..............................
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
طرقٌ على الباب .. و ملامح من الكدر على الوجهِ تنساب ..
ظن بـ أن الطارق أتى يحمل لهُ أخباراً سيئة ..
فـ عبس و ملأ الضيق ملامح وجهه و هو يفتح له ..
لكن ملامح جاره تعلوه إبتسامة صافية و هو يقولُ له ..
بشراك بشراك .. غداً سـ تقوم البلدية بـ إعادة رصف شارع الحي ..
فـ رد عليه فقط .. أبهذا تبشرني ..
قال نعم .. لقد سئمنا جميعاً منه و من كثرة شكاوينا للبلدية ..
فـ رد عليه أحمد قائلاً .. و لكن هذا واجبهم و ماذا بها أن فعلوا ذلك ..
أليس الأولى بهم أن يفعلوهُ منذ زمن ..؟!
و ردد في نفسهِ فرحاً .. يا الله اخيراً اخيراً ..
كثيرٌ ما تصادفنا بعض التصرفات السيئة من قبل بعض الأشخاص ..
من سوء معاملة أو أخبار سيئة .. أو تصرفات غريبة ..
أو ألفاظ غير مقبولة فـ ننكرها و نستهجنها و نستغرب منهم ..
كيف يقولولها .. كيف يفعلون هذا .. كيف يعيشون بـ هذة الطريقة ..
و أنا هنا اتكلم في المباحات .. و لا اتكلم في المحرمات إطلاقاً ..
بـ معنى أكثر وضوحاً .. أقصد المباحات من الكلام و التصرفات ..
التي نجدها غريبة و غير موجودة في محيطنا و نراها غير جميلة و غير مقبولة ..
فـ نرفضها و نحنُ أحرارٌ في رفضنا لها .. الذي يجب أن يكون مهذباً و لبقاً ..
لا نجرح به أحد .. و لا نؤذي مشاعرهم و أحاسيسهم ..
فـ كل مجتمع و محيط لهُ عادتهم و أنظمتهم الخاصة بهم ..
التي قد لا توافق صورة حياتنا و نمط معيشتنا و لا تذوقنا ..
فـ لسنا مجبورين أن نوافق و نتفق مع أذواق و آراء و تصرفات الجميع ..
و هذا شيء طبيعي جداً .. فـ لولا اختلاف الأذواق لـ بارت السلع ..
و لكن الأمر العجيب و الغريب .. و الذي أراهُ يتكررُ كثيراً من البعض ..
أنهم عندما يرون شيئاً غريباً عليهم و يعجبهم يخفون إعجابهم به و يظهرون العكس ..
و من ثم في مكانٍ ما .. يحاولون و يقلدون ذات الفعل الذي اعجبهم ..
و يظهرون أنه وليد أفكارهم .. أو أنهم لم يروه سابقاً عند احد ..
بـ معنى أنهم يحتكرون هذا الفعل لـ أفكارهم هم و لـ أنفسهم ..
ثم يأتون يتباهون به و يفتخرون به و كأنهم اخترعوا المصباح ..
و ما هو إلا شيء عادي جداً و بسيط .. و الأدهى أنهُ ليس نتاج فكرهم ..
و الأشد دهاء و مكراً أنهم كانوا ينـتـقصون منه و ممن فعله و ابتكره ..!
قضية يجب أن نُحاكمها
الترفع سلاح ذو حدين ..
أحد حدوده يرفعنا .. و الحد الآخر يُـسـقــطنـا ..
حدود الرفع و حدود الإسقاط ..
حدود الرفع .. و هي عندما نترفع عن المساوئ ..
نترفع عن الرد على الترهات .. و الخوض في التفاهات ..
نترفع عن أن لا نتكلم فيما لا يعنينا .. و ننقاش ما ليس بـ أيدينا ..
نترفع عندما ندفع نبستم للجميل و المفيد ..و نصمت أمام العكس ..
نترفع عندما نصون و نحمي عفة لساننا و نحافظ على سلامة أذهاننا ..
فـ أننا بـ هذا نترفع و نعلو و نسمو عالياً ..
حيثُ يكون السمو .. و الإرتقاء بـ النفس الإنسانية ..
حدود الإسقاط ..
نسقط عندما نشغل أنفسنا بـ التوافه و النواقص ..
نسقط عندما تكبلنا الغيرة الحمقاء من أقرب المقربين ..
نسقط عندما نتجاوز حدود الضمير الأخلاقي و الإنساني ..
نسقط عندما نخشى من كلمة طيب نقولها قد تظهر حقاً ..
نسقط عندما نجد الأنانية بذرة فـ نسقيها و ننميها ..
نسقط عندما نتملك ممتلكات غيرنا من أفكار و أقوال ..
نسقط عندما نجد أن قلوبنا ضيقة لا تتسع لـ أحد ..
نسقط عندما نفتح أذاننا لـ كل حرف يقال و يكتب ..
نسقط عندما نتناسى الأساسيات و ننشغل بـ الثانويات ..
ترافعوا للعلو و السمو .. و لا تترافعوا للإسقاط و الوقوع ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بـ قلمي .. غروب شمسك
.................. ..................