. كما ذكرت العروس انها كانت تسمع الذئاب ينادونه باسمه ويخشونه كثيرا... وتبدأ خيوط فك اللغز في الحل ويتوصل المقدم مصطفي الرزاز مفتش المباحث لمعلومة مفادها ركوب رضا ومعه بلطجي آخر يدعي السيد حنطور العربجي محمود 16 سنة وكان بصحبته عربجي آخر يدعي رمضان 15 سنة.... اللواء حمدي هدية مدير الأمن يتابع الموقف أولا بأول ويأمر العميد صالح المصري بسرعة ضبط محمود ورمضان لكشف الحادث والاعتراف علي بقية المتهمين ويتمكن ضباط المباحث من ضبط الحدثين بعد اختفائهما في منزل مهجور..
اعتراف
امام العميد سيد نصر وقف رمضان يقول 'انا ماليش ذنب انا كنت قاعد في الموقف جانب الحنطور بتاع ابويا لقيت رضا العربجي جاي ومعاه السيد وركبوا الحنطور ورضا قالي اطلع يا ابن..... وامش وراء البنت دي وكانت لابسة جلابية سوداء مشيت بجوارها وكانوا بيكلموها وعند مجلس المدينة وقفوني ونزلوا شدوها من هدومها وضربوها وركبوها الحنطور وهي صرخت لكن ضربوها وضربوني انا ومحمود العربجي اللي كان راكب معايا...
عزومة
في حجرة مجاورة كان الرائد طارق الهلالي يناقش العربجي الآخر محمود الذي يطلق مفاجأة بعد تحديده الخاطفين ويخبر ضابط المباحث بانه بعد ان ذهبا للزراعات طلب منهما رضا والسيد ان يذهبا لاستدعاء صديق لهما يدعي مصطفي وابلاغه بان رضا عازمه علي 'مصلحة حلوه' ولازم ييجي... ويضيف محمود ذهبنا اليه بالحنطور واحضرنا مصطفي ووقفنا بعيد كما امرنا رضا.... وبعدين سمعنا صراخ الفتاة.
ضبط
لم يهدأ ضباط المباحث واشتعلت حماستهم بعد تحديد هوية الخاطفين وتناسوا انهم لم يحصلوا علي قسط من الراحة علي مدار 48 ساعة متواصلة... تم تحديد شخصية بقية المتهمين وهم رضا كوثر السيد مرسي ومصطفي احمد وبدأ ضباط المباحث في تحديد الأماكن التي يختبئون فيها طوال 24 ساعة كانت المطاردات تتم في سرية تامة بعد تنقل المتهمين لأكثر من مكان في قري مجاورة للمدينة وتم عمل أكمنة علي مداخل ومخارج المدينة... معلومة صغيرة من أحد المصادر السرية بتواجد مصطفي في احدي قري ميت غمر التابعة لمحافظة الدقهلية... ويتم اختيار الرائد احمد حافظ للقيام بالمهمة لكونه من هناك ويسهل له التحرك في قراها التي يعرفها جيدا ويتم ضبط المتهم وعن طريقة يتوصل فريق البحث لمكان تواجد السيد المتهم الثاني وبعد عدة مطاردات في الزراعات القريبة يمكن رجال المباحث من ضبطه ويعترف السيد بالواقعة بالتفصيل ويرشد فريق البحث الي شاب اخر جاء الي رضا ليشتري منه بانجو وفوجيء الشاب بوجود الفتاة معهم فتدور بينهم وبينه مشاجرة عنيفة يتمكن بعدها الشاب ويدعي ابراهيم شادوف من اصطحاب العروس وتهريبها قبل أن يقتلها رضا...
وباستدعاء الشاب يدلي بتفاصيل اخري هامة ومعلومات عن تواجد رضا في قرية مجاورة... علي الفور يترأس الرائد طارق الهلالي فريق من معاونيه وتصل اليه معلومة بان المتهم الأول رضا سوف يحضر احدي الافراح في المساء متنكرا وتم عمل كمين له لضبطه قبل حضوره ولم يحضر المتهم الذي كان قد تشاجر مع مجموعة من اصدقائه بعد ان علموا بما فعله فانهالوا عليه بالضرب ولقنوه علقة كادت تودي بحياته لولا تدخل رئيس مباحث زفتي بعد علمه بالواقعة وتم ضبطه ونقله لمستشفي زفتي العام بين الحياة والموت... وتعذر سؤاله نظرا لسوء حالته الصحية وبعد اعتراف المتهمين يأمر العميد اسامة الدهراوي مأمور المركز باحالتهم للنيابة.
مفاجأة
كانت العروس قد اكدت في اقوالها لضباط المباحث ان المتهمين خطفوها وعذبوها وحاولوا اغتصابها غير انهم لم يتمكنوا من اغتصابها... كانت تخشي من زوجها ومن الفضيحة غير ان محاميها هشام ربيع اصر علي أن تدلي بالحقيقة كاملة أمام النيابة وانهم اغتصبوها فعلا كما حدث لكي ينال المتهمون العقاب الرادع لهم... وامام محمد سمرة وكيل اول نيابة زفتي ادلت العروس بأقولها. ويسألها محمد سمرة وكيل أول النيابة وكيف استطعت الهرب منهم؟ تقول: قبل الفجر حضر واحد اسمه ابراهيم وكان جاي يشتري من رضا حاجة ولما شافني معاهم ضربهم واخذني وجرينا علي شريط السكة الحديد لحد الطريق المرصوف ووقف عربية وطلب من السائق ان يوصلني لزفتي ونزلت ذهبت لأبي وحكيت له الحكاية وكنت خايفة جوزي يطلقني.. لكن دلوقتي انا لايهمني سوي ان ينال المتهمون عقابا رادعا لهم... ويأمر محمد سمرة وكيل أول النيابة باجراء عرض قانوني للتعرف علي المتهمين ويتم وضع المتهمين بين عدد من المقربين لهم في العمر والشبه واثناء دخول العروس عليهم انقضت علي مصطفي والسيد تنهش في جسدهما بأظافرها تحاول قتلهم ويتمكن وكيل أول النيابة من ابعادها بعد ان تعرفت علي مصطفي والسيد ومحمود رمضان وكادت ان تنحني لتقبل حذاء ابراهيم وقالت هو ده الراجل اللي انقذني... وبعد التحقيق الذي اجرته النيابة امر محمد سمره وكيل اول النيابة باشراف المستشار الحسيني المنسي المحامي العام لنيابات شرق طنطا بحبس رضا ومصطفي والسيد 4 أيام جددها قاضي المعارضات 45 يوما ولم يتمكن الحدثين محمود ورمضان من دفع الكفالة المالية فتم حبسهما كما امرت النيابة باستدعاء رضا للتحقيق فور تحسن حالته... بينما افرجت النيابة عن الشاب الذي انقذها ويدعي ابراهيم بكفالة مالية قدرها 100 جنيه بتواجده في مكان الحادث وعدم قيامه بالابلاغ عن الواقعة.
لقاء
'أخبار الحوادث' كانت تتابع لحظة بلحظة التحقيقات الجارية والتقت بالمتهم الثاني السيد مرسي 26 سنة أعزب..
*........................؟
**أنا ورضا أصحاب وكنا قاعدين العصر سكرانين وشفت البت ماشيه فرضا قال قوم نخطفها ونكمل معاها اليوم.
*........................؟
**ايوه خطفناها من الطريق وكان معانا سنج ومطاوي ومحدش قدر يقرب مننا واعتدينا عليها.
*........................؟
**لا... الحكاية دي لو حصلت لأختي أقتل اللي ارتكبها..
*........................؟
**ايوه انا استحق الأعدام... اعدموني... صورة البنت وهيا بتصرخ وتقاومنا مش بتروح من عيني ومش باعرف انام.
وانتقلت للمتهم الثالث مصطفي ميكانيكا سيارات 22 سنة
*........................؟
**رضا ضيعني... كان واخد مني 100 جنيه ورفض يردهم لي وبعدين فوجئت بانه باعت لي العربجية الساعة واحدة ونص بيقول انه عازمني علي مصلحة ولما جيت شفت البنت متبهد له معاهم وطلب مني اني انام مع البت مقابل الفلوس اللي اقترضها مني وشخط فيا وطلب اني ادخل اعاشرها.
*........................؟
**ايوه الشيطان سيطر علي ولم ادري بنفسي.
*........................؟
**لا... لو حصل لأختي انا اشرح جسم اللي يعمل كده وامص دمه. *........................؟
**استحق الاعدام.
الحدثان
عندما اقتربت من الحدثين رمضان ومحمود اكدا انهما لم يفعلا شيئا وانهما خافا ان يرشدا المباحث بالواقعة خوفا من بطشي رضا...
مع الشاب المنقذ
*........................؟
**اسمي ابراهيم شادوف بائع فاكهة 25 سنة..
*........................؟
**لا... انا كنت رايح اشتري حاجة من رضا ولقيتهم بيقولوا لي تعالي فيه مصلحة ادخل خد دورك... البنت صعبت عليا.. اتخانقت معاهم وهما كانوا مساطيل واخذت البت وجريت وهربتها لاني كنت سامع رضا بيقول احنا هناخد مزاجنا منها ونقتلها... انا اعتبرتها زي اختي وانقذتها.
نسأل الله السلامه
منقول من ايميلي
][أم شــوق][ @am_shok_3
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
طب كلمه ولو جبر خاطر