سمعت صوت مفاتيحه على باب البيت..... اسرعت الى المرآة وبيدها فوطة مسح الغبار.... وضعتها جانبا بسرعة.... تأملت انعكاس وجهها المرهق.... مشطت شعرها المنكوش على عجل ورسمت ابتسامة متعبة ووصلت باب غرفتها.... ثم عادت مسرعة ورشت بعض العطر على ملابس البيت التي لم تجد وقتا لتغييرها وذهبت لتستقبله.
"يعطيك العافية.... رح أحضر الغدا.... تعو ماما بوسو بابا".
جهزت المائدة وجلست مع زوجها على الطاولة وعينها ترقب ولديها اللذان تناولا طعامهما عندما عادا من المدرسة.... وحان الان وقت حل الوظائف....
يسلمو ايديكي قال لها ونهض ليغسل يديه.... بدأت بلم الصحون وهي تقول لنفسها :اووف والله زهقت... كل يوم نفس الروتين.... وسرحت وهي تجلي وفقاعات الصابون تملأ يديها..... وطارت فقاعة متمردة من الحوض ودخلت عينها.... وجدت مبررا لكي تبكي.... لكنها سرعان ما مسحت دموعها وبدأت بتحضير الشاي.
أكملت معركتها اليومية مع الاولاد.... وبعد جهد جهيد أنهيا وظائفهما.... لعبا قليلا ثم خلدا للنوم.
تنفست الصعداء.... وسرقت وقتا مستقطعا من يومها المجنون الحافل بالتوتر والمسؤوليات.... فاغتسلت وبدلت ثيابها....رشة عطر أخرى وبعض رتوش المكياج.... وجلست قربه لقضاء السهرة اليومية أمام شاشة التلفاز..... لم ينظر اليها بل تناول صحن المكسرات من يدها وعيناه تركزان بامعان على الشاشة.....
كان يتابع فيلما لانجلينا جولي..... رمقته بطرف عينها ولاحظت كيف يتأمل أنجلينا الجميلة..... هيئ لها انها سمعت تنهيدة تصدر من صميم قلبه..... صعد الدم الى رأسها بسرعة... تمالكت نفسها وسألته: كيف كان نهارك اليوم؟؟ ..... أجاب باقتضاب : ماشي الحال.... زي العادة..... وأكمل تناول المكسرات ولم ينظر اليها.....
فكرت قليلا ثم قالت: بدنا شوية اغراض للبيت.... بيجامات جديدة للاولاد ولملمت شجاعتها وأضافت.... ولازمني جاكيت شتوي في محل عامل تنزيلات.....
هنا تنبه الزوج..... فلف وجهه ناحيتها وقال: اغراض للبيت وفهمنا..... بيجامات الاولاد وآمنا.... وانتي لشو الجاكيت الجديد..... خزانتك مليانة.... بعدين انتي وين بتروحي وبتيجي.... يا عند أهلي يا عند أهلك...... لشو البعزقة..... القعدة معك صايرة بتنرفز....بعدين ليش لون شعرك هيك..... من ايمتى صايرة شقرا..... مش حلو...... انا رايح أنام..... صحيني بدري بكرة..... تصبحي ع خير.
جلست مكانه..... ونظرت حولها.....الفوضى تعم غرفة الجلوس.... الالعاب والدفاتر وقشور المكسرات تملأ المكان.
انجلينا ما زالت تتمختر على الشاشة..... قالت في نفسها..... ليتني مثلها..... لكنه ليس كبراد بيت..... لم ينتبه للون شعري ولم يحبه..... متى سأجد الوقت لأصفف شعري واتجمل اذا كنت اركض من ساعة استيقاظي من النوم حتى المساء..... لم يطلب مني أن أقوم بكل واجباتي على أكمل وجه ويلومني لو قصرت بأمر بسيط.....
هؤلاء الجميلات يخطفن قلبه حين يراهن يمثلن او يغنين على التلفاز ..... هو لا يعلم أن خلف كل منهن جيشا من أطباء التجميل وخبراء الشعر والمكياج.... لا يعلم كيف يخفين تجاعيدهن وحزنهن..... لا تقف الواحدة منهن في المطبخ بالساعات لكي تفرم الملوخية وتلف ورق العنب وتحشي السمبوسك.....
لا ترهق الفنانة والعارضة نفسها وجسدها بانجاب الاطفال وارضاعهن وتربيتهن.... وان اشتهت الواحدة طفلا تساعدها المربيات يسهرن على راحة الطفل لكي تنام الجميلة وتريح أعصابها وعينيها فتزيل الرموش المستعارة عن عيونها الدباحة وترخي شعرها الذي جدلت فيه وصلات الشعر.
نظرت إلى صورته المعلقة على الحائط وتمنت لو كان يجلس قبالتها لكي يسمعها.... أحبك....
واحتاجك..... فمد لي يدك..... ساعدني لكي أكون الأنثى التي تتمنى ..... انت سي السيد في زمن انقرضت فيه أمينة..... لن أكون أمينة ولن أصبح انجلينا..... أنا من اخترتني..... ولن اشبه احدا..... عش معي.... ومرحبا بك في العالم الحقيقي
Najlaa Alzouabi @najlaa_alzouabi
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
اشتقتلك ياشام
•
كلام جميل
عشر ونص :نست نفسها حتى نساهانست نفسها حتى نساها
بس أحياناً بتنجبر الأنثى على هلشي وحق على زوجها انو يراعيها ويراعي ظروفها
الصفحة الأخيرة