سورية : الربع ساعة الأخيرة
مضى على الثورة السورية المجيدة ما يقارب الأربعة عشر شهراً والسوريون صابرون صامدون يقدمون الشهيد تلو الشهيد وكلهم ثقة وأمل بمعونة الله ونصره ، وقد لاحظت في الشهرين الأخيرين أن همة الشباب الداعمين للثورة في الخارج قد فترت على صعيد اللقاءات وعلى صعيد الدعم المادي ، وكأن الملل قد تسرَّب إلى نفوسهم مع أنهم واثقون من النصر وسقوط النظام .
يا أيها الإخوة الكرام شكر الله سعيكم و أثابكم، وأقرَّ أعينكم بنصر مبين ووطن عزيز ليس هذا الوقت هو وقت الملل ، بل وقت الاستبشار بقَطف الثمرة ، ووقتُ الحماسةِ لرؤية النهاية المأساوية لعصابات الأسد المجرمة ورؤية أهلكم المشردين وقد عادوا إلى بيوتهم ورؤية الساحات وقد ازدَانت بكم وبأعلام الثورة ودبكات النصر ...
إخوتي الأعزاء : حاجات إخوانكم المجاهدين واللاجئين والمنكوبين قد زادت في الفترة الأخيرة ، والثورة قد اشتَد عُودها ، والنظام يستنفد طاقاته بالتدريج .
هذه هي الحقيقة الواضحة،وما ذهب من المعاناة أكثر بكثير مما بقي بحول الله وطوله ، فما المطلوب منا ونحن في ربع الساعة الأخيرة ؟ المطلوب هو:
1. أن ننسِّق الجهود المبذولة حول بلورة مهام المئة يوم الأولى بعد سقوط النظام على المستوى القانوني والأمني والاقتصادي .
2. نعود إلى التظاهر والاحتجاج حول سفارات النظام في أوربا وأمريكا على نحو خاص .
3. نقيم المعارض التي تكشف حجم وحشية النظام والجرائم التي ارتكبها .
4. نلتزم التزاماً قاطعاً بأن نزيد نسبة ما نقتطعه من أموالنا شهرياً لخدمة الثورة ومناصرة الأهل .
5. نَنشط أكثر في جمع التبرعات .
6. نَنشط أكثر على النت في نشر أخبار الثورة ومقاطع الفيديو .
7. نَتواصل مع تنسيقيات الداخل أكثر من أجل زيادة التعاون والتنسيق .
إنكم أيها الإخوة أهل الشهامة والمروءة والحمية والتدين الأصيل والعميق، وأهل الفهم والوعي والبصيرة، فلا تتخلوا عن الثورة وهي في أمس الحاجة إليكم، والله عز وجل هو وحده القادر على مكافئتكم .
مع كل يوم جديد نقترب خطوة من تحقيق الهدف الكبير، فلتكن خطانا واسعة وواثقة ، ولتكن ثقتنا بنصر الله ـ تعالى ـ من غير أي حدود .
وإلى أن ألقاكم في رسالة قادمة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. عبد الكريم بكار



سورية:الاكتشاف الأهم
لم يكن يخطر في بال الذين فجروا ثورة الكرامة أنهم سيُحدثون زلزالاً يصيب الفضاء الإنساني السوري بأكمله،إنهم كانوا في البداية يطالبون النظام المجرم بشيء من الكرامة وشيء من الحرية والعدل،لكن الله بلطفه وكرمه أراد شيئاً آخر حيث إن الناس لم يحصلوا من النظام على ما كانوا يريدون،لأن النظام ببساطة كتلة متكلسة غير قابلة لأي تحوير،أو تشذيب فهو إما أن يبقى،وإما أن يزول على نحو نهائي وهو الذي سيتم قريباً بحول الله،لكن ما تم إنجازه هو ذلك التحرير التاريخي لروح الإنسان السوري،وذلك التطهير لنفسه من عوالق وأوضار نصف قرن من الفساد والإفساد والاستبداد ...أنا دائماً أقول :
إن اكتشاف الذات أهم من اكتشاف العالم،وقد اكتشف ملايين السوريين أنفسهم خلال مدة قياسية فعلاً،قد اكتشفوا أنهم قادرون على التضحية بشكل مذهل،وأنهم يملكون روح التعاون والتضامن على عكس ما كانوا يظنونه،واكتشفوا أنهم قادرون على الالتفاف حول مصلحة وطنية عليا على حساب مصالحهم الخاصة .. هذه امرأة أمية في الستين من عمرها يسألها مراسل فضائية مشهورة عن رأيها في الثورة،فتقول : روحي ومالي وأبنائي الأربعة فداء للثورة،لا يهم أن نموت،أوأن نحيا،المهم أن تنتصر الثورة ! وهذا مثقف ميسور تداهم عصابات النظام قريته،ويبحثون عنه،فلا يجدونه،فما كان منهم إلا أن جاؤوا بشاحنات،فرغوا فيها أثاث بيته،ثم أحرقوه،ومضوا ..وقد اتصل به أخوه من دولة مجاورة،وسأله عن حاله،فقال : أنا الآن ليس لدى سوى الثياب التي علي،وإن يوم الجمعة الماضي هو اليوم الوحيد الذي لم تخرج فيه قريتنا للتظاهر،وهذا أشد عليَّ من حرق بيتي ! .
الشعب السوري عرف اليوم مكامن قوته،وقد أخذ قسطاً من حريته،وحين يصبح أي شعب كذلك،فإن استعباده،واحتلال أرضه بعد ذلك يصبح صعب المنال.
تحرير الإنسان هو الأساس،وهذا هو الذي يحدث اليوم في الشام،وهذا في اعتقادي هو التأسيس الصحيح للانطلاقة الحضارية القادمة .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون . وإلى أن ألقاكم في رسالة قادمة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
د. عبد الكريم بكار
لم يكن يخطر في بال الذين فجروا ثورة الكرامة أنهم سيُحدثون زلزالاً يصيب الفضاء الإنساني السوري بأكمله،إنهم كانوا في البداية يطالبون النظام المجرم بشيء من الكرامة وشيء من الحرية والعدل،لكن الله بلطفه وكرمه أراد شيئاً آخر حيث إن الناس لم يحصلوا من النظام على ما كانوا يريدون،لأن النظام ببساطة كتلة متكلسة غير قابلة لأي تحوير،أو تشذيب فهو إما أن يبقى،وإما أن يزول على نحو نهائي وهو الذي سيتم قريباً بحول الله،لكن ما تم إنجازه هو ذلك التحرير التاريخي لروح الإنسان السوري،وذلك التطهير لنفسه من عوالق وأوضار نصف قرن من الفساد والإفساد والاستبداد ...أنا دائماً أقول :
إن اكتشاف الذات أهم من اكتشاف العالم،وقد اكتشف ملايين السوريين أنفسهم خلال مدة قياسية فعلاً،قد اكتشفوا أنهم قادرون على التضحية بشكل مذهل،وأنهم يملكون روح التعاون والتضامن على عكس ما كانوا يظنونه،واكتشفوا أنهم قادرون على الالتفاف حول مصلحة وطنية عليا على حساب مصالحهم الخاصة .. هذه امرأة أمية في الستين من عمرها يسألها مراسل فضائية مشهورة عن رأيها في الثورة،فتقول : روحي ومالي وأبنائي الأربعة فداء للثورة،لا يهم أن نموت،أوأن نحيا،المهم أن تنتصر الثورة ! وهذا مثقف ميسور تداهم عصابات النظام قريته،ويبحثون عنه،فلا يجدونه،فما كان منهم إلا أن جاؤوا بشاحنات،فرغوا فيها أثاث بيته،ثم أحرقوه،ومضوا ..وقد اتصل به أخوه من دولة مجاورة،وسأله عن حاله،فقال : أنا الآن ليس لدى سوى الثياب التي علي،وإن يوم الجمعة الماضي هو اليوم الوحيد الذي لم تخرج فيه قريتنا للتظاهر،وهذا أشد عليَّ من حرق بيتي ! .
الشعب السوري عرف اليوم مكامن قوته،وقد أخذ قسطاً من حريته،وحين يصبح أي شعب كذلك،فإن استعباده،واحتلال أرضه بعد ذلك يصبح صعب المنال.
تحرير الإنسان هو الأساس،وهذا هو الذي يحدث اليوم في الشام،وهذا في اعتقادي هو التأسيس الصحيح للانطلاقة الحضارية القادمة .
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون . وإلى أن ألقاكم في رسالة قادمة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
د. عبد الكريم بكار
الصفحة الأخيرة
كما افرحت قلوبنا بالاخبار فتمم علينا الفرحه بهلاك الطاغيه واعوانه