جـدة أولادي هي جـدتي

بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


000000000000



نعم جدة أولادي وحماتي أحبها كما أحب جدتي




انتقلت قبل أسبوعين خالتي أم زوجي رحمها الله رحمة واسعة وأبدلها بدار الهم والأحزان دار أنس وسعادة وأمان




بعد أن عانت أمراضا وعجزا وتعبا حتى طعم النوم كان منغصا بسبب الآلام والأمراض




الحمد لله الذي أخذ وديعته وهو أرحم بها منا ... الحمد لله الرحمن الرحيم ... الحمد لله رب العالمين




ولعلها ارتاحت بعد طول عناء ... لعلها وبعد أربع سنوات تستطيع النوم على ظهرها وتتمدد براحة دون ألم ...




يا الله أرها مقعدها في الجنة واجعل مرضها تكفيرا لذنوبها




يا الله ارحمها برحمتك واجعل قبرها روضة من رياضك




يا الله صبّر أبناءها وبناتها وعظّم أجرهم وألهمهم الصبر والسلوان واخلفهم يا الله في أولادهم خيرا واجعل برهم بها سبب لبر ذرياتهم بهم




يا الله لك الحمد والشكر أني عشت معها عدة سنوات لم أر ما يزعجني أو أسمع ما يضايقني أو أحس بشيء من هذا وكانت دائما ما تحض بناتها على ضيافتي وتلح ... فأقول يا خالتي أنا من أهل البيت ... فتصر على أن يضيفوني




يا الله لك الحمد والشكر أنه لم تبدر مني يوما بادرة تسوءها ولم أتحدث عنها بسوء ولم أقصر بحقها




يا الله لك الحمد والشكر على ما أنعمت علي وأعنتني على برها وإسعادها، وتعلم يا الله أني كنت أكثر من زيارتها لتفرح بأطفالي وتسعد برؤيتهم




يا الله عندما تفرح بعض الزوجات بموت حمواتهم ... فإني أحزن لفراقها:44:




وعندما تجف دموعهم فإني أبكي على من اعتبرتها جدتي (لأني بعمر أحفادها)




00000000000




كم مرة هممت أن أشكو زوجي عندها عندما يرفض لي طلبا ولكني أسكت حتى لا أزعجها بمشاكل صغيرة يرهقها التفكير فيها




وكم مرة أزورها وأنا غاضبة منه بسبب أمور تافهة فأنا سريعة الغضب ولكني لا أبدي شيئا من ذلك أمامها بل أبتسم في وجهه وكأن شيئا لم يكن




اللهم إنك تعلم أنها تحب زوجي (ابنها) كثيرا فاجمعنا بها في جنات عدن وهوّن يا الله علينا الحساب يوم الحساب




اللهم إني أشهدك أني أحبها وأني لم أر منها إلا ما يسرني فارضَ عنها وعنا وارحمها وارحمنا واختم لنا بخير واجعل خاتمتها خيرا ومرضها تكفيرا




سبحانك اللهم لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك



00000000000000000




أكتب موضوعي هذا في قسم الحياة الاجتماعية لتقرأه الزوجات اللاتي يردن أن تكون علاقتهن مع حمواتهن جيدة




في البداية لابد من حسن النية




أتذكر عندما كنت طالبة أدرس دائما ما تدور بيني وبين أختي أحاديث وخيالات عن المستقبل




كنت أقول لها:


أحب أن أتزوج رجلا له أم طيبة وأخوات طيوبات وتكون علاقتي معهم حلوة .. فأنا اجتماعية وأحب الناس والزيارات


(يعني ودي أفلها معهم)




وكانت تقول:


أنا ودي أتزوج رجل أمه متوفاة ... حتى لا يكون هناك مشاكل




وكلانا (أنا وأختي تزوجنا والحمد لله عشنا بلا مشاكل الحموات)




كيف؟




كل واحدة حقق الله لها ما تتمناه وربما أعطانا الله على قدر نياتنا




فأنا تزوجت رجلا له أم وأخوات كثر والحمد لله علاقتي معهم جيدة ودائما أحسن الظن بهم وأعاملهم كأهلي وأزور خالتي كل أسبوع وأجمع لها بعض السواليف لأوسع صدرها وأحكي لها عن أبنائي الذين هم أحفادها وهكذا حتى تنتهي الزيارة




كنت أتصرف في حدود فلا أدخل في منزلهم ما لا يحبون




ولا أتفاخر أمامهم بأهلي وعائلتي مع أني كثيرة الاعتزاز بهم




وحتى عندما يحصل أمر لا يعجبني أو أحس أنه فيه تجاهل أو نسيان كنت أتغاضى وأمرر الموضوع كأنه لم يكن




وبهذا حافظت على قدري ومكانتي واحترامي عندهم




وخاصة أمي زوجي التي قال لي عنها بعد أن توفت رحمها الله (إنها كانت تحبك وتسأل عنك دائما ولا تلح على ضيافة أحد كما تلح على ضيافتك أنت بالذات)




كانت كلماته تلك كالماء البارد انصب على قلبي بعد وفاتها ... لقد ارتحت كثيرا عندما علمت أنها رحلت وهي راضية عني




أما أختي فأعطاها الله رجلا فقد أمه قبل سنوات وعاشت معه في سبات ونبات




ولكني لا أعتبر حظها مثل حظي




لأن أم زوجي كانت عونا لي وكانت تحثه على أن يفعل أمورا ليسعدنا بها كأن تقول سافر بهم


طلعهم للاستراحة وغيرها من هذه الأمور




وأختي المسكينة لا تجد من تستعين به على زوجها




= والآن أنا وأختي تساوينا =




حتى أنا فقدت المرأة التي لا يستطيع زوجي أن يقول لها (لا)



رحمها الله رحمة واسعة



00000000000000000000





أعتقد أن كسب القلوب الطيبة والناس الطيبين في هذهـ الحياة هو كنز نستعين به على أمور حياتنا




وعندما نبني حياتنا على حسن النية وحسن الظن بالآخرين وحسن التعامل فإننا سنكسب القلوب من حولنا




بعكس لو أسأنا الظن وقالت الواحدة منا عندما تجمع أخوات زوجها ولا يعزمنها إنهم لا يرغبون بها ولا يحبونها




ثم تنامى هذا الظن وصارت تعاملهم على أنهم لا يحبونها


ثم تسوء الأمور بسبب هذه الظنون


وتتحول إلى حقائق


وتتقطع العلاقات




في كل مرة ترين فيها أمرا لا يعجبك تغاضي عنه وكأنه لم يكن اخلقي لهم الأعذار وعامليهم بطيبة




في النهاية أنت الكسبانة ... لأنهم لم يروا فيك ما يسوؤهم وبالتالي فهم يحبونك لأخلاقك العاالية




أتمنى أن أكون قد وفقت في إيصال رسالتي




ولو عملنا بمقتضى هذه الآية لكفى


( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ..)




لو كل واحدة منا تجنبت غيبة الزوج وأهل الزوج ولم تسمح لنفسها ولا لأهلها بانتقاصهم لرأت أثر ذلك في حياتها




ولرأت محبتها في قلوب من حفظت سمعتهم عن الغيبة




ولرأت أن أهلها وأهل زوجها يحبون بعضهم




أحيانا أسمع من حولي يقولون لي:


سوي واعملي واكشخي ... خلي أهل زوجك يشوفون وأبهريهم ومن هذا الكلام




أتعرفون ماذا أرد عليهم




كنت أقول لهم أنا أحب أن أكون بين أهل زوجي كواحدة منهم نعم ألبس وأطبخ ولكن ليس لدرجة المفاخرة والإبهار




أحب إلي أن أكسب قلوبهم




من أن أبهر عيونهم




فهم أهل أولادي أغلى ما أملك في هذا العالم




00000000000000000




تذكرة:


تذكري أن أم زوجك تعبت وربت هذا الرجل الذي يصرف عليك وينفق وتعيشين في عزه ولك منه أولاد سيتزوجون وستكونين حماة لزوجاتهم في المستقبل




(ولها عليه حق أعظم من حقك أنت عليه)




وكما تدين تدان

وصلى الله نبينا محمد معلم البشرية وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا