adventurous

adventurous @adventurous

عضوة جديدة

جلست أنصح أخوي الصغير واكتشفت إني أنا من يحتاج للنصيحة

ملتقى الإيمان

أخوي طالب في أحد الكليات وباقي له تقريباً سنة ويتخرج ومعدله إلى حد ما سيء. بحكم إني تخرجت قبله بمعدل متدني وراحت علي فرص وظيفية أكثر من رائعة بسبب المعدل فكنت أنصحه دايم إنه يجتهد بالسنة الأخيرة طالما إنه لازال بإمكانه إنه يرفع معدله.

كنت أقوله اضغط على عمرك واتعب هذي السنة بس وترتاح بقية عمرك، وعشان أرغبه بالمسألة أكثر كنت أقوله على حسب معدلك بيكون راتبك فكلما زاد المعدل زاد الراتب فشلون ماتصبر سنة وحدة وترتاح بعدين.

ردة فعله كانت جداً محبطة، روحات وطلعات، غياب عن المحاضرات ولا فيه أي مبالاة بالدراسة، فكنت أقول لأخوي الثاني إني أتمنى إني أعرف أخونا هذا شلون يفكر، لأنه مافيه عاقل تقوله اتعب سنة وحده وارتاح بعدها ويقول لك لا.

بعدها بفترة جلست أفكر عن وضعي أنا بالدنيا، الواحد كم بيعيش 30 أو 40 سنة بعدين يموت. والواحد يعرف يقيناً إنه إذا تعب هذي السنوات القليلة راح يرتاح للأبد ويعرف يقيناً إنه على حسب العمل في الدنيا راح يكون الجزاء في الآخرة ومع هذا الواحد لاهي بالدنيا وكأن الأمر لا يعنيه وكأن فيه فرصة ثانية لتحسين وضعنا في الدار الآخرة غير هذي السنوات المعدودة أو بمعنى أصح غير هذي الأنفاس المعدودة إذا قارناها بالحياة الأبدية أو إذا قارناها بأقل من ذلك وهو يوم الحساب الذي يساوي خمسين ألف سنة. تخيل خمسين ألف سنة هذا يوم الحساب فقط.

لو كنا نعقل ذلك وإنه على حسب العمل في الدنيا سيكون المصير إما إلى جنة وإما إلى نار، وإن كان إلى جنة فالجنة درجات يتفاوت نعيمها على حسب العمل. أقول لو كنا نعقل هذا هل سنفوت ثانية واحدة بدون تسبيح أو تهليل أو استغفار أو قراءة قرآن أو عمل خير أو دعوة إلى الله؟

لاحظ كيف يكرر الله عز وجل لفظ "أفلا تعقلون" في الآيات التالية:
يقول عز وجل في سورة الأنعام "وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون"
ويقول في سورة الأعراف "والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون"
ويقول في سورة يوسف "ولدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون"
ويقول في سورة القصص "وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون"
الله عز وجل كرر لفظ "أفلا تعقلون" لأنه لا يوجد عاقل يعرف هذه الحقيقة ويتجاهلها.

الإمام النووي رحمة الله عليه، ذهلت يوم عرفت إنه على كثرة العلم اللي ورثه إلا إنه ما عمر أكثر من خمس وأربعين سنة.
هذا الذهول تلاشى يوم اطلعت على سيرته وتبين لي إنه جلس ست سنوات ما لمس جنبه الأرض، تخيل ست سنوات وهو ينام جالس، كان نومه عبارة عن غفوات وإذا قام من غفوته قال لمن عنده إنه ضيع كثير من الوقت.

أنا والله ما أتعجب من حرص النووي وغيره من السلف على استغلال كل ثانية من حياتهم بشيء ينفعهم ويرفع منزلتهم في الحياة الحقيقية، لكن أتعجب من تكاسلنا وتفويتنا للكثير من الأوقات بأشياء إذا ماضرتنا فهي ماتنفعنا.

أسأل الله العظيم بمنه وكرمه أن يهدينا وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يتوفانا وهو راض عنا إنه قريب مجيب الدعاء ، والحمد لله رب العالمين.

ألا إن سلعة الله غالية
ألا إن سلعة الله الجنة

منقول

14
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ركب الأغراب
ركب الأغراب
جزاك الله خيرا على النقل القيم ،،
أسأل الله أن يجعلنا وأياك ووالديك وجميع المسلمين ممكن أدرك قيمة هذه الحياه ،،
وكل ثانيه فيها،، وفقتي لكل خير ،، يا هلا بك ..!
نور نور الدنيا
أسأل الله العظيم بمنه وكرمه أن يهدينا وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته وأن يتوفانا وهو راض عنا إنه قريب مجيب الدعاء ، والحمد لله رب العالمين.

جزااااااااااك الله خير
حكايه صبر
حكايه صبر
جزااك الله خير الجزاء
صدى ألأأهــــآأت
احمد في قلبي
احمد في قلبي