جزاء زوجة صابرة

اعلمي أختي ان العبد لايستغني عن الصبر في كل حال من الاحوال
وللصبر انواع منه الصبر على الطاعات قوانا الله عليه ومنه الصبر عن المعاصي وما أحوجنا الى ذلك ومنه الصبر على المصائب والابتلاءات
فحكايتنا اليوم عن الصبر على اذى الناس وهو من اعلى مراتب الصبر قال تعالى(وان تصبروا
وتتقوا فان ذلك من عزم الامور)
بداية الحكاية وفي عام 1981 خطبت فتاة ذات خلق ودين وحسب ونسب(ولو لم تكن كذلك لماتحملت ما تحملت)لشلب يعيش في الغربة وخلال فترة الخطوبة كان يرسل لهل رسائل الود والمحبة والاشواق والاماني والاحلام ما الله به اعلم(ربما كان صادقا لكن الواقع كان على خلاف ذلك)

وطبيعي كان فرح الفتاة كبيرا وسعادتها عظيمة بهذا الكلام العسل فحمدت الله وشكرته كثيرا
المهم سافرت لعنده وتزوجت ولم تمض فترة سنة اواكثر قليلا حتى انقلبت السعادة الموعودة الى سعادة موؤدة والحياة الرغيدة الى حياة كئيبة لماذا لا ادري ربما ابتلاء من الله سبحانه وتعالى لهذه الانسانة الصالحة
حيث كان لايعاملها بالحسنى ولا يحترمها ابدا ولاينادي باسمها ابدا الا باسم محقر وصار ملازما لها امام كل الناس القريب والبعيد
وكانت تحاول ان تتناقش معه بشأن تقصيره وسوء معاملته لكن كانت تزيد الطينة بلة كما يقول المثل
كما انه كان عصبي المزاج ويصرخ بوجهها على كل خطأتقوم به مهما كان تافها
ومن منا لا يخلو من الاخطاء
وكان عنده شيئ من الانفصام بالشخصية لحظة رايق وعاقل فتطمع المسكينة ووتقول ما تريد ان تقوله اوتعمل الذي تحبه فلا تراه الا اتقلب راسا على عقب وكأنه ليس ذلك الانسان العاقل
وهي الصابرة المحتسبة الملتجأة الى الله
لا اريد ان اطيل عليكم وهو يعامل اولاده بهذه المعاملة ساعة يلعب معهموفي لحظة يصرخ بهم
وهو ايضا كثير السفريترك الاولاد والام في البيت ولا يترك عندهم الا القليل من المصروف
فتتدبر وتتقشف حتى عودته بالسلامة كما تقول
وام نرها الاصابرة ومحتسبة وتبش بوجه الضيف ولا يعرف معاناتا الا القربيب ومنهم انا حيث كنت قريبة منها واسافر كثيرا لعندها
الامر من ذلك كان في بعض الاحيان يضربها والله الذي لا اله الاهو هي قالت لي بنفسها ان مرة كان يتكلم ويصرخ بوجهها ثم رفع يده ليلطمها والله قالت ان يده وقفت وجمدت ولم تصل لوجهها الذي طالما سجد لله اناء الليل واطراف النهار الوجه الذي لم يكشف لغريب فقد كانت محجبة وساترة له وليديها في بلد لا يعرف ما هو الحجاب
وهكذا خلال 12 عام لم تزدها هذه الابتلاءات وهذه الاخلاق السيئة من طرف زوجها الا تقربا من الله وخدمة لزوجها واولادها الذين علمتهم الاحرف العربية تم القراءة ثم الكتابة ثم حفظ سور كثيرة من القران الكريم في بلد لايعرف اللغة العربية
واصبح عدد الاولاد 7 والحال على ما هو عليه
ثم يدخل العام ال13 وتبدأ بوادر الانفراج وتلاحظ الزوجة بعض الاهتمام والتغيير من طرف الزوج
اول شيئ اشترى غرفة جلوس جديدة ثم غرفة نوم للاولاد الذين كانو ا ينامون على فرش على الارض وبدأ باحترامها والاهتمام بها وبالاولاد ثم اشترى بيت جديد وواسع واصبحت هي الكل بالكل وكل ما تقوله هو الصح وكل ماتشتهيه منفذ وارتاحت جدا من ناحية الاولاد فهو المسؤول عنهم يأخذهم كلهم معه للمصيف ويترك عندها الكبير حتى ترتاح في البيت بهدوء وبلا ضجيج كما يقول
كذلك ذهبت للحج وادت العمرة
والاكثر من ذلك في كل مناسبة يمدحها زوجها امام الناس القريب والبعيد (سبحان مغير الاحوال) ويردد الحديث (خياركم خيره لاهله وانا خيركم لاهلي)
سبحان الله انقلب الحال من اسوأما كان الى احسن مايكون واصبح عددالاولاد الان 9
ولكن هل تراها بطرت اوتكبرت على النعمة او نسيت ربها كما يقولون ؟؟
لا ابدا بقيت على طيبتها وصلاحها والان حفظت 20 جزء من القران ما شاء الله كان
ولا يمكنني الا ان اقول هذا جزاء الصابرين الذي رأيناه في الدنيا
فما بالك بالاخرة
قال تعالى(انما يوف الصابرون اجرهم بغير حساب)