جسم الإنسان ( سبحـــــان الله )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلام جميل قرأته واحببت تطلعون عليه

إذا نظر العبد الى غذائه فقط في مدخله ومستقره ومخرجه ، رأى فيه العبر والعجائب ،
كيف جعلت له ألة يتناول بها ، ثم باب يدخل منه ، ثم آلة تقطعه صغارا ، ثم طاحون يطحنه ، ثم أعين بماء يعجنه ، ثم جعل له مجرى وطريق الى جانب النفس ، ينزل هذا ويصعد هذا ، فلا يلتقيان مع غاية القرب ،
ثم جُعل له حوايا وُطرقا توصله الى المعدة فهي خزانته وموضع إجتماعه ،
ولها بابان: أعلى يدخل منه الطعام وباب أسفل يخرج منه تفله ، والباب الأعلى أوسع من الأسفل إذالأعلى مدخل للحاصل ، والأسفل مصرف للضار منه ، والأسفل منطبق دائماً ليستقر الطعام في موضعه ، فإذا انتهى الهضم فإن ذلك الباب ينفتح إلى انقضاء الدفع ، ويسمى البوّاب لذلك والأعلى يسمّى فم المعدة
والطعام ينزل إلى المعدة متماسكاً ، فإذا استقر انماع وذاب ،
ويحيط بالمعدة من داخلها وخارجها حرارة نارية ربما تزيد على حرارة النار ينضج بها الطعام فيها كما ينضج الطعام في القدر بالنار المجيطة بها ، ولذلك يذيب ماهو مستحجر كالحصى وغيره ؛ حتى يتركه مائعاً .
فإذا أذابته علا صفوه إلى فوق ، ورسا كدره إلى أسفل ، ومن المعدة عروق متصلة بسائر البدن يبعث فيها معلوم كل عضو بحسب استعداده وقبوله ، فيبعث أشرف ما في ذلك وألطفه وأخفّه إلى الأرواح فيبعث إلى البصر بصراً ، وإلى السمع سمعاً ، وإلى الشمّ شماً ، وإلى كل حاسة بحسبها ، فهذا ألطف ما يتولّد عن الغذاء ،
ثم يبعث منه إلى الدماغ ما يناسبه من اللطافة والاعتدال ، ثم ينبعث من الباقي إلى الأعضاء في تلك المجاري بحسبها ، وينبعث منه إلى العظام والشعر والأظفار ما يغنيها ويحفظها ، فيكون الغذاء داخلاً إلى المعدة من طرق ومجار ، وخارجاً منها إلى الأعضاء من طرق ومجار ،
هذا وارد إليها وهذا صادر عنها ، حكمة بالغة ونعمة سابغة ولمّا كان الغذاء
إذا استحال في المعدة استحال دماً مرة سوداء ومرة صفراء وبلغما ، اقتضت حكمته سبحانه وتعالى أن جعل لكل واحد من هذه الأخلاط مصرفاً ينصبّ إليه ، ويجتمع فيه ، ولا يبنعث إلى الأعضاء الشريفة إلا أكمله ، فوضع المرارة منصبّاً إلى المرّة الصفراء ، ووضع الطحال مقراً للمرة السوداء ، والكبد تمتص أشرف ما في ذلك وهو الدم ثم تبعثه إلى جميع البدن من عرق واحد ينقسم إلى مجار كثيرة ، يوصل إلى كل واحد من الشعور والأعصاب والعظام والعروق ما يكون به قوامه .
هل درس ابن القيم الطب ؟
ام ياترى تخرج من جامعات عالمية
هل تهيأت له سبل العلم كما تهيأت لنا ؟

فسبحان من جعل بعض الخلق مبدعا محلقا في السماء عاليا
درس علوم الشريعة فأتقنها ، ودرس علوم الطب فأجادها وهكذا دربه في جميع العلوم