فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
هذه إضافة ألحقها بسيرة إمام الخطاطين الوزير بن مقلة لما فيها من معاناة عاشها في حياته
ومأساة في مستقره بعد موته :
الخطاط ابن مقلة، محمد بن علي 272-328 للهجرة، ويسمى إمام الخطاطين،
وكان يكتب باليسرى بذات الجودة التي يكتب بها باليمنى،
بعدما تم قطع يده على زمن الخليفة العباسي الراضي بالله، إثر مكيدة من بعض عماله،
فكان يربط القلم مكان يده المقطوعة، ويخط بها بذات الجودة التي يكتب بها بيده ذاتها.
وانتهت حياة الرجل بمأساة، إذا قطع لسانه، بعد قطع يده،
ومات في محبسه ودفن فيه، في المرة الأولى،
ثم قام ابنه بإعادة دفنه في داره، في المرة الثانية،
ثم قامت زوجته بنبش قبره وإعادة دفنه في دارها هي، في المرة الثالثة!
رحم الله بن مقلة
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
الخطاط الثاني بعد ابن مقلة هو ..
الخطاط ابن البواب، علي بن هلال، المتوفى سنة 423 للهجرة،
ويعتبره المصنفون والمترجمون من كبار خطاطي عصره.
إلا أنه لم يكن على غرار ابن مقلة، سلفه وأستاذه الذي وزِّر ثلاث مرات ،
بل لم يعرف الناس قدره إلا بعد وفاته، حيث ثبت أنه كان يعاني شظف العيش،
من خلال ورقة كان كتبها لأحدهم لتأمين مساعدة إنس ان بشيء لا يساوي دينارين،
وللمفارقة فإن تلك الورقة التي خطها بيده، بيعت بعد وفاته بـ 17 ديناراً!
ثم بيعت مرة أخرى بـ 25 ديناراً!
وهو الذي كان يسمّى "صاعقة عصره في الخط"
ويقال إنه مؤسس خط "الريحاني" وخط "المحقق"
فضلا من تأسيسه مدرسة خطوط استمرت بالعمل حتى بروز الخطاط الثالث وهو ياقوت المستعصمي.
ونال ابن البواب شهرة واسعة لا نظير لها، جراء احترافه فن الخط العربي،
ومدحه كبار العربية، حتى إن أحد الشعراء رثاه مستعملا لقبه (البوّاب)
متعجباً كيف امتلك كل هذا المجد وهو (ابن البوّاب) فكيف إذا كان (ربّ الدار والمال):
هذا وأنتَ ابنُ بوّابٍ وذو غَنَمٍفكيف لو كنتَ ربَّ الدار والمالِ!
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
نماذج من خط ابن البواب
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ