إشراقة أمل @ashrak_aml
عضوة جديدة
~ جــرثــومــة الشقــــاق ~
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اخوتي اخواتي على درب الحق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد /
إن الناس إن لم يجمعهم الحق شعبهم الباطل , و إذا لم توحدهم عبادة الرحمن مزقتهم عبادة
الشيطان وإذا لم يستهوهم نعيم الآخرة تخاصموا على متاع الدنيا .. ولذلك كان التطاحن المر
من خصائص الجاهلية المظلمة ، وديدن من لا إيمان له .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لا ترجعوا بعدي كفارا ، يضرب بعضكم رقاب بعض "
فلو غلغلت النظر في كثير من الانقسامات لرأيت حب الدنيا ،
والأثرة العمياء تكمن وراء هذه الحزازات ... والاتحاد قوة ... وليس ذلك في شؤون الناس فقط ،
إنه قانون من قوانين الكون . فالخيط الواهي إذا انضم إليه مثله أضحى حبلا متينا يجر الأثقال .
وهذا العالم الكبير ما هو إلا جملة ذرات متحدة .
إن الشقاق يضعف الأمم القوية ، ويميت الأمم الضعيفة ...
ولذلك جعل الله أول عضة للمسلمين – بعدما انتصروا في معركة بدر –
أن يوحدوا صفوفهم ويجمعوا أمرهم .
لما تطلعت النفوس في الغنائم تشتهي حظها وتتنافس على اقتسامها ،
نزل قوله تعالى :
" يسألونك عن الأنفال ؟ قل الأنفال لله وللرسول ، فاتقوا الله و اصلحوا ذات بينكم
وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين " .
ثم أفهمهم أن الاتحاد في العمل لله
هو طريق النصر المحقق والقوة المرهوبة :
" و أطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم "
وحذرهم من أن يسلكوا في التكالب على الدنيا ، والحرص على غثائها
مسلك الذين لا يرجون عند الله ثوابا ، فقال :
" ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله " .
ثم تلقى المسلمون في " أحد " لطمة موجعة
أفقدتهم من رجالهم سبعين بطلا ، وردتهم إلى المدينة
وهم يعانون الأمرين من خزي الهزيمة وشماتة الكافرين .
ولم ذلك ..... ؟؟؟
مع أن إيمانهم بالله ودفاعهم عن الحق يرشحانهم للفوز المبين .
ذلك لأنهم تنازعوا وانقسموا وعصوا أمر الله ورسوله
" ولقد صدقكم الله وعده ، إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر ،
وعصيتم من بعدما أراكم ما تحبون ، منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ،
ثم صرفكم عنهم ليبتليكم " .
ولو عقل المسلمون أحوالهم في هذه المرحلة العصيبة من تاريخهم ،
لأحسوا بأن ما لحقهم من عار يعود إلى انحلال عراهم وتفرق هواهم .
إن الهجوم الصليبي المعاصر والهجوم الصهيوني الذي جاء في أذياله ..
لم ينجحا في ضعضعة الدولة الإسلامية وانتهاب خيرها ،
إلا عقب ما مهدا لذلك بتقسيم المسلمين شيعا منحلة واهية ، ودويلات متدابرة ،
يثور بينها النزاع وتتسع شقته لغير سبب ...
وسياسة الغرب في احتلال الشرق وتسخيره تقوم على قاعدة
" فــــرق تســـــد "
إن الإسلام حريص على سلامة أمته وحفظ كيانها فهو لذلك يطفئ بقوة بوادر الخلاف ،
ويهيب بالأفراد كافة أن يتكاتفوا على إخراج الأمة من ورطات الشقاق ومصايره السود .
" يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار "
و أعداء الإسلام يودون أن يضعوا أيديهم على شخص واحد ليكون طرفا ناتئا
يستمكنون منه ويجذبون الأمة كلها عن طريقه ... !!
فلا جرم أنه يستأصل هذا النتوء لينجي الجماعة كلها من أخطار بقائه ...
ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم :
" ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع
فاضربوه بالسيف كائنا من كان " .
والخروج على إجماع الأمة وهذا عقابه في الدنيا يدخل بعدئذ
في حدود قوله تعالى :
" ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين
نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا " .
ولا يستغربن أحد هذا الوعيد
فإن جرثومة الشقاق لا تولد حتى يولد معها كل ما يهدد عاقبة الأمة بالانهيار .
وفي الناس طبائع سيئة قد تموت وحدها في ظل الوحدة الكاملة .
فإذا نجمت بوادر الفرقة رأيت المتربصين والمنتهزين يلتفون حول أول ثائر
ظاهر أمرهم التجمع حول مبدأ وباطنه دون ذلك .
ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم :
" من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة الجاهلية "
وفي حديث آخر :
" ... من خرج على أمتي يضرب برها و فاجرها لا يتحاشى من مؤمنها
ولا يفي بعهد ذي عهدها فليس مني ولست منه "
ليحذر كل مسلم من بوادر الخلاف والمشاركة في بث الشقاق أينما وجد
وليضع في وحدة أمته لبنة ,,,
و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
~ خلق المسلم ~
0
402
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️