scson @scson
ثمرة اسرة حواء الناضجة
جريمة في حق الطفولة اسمها.. "العفريت جاي"
الاستشارة ..
سيدي الفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لقد كنت سيدة عاملة منذ فترة، وتركت عملي لشعوري بالتقصير في حق أولادي، ومشكلتي الآن أن لديّ طفلة تبلغ عامها الثالث، ولديّ خادمة استقدمتها لتهتم بأولادي في غيابي، واكتشفت أنها كانت تتبع أسلوبًا معينًا لتجعل ابنتي هذه تنام، وهو (نامي لأن العفريت هيجي)، وتشير لها إلى باب الشقة.
وإذا صادفت فيلمًا تليفزيونيًّا به مشاهد رعب قالت لها: (هذا هو العفريت)، ولقد علمت بهذا من ابنتي الكبرى في وقت متأخر -فقد وصلت طفلتي إلى حال متأخر من الخوف والرعب- إذا دقّ جرس الباب ترتعد خوفًا، وتبكي، وتمسك بي وجميع أطرافها ترتعش، وبعد فتح الباب تظل هكذا بعض الوقت إلى أن تنسى، كما أنها تقوم من النوم ليلاً تبكي وتطلب أن أفتح لها الضوء، وكذلك إذا سمعت أي أصوات في البيت يحدث لها نفس الحال. أفيدوني ماذا أفعل لأصلح ما أفسده إهمالي؟ وشكرًا.
الحل
إن ما فعلته هذه الخادمة في حق ابنتك هو بكل المقاييس جريمة تستحق عليها أشد العقاب.. يا سيدتي إن من حق كل إنسان أن يقيم ظروفه ويختار ما يناسبه، وليس من حق أحد التدخل في شئون أحد، ولكني أسألك سؤالاً: عندما تعمل الأم هل تحضر الخادمة لتساعدها على تربية الأبناء أم تحضرها لتربي الأبناء بدلاً منها؟!!عندما يقضي الأب مع أبنائه 5 ساعات في اليوم فهذا كافٍ جدًّا، ولكن أن تقضي الأم مع أبنائها 5 ساعات فقط فهذا قليل جدًّا بالنسبة لأم عندها 3 بنات.
إن الخوف يا سيدتي الزائد عن الحدود الطبيعية هو شعور مدمر لنفسية الأطفال، خاصة لو استمر لفترات طويلة متتابعة؛ لأنه يسلب من الطفل شعوره بالأمان، وثقته بنفسه وبالعالم المحيط به، ولا يدع له فرصة لينطلق وينمو ويبدع، بل يظل دائمًا أسير مخاوفه وهواجسه.
إن الأطفال في السن الصغيرة يعبٍّرون عن خوفهم وفزعهم في صورة أعراض، مثل: البكاء الكثير، والنوم المتقطع غير المستقر، وفقدان الثقة بالنفس، فكيف لم تلاحظي كل هذه الأعراض على ابنتك إلا عندما أخبرتك أختها الكبرى وبعد فترة زمنية طويلة؟!
أنا سعيدة باعترافك بالإهمال وهذا هو أول طريق العلاج.. الآن "يُمنى" بحاجة إلى إعادة ثقتها بنفسها ومساعدتها على التغلب على الخوف والفزع الذي تخاف منه، وهذا يزيد جدًّا في شعورها بالأمان. عليك أن تشعري أنت بأنك بجانبها بالكلام والفعل، فتقولي لها أنا معك لا تخافي.. أنا لن أتركك، وهكذا…، وكذلك بالفعل أمسكي بيدها حتى تشعر بالأمان، وحاولي بالتدريج مواجهة المواقف التي تخاف منها وأنت معها، فعندما يدق جرس الباب قولي لها سنقوم معًا أنا وأنت نفتح الباب، وعليك الإكثار في المناقشة معها حول مخاوفها، فلماذا تشعرين بالخوف يا يمنى من جرس الباب؟.. أليس أي أحد يأتي لزيارتنا لا بد أن يدق الباب؟ تعالي نخرج أنا وأنت، ثم ندق جرس الباب وسيفتح لنا إخوتك، وهكذا…
كذلك لا بد من تأكيد معنى أنه لا يوجد شيء اسمه عفريت، وعدم استعمال أي وسيلة أخرى للتخويف، مثل: العسكري، أو الحقنة، أو الكلب، أو أي شيء؛ لأن إثارة مخاوف الطفل أصلاً في أي شيء يؤدي إلى اهتزاز ثقته بنفسه وضعف شخصيته.
كذلك الخوف من الظلام لا بد من تعويدها تدريجيًّا على عدم الخوف منه، وذلك بأن نتحدث معها حول الظلام، وأنه عبارة عن أننا أطفأنا نور الغرفة، ونحاول أن نجعل الضوء خافتًا، ثم نذهب معها إلى الغرفة مرة بعد مرة، ثم نجعل الغرفة مظلمة، ونحاول نحن معها دخول الغرفة، وهكذا...، ولكن طبعًا ليس كل شيء في نفس الوقت، ولكن بالتدريج.
كذلك من المهم عدم جعل غرفتها مظلمة أثناء النوم، بل لا بد من وجود ضوء صغير حتى إذا استيقظت لا تشعر بالخوف، وتستطيع أن تأتي إليك إذا أرادت، وحاولي أن تجلسي معها في غرفتها قبل النوم لتحكي لها القصص، وتغني لها، وتقرئي لها القرآن الكريم حتى تنام، وإذا قامت بالليل مفزوعة فأعيدي القصص والأغاني مرة أخرى، كذلك من المفيد تعويدها على بعض الأدعية الصغيرة أو على ذكر اسم الله عز وجل عند شعورها بالخوف.
وشجِّعيها دائمًا كلما تغلبت على مخاوفها بأن تحكي ذلك للأهل والأصدقاء، وتحضري لها الهدايا والمكافآت، وابتعدي تمامًا عن العقاب ألبدني أو الضرب أو الصراخ في وجهها، وكوني دائمًا هادئة معها، وبإذن الله تعالى ستنتهي المشكلة.
منقــــــــــــــــول
1
471
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
اغلب الاطفال تتم تربيتهم بهذه الطريقة
وهي بالتاكيد خاطئة
خاصة وان الطفل بطبعه يبدا تعلم الخوف من سن سنتين
وانا لاحظت ان ابنتي الكبرى تستوعب بسرعة اي كلام
فمثلا من مجرد تحذيري لها من السيارات عندما نمشي في الطريق صارت تخاف منها كثيرا
الى ان صرت احاول افهامها انه يكفي ان ناخذ حذرنا او نقف فقط
فعلا الطفل نفسية هشة يجب ان نقويها لا ان نزيد في هشاشتها