جعجة الأنانيه

الأدب النبطي والفصيح

جعجعة الأنانية

ينبغي أن نعلم يقينا أن الخلل والفشل لا يقع إلا بما كسبت أيدينا، وأن النفس هي العائقُ الأكبر لكل خدمة إيمانية. وما يتم من توفيق وإنجاز، فهو محضُ إكرامٍ منه جلّ وعلا، فالخير كل الخير من الله وحده. أما مقولة ﴿إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾(القصص:78)، فلم يقلها إلا "قارون" حينما ظن نفسه مصدر الأرزاق والنعم. وإنها لَعبارة لم يزل كل قارون وفرعون يرددها عبر التاريخ. أما الأنبياء وعلى رأسهم سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم فقد كانت كلمتهم واحدة: ﴿لاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ﴾(الأعراف:188). فمن يقلْ: "فعلتُ أنا، أنجزتُ أنا، نجحتُ أنا، لو لم أكن أنا..." فمعناه أنه واقع في مستنقع آسن من التفكير الفرعوني. يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "لأنْ يَهدي الله بك رجلا واحدا خيرٌ لك من حُمْر النَّعَم". فلو هدى الله ملايين من الناس على يديك، فنسبتَ تلك الهداية إلى نفسك، فقد أحبطتَ عملك، ورميت بنفسك في لَظى النار وحرمتها من النعيم المقيم.
منقوول
0
306

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️