"جرين بيس": أرز أمريكي ملوث بالأسواق العربية

كشفت منظمة السلام الأخضر الدولية (جرين بيس) عن دخول منتجات أرز أمريكي تُباع في أسواق المنطقة العربية والشرق الأوسط، وقد تعرضت للتلوث من نوع من أرز مهندس وراثيًّا بطريقة غير مشروعة في تجارب حقلية.

وكشفت المنظمة في بيان لها أن الأرز المهندس وراثيًّا بطريقة غير مشروعة تقوم بزراعته شركة باير كروب ساينس الأمريكية، الفرع الأمريكي المستقل لشركة باير الألمانية، في تجارب حقلية بالولايات المتحدة.

وأضاف البيان الثلاثاء 10-10-2006 أن الولايات المتحدة تُصِرّ على تصدير الأرز رغم ثبوت وجود آثار عمليات تعديل وراثي غير مشروعة به، وهو ما رأت فيه المنظمة "تهديدًا للدول العربية التي تبحث اتفاقات تجارة حرة مع واشنطن، وقد تضطر إلى فتح أسواقها أمام المنتجات الزراعية الأمريكية المعدلة وراثيًّا، مما قد يفقد هذه الدول فرص التصدير إلى المجموعة الأوروبية واليابان التي تحظر تداول الأغذية المعدلة وراثيًّا إلا بشروط معينة".

وحذر جيريمي تاجير، الناشط المناهض للهندسة الوراثية في منظمة السلام الأخضر الدولية من أن "درجة التلوث تحتم القيام برد فوري، فهذا الأرز ومنتجاته الثانوية يمكن أن تكون على أرفف المتاجر في كل مكان".

وحث تاجير وزراء الزراعة في المنطقة على "إصدار أوامر فورية باختبارات شاملة لجميع المنتجات التي يمكن أن تكون قد تعرضت للتلوث من الأرز المهندس وراثيًّا، وفرض قيود استيراد صارمة على أية بضائع يتم استيرادها من الدول التي تقوم بزراعة الأرز المهندس وراثيًّا".

وأشارت النتائج التي حصلت عليها منظمة السلام الأخضر إلى وجود آثار الأرز المهندس وراثيًّا من نوع "إل إل 601" وهو من إنتاج شركة باير كروب ساينس ومحظور إنتاجه، وذلك بعد اختبار عينات الأرز في معمل مستقل.

وقالت المنظمة: إن هذا النوع من الأرز لم يسمح بتداوله تجاريًّا للآدميين، وإنه وجد مخلوطًا في أرز يباع بمتاجر في دبي بالإمارات العربية المتحدة وفي الكويت.

واكتشف هذا النوع من الأرز في 9 دول، وهو ما نتج عنه فرض قيود على التصدير ضد الولايات المتحدة.

ولم يتسنّ الحصول على تعليق فوري من "شركة باير" في أمريكا على التقرير.

تأثير على الإنسان والبيئة

وأكد "بيل فريز"، وهو محلل متخصص في السياسات العلمية بمركز سلامة الغذاء في واشنطن، لوكالة أنباء "أمريكا إن أرابيك" المستقلة: "من الواضح أن هناك الكثير من الدول التي يمكن أن تتأثر بسبب هذه القضية... ومن حقها أن تشعر بالقلق حيال هذا الأمر".

وأضاف فريز: "في ظل وجود المحاصيل المهندسة وراثيًّا يمكن أن يكون لديك تأثيرات غير مقصودة ولا يمكن التنبؤ بها، ويمكن أن يكون لها تأثيراتها على صحة الإنسان أو البيئة".

ومن جانبها قالت ديفيا راجهوناندان، الناشطة المناهضة للهندسة الوراثية في منظمة السلام الأخضر: "إن الأرز الملوث في الشرق الأوسط يُعَدّ صفعة جديدة لصناعة الأرز الأمريكية التي تترنح تحت شروط الاختبارات، وقيود الاستيراد، وإلغاء الطلبات في الكثير من الدول".

وأضافت: "لقد أصبح من الواضح الآن أكثر من أي وقت مضى أن المحاصيل المهندسة وراثيًّا تمثل خطورة كبيرة، وأن التجارب الحقلية المسيطر عليها علميًّا تمثل خرافة خطيرة".

وقالت راجهوناندان: "إن أية دولة تسمح بزراعة المحاصيل المهندسة وراثيًّا، حتى في تجارب حقلية، تعرّض مزارعيها وتجارها ومنتجاتها الزراعية لكارثة اقتصادية وبيئية، والحل الوحيد لهذا هو الحظر الكامل (للمحاصيل المهندسة وراثيًّا)".

تداعيات خطيرة

وثمة تداعيات عالمية خطيرة يمكن أن تنجم عن تلوث منتجات الأرز في الشرق الأوسط، حيث تُعَدّ هذا المنطقة ثاني أكبر مستورد للأرز الأمريكي في العالم، كما أنها من بين أكبر المناطق التي تقوم بإعادة تصدير الغذاء إلى منطقة آسيا.

وبحسب أرقام وزارة التجارة الأمريكية، فتُعَدّ الولايات المتحدة مسئولة عن 12% من تجارة الأرز في العالم، كما أن الكثير من الدول تعتمد على الأرز الأمريكي.

وجدير بالذكر أن الأرز من نوع ليبرتي لينك 602 والذي تنتجه شركة باير كروب ساينس عملاق صناعة الكيماويات الزراعية -فضلاً عن أنه غير مصرح به للاستهلاك أو الزراعة في أي مكان في العالم- قد وجد بين أرز تجاري في الولايات المتحدة، وهو ما أدى إلى فرض حظر على واردات الأرز الأمريكي في اليابان.

يُشار أيضًا إلى أن اليابان والاتحاد الأوروبي كانا قد فرضا حظرًا على واردات الذرة الأمريكية نتيجة فضيحة مماثلة تتعلق بالتعديل الوراثي.

واعترض يوم الثلاثاء 10-10-2006 نشطاء منظمة السلام الأخضر على وزراء الزراعة الذين يحضرون المؤتمر الدولي للأرز في دلهي، وطلبوا منهم القيام بتحرك يمنع التلوث المتواصل لأهم منتج غذائي في العالم.

ويشارك وزراء الزراعة من 8 دول في المؤتمر الدولي للأرز؛ وذلك بهدف إعداد أجندة لإنتاج الأرز وتصديره خلال السنوات الخمس القادمة، كما يناقشون قضايا التجارة والابتكارات العلمية والحلول المستديمة لإنتاج الأرز.

ويشار إلى أن شركتي باير كروب ساينس ومونسانتو -وهما أكبر المدافعين عن الهندسة الوراثية- يرعيان بشكل مشترك هذا المؤتمر.