
جـزء مـن النّـص مـفـقـود ...
جـمـلة كنا نـقـرأهـا سابقاً
فـي بـعـض الـرسـائـل الـتي تـأتـيـنـا عـلى اجهزة الـجـوال القديمة ،
وهـي تـعـنـي أن هـنـاك جـزءاً مـن الـرسـالـة مـفـقـود ، ومـن خـلال ذلك
نـعـلم أن الـرسـالـة غـير مُـكـتـمـلـة ....

هذا ما يحدث عندما تجدي نفسك
في وسط مشكلة شخصية لأحدهم
سواء من أهلك او من أقاربك
او صديقتك المقربة او زميلة في العمل
قد تقعي في حيره شديدة
بين التصديق
وبين الجزء المفقود من الحقيقة
لان هناك جزء من النص مفقود
وهو الجزء الذي يخص الطرف الآخر
كثيراً ما تصادفنا هذه المواقف
ونقع في حيره شديدة
في معرفة من الطرف الصادق
او حتى معرفة من البادئ في الخطأ
وكيف حدث الخلاف من اساس

الخطأ الفادح
الاكتفاء بسماع طرف واحد دون الآخر
والتأثر " برأي " الطرف الذي ابتدأ بالشكوى
دون ان نحكم عقولنا ونسمع الطرف الآخر
وقد تأخذ البعض العاطفة
ويندفعوا بتهور واعطاء احكام وآراء متسرعة
لا تعالج المشكلة بل تجعلها أسوء
لابد من العدل في سماع الطرفين
و نقيم بعدها من الذي روايته تحمل الحقيقة أكثر !؟

" لا تسمـعي من طرف واحد فقط ! "
تأني وتريثي
واعلمي ان كل طرف " يدافع عن نفسه "
ويحاول بشدة ان يبرر تصرفاته وافعاله
ويقلل خطأه ويعظم خطأ غيره !
ويحاول كل طرف ان يفسر المشكلة باسلوبه
وربما ما يرويه لكِ هو انطباعه ورأيه الخاص
واحتمال انه فسر الموقف بشكل خاطئ
او يحاول تفسير خطأه بشكل
يؤثر عليك حتى يكسبك في صفه
لذا حكمي عقلك قبل ان تحكمي قلبك
حتى تستطيعي ان تخففي او تحلي المشـكله

كوني مستمعة جيدة
اذا لم تسنح الظروف لسبب ما
ولم يكن بمقدوركِ سماع الطرفين
اقلها كوني مستمعة جيدة
قبل اعطاء حل للمشكلة
تعلمي ان تستمعي اولاً
قبل ان تحاولي إصلاح المشكلة
التي تستمعي إليها
فانتي تسمعي لطرف واحد فقط
لذا عندما تحاولي بذل جهد للمساعده
قد تغوصي في المشكلة
وتتطوعي بتهور وتسرع
الاعطاء حل ؟؟!!
اعلمي بان اي طرف جاء يحمل مشكلته إليك
ليس بالضرورة يكون يبحث عن حل او نصيحة ؟!
احياناً ليس هذا هو السبب الذي جاء من اجله
بل لقد جاء ليفضفض عن ما يضايقه مع شخص موثوق به
مع شخص يجيد الإستماع وهذا هو السبب الحقيقى

عندما تحاولي حل مشكله لا تخصكِ أنتِ
فانتي قد تشوهي جديه الحقيقه فى المشكله التى لا تعرفيها بالكامل
وإذا توسعتي فى تدخلك فأنتي قد تسيئي
للشخص نفسه
و كأنك صادرتي عقله وتملين عليه حلول من وجهة نظرك الغير مكتملة
واعتباره عاجز وغير قادر على مواجهة المشكلة وايجاد حل

تمهلي و فكري ماذا يفعل المستمع الجيد؟
و ما الذى لا يفعله؟
ما الذى يظهر عليه يجعل الناس تلجأ اليه ليتكلموا
و هم واثقين إنه يرحب بالإستماع ؟
ستجدين الجميع يقول إنه الهدوء, الرصانه, الرؤيه الواضحه
يستمع بكل مشاعره و ليس بأذنيه فقط
يصغي للكلام ويفهمه
المستمع الجيد هو الصديق الموثوق به,
الذى يتميز بقدرته على الإستماع
بأهتمام دون تسرع لأعطاء النصيحه أو الحل

ساعدي نفسك أن تصبحي مستمعة جيدة
قاومي إغراء تقديم النصيحه أو الحل عندما تكوني أنتي الشخص الذى يستمع
إن الشخص الذى يواجه مشكله , في كثير من الاحيان
يكون مشتت و لا يبحث لديك عن حل ,
و إنما يبحث عن شخص يستمع إليه و كأنه يتحدث إلى نفسه.
شخص يشعر بشعوره اتجاه المشكله
يفرغ بحديثه معكِ مشاعره المتضاربة التي تحيره
لذا لا تتسرعي و لا تعطى النصيحه
إلا إذا طلب منكِ ذلك صراحه بعد الإنتهاء من عرض المشكله.

ان الشخص الذي جاء إليك من المؤكد بان لديه تصور عن
أجزاء من الحل فى ذهنه
كل ما يحتاجه أن يستمع لنفسه وهو يتحدث اليكِ ليجمع هذه الأجزاء
و يصل إلى الحل النهائى أثناء رواية المشكلة
ساعدي فقط بتوجيه الأسئله التى تحرك ذهن صاحب او صاحبة المشكله
و تساعد للوصول للحل

من هذه الأسئله مثلا:
ما هى الخطوه التاليه التى تفكر او تفكري بها لحل المشكله؟
فى رأيك ما هو أفضل أسلوب لمواجهه هذه المشكله؟
فى رأيك ماذا تريدين او تريد أن تكون النهايه المقبوله للمشكله؟

بطرح هذه الأسئله وغيرها أنتي تساعدي صاحبة
او صاحب المشكله بالعصف الذهنى
الذى يساعد على التفكير الأعمق
فى إيجاد حل للمشكله بنفسه دون تدخل من أحد
تذكري دائماً عندما يأتي إليك أحد ليحكى عن مشكله ما
إنكِ لستِ عالمة ببواطن الأمور لوحدك
أصمتي و إستمعي بتركيز و قاومي الإغراء لإبداء الرأي

ساعدي فقط الطرف الآخر على التفكير حتى يصل بنفسه
للحل المناسب لأنه يعرف ما يناسبه أكثر منك
المستمع الجيد هو الذي لا يفرض رأيه على احد
ومساعدتكِ للشخص ان يفكر ويجد الحل بنفسه
تساعده على بناء الثقة في نفسه
والقدرة على حل المشاكل بعقلانية
اما التدخل بإعطاء الحل بتسرع
وهناك جزء من النص مفقود انتي لا تعلميه بشكل جيد
تربك المتحدث و تعوقه عن إيجاد الحل المناسب له
حكمتي بين المتخاصمين
لان التصرف التهوري المتسرع
يسبب حساسيه بين الاشخاص
ومشاحنات النفووس
و ليس الخطأ ان تسيئ الحكم
كلنا معرضين لهكذا موقف
لكن الاصعب اذا تدخلنا واسأنا الظن والحكم
و عرف سبب التصادم مهما كان حجمه
(صغير او كبير في نظرنا)
و عرف الطرف المتسرع انه اساء التصرف
ظلم احدهم واساء فهمه وااجحف في حكمه
(المكابره والجدال)
وفي الاعتقاد السائد في بعض العقول
الاعتذار اهانه والتراجع عن الاذيه تصغير
التراجع عن الخطأ حكمه
و تفهم جميع الاطراف عقلانيه
و النظره الصائبه لاشكاليه ما
نادره لان الغالبيه
تحكم بالتعاطف و الانحياز مع طرف
مهما كان حجم خطاه
كما يقال (وان حبتك عيني ماضامك الدهر)
جميل اهات سلمتِ 🌹