احساس مزعج
احساس مزعج
شهادة من الواقع
حالة اغتصاب

بقلم : ابتسام سردست

تريدون الحرية ... حسن إذا ....ضحكات و قهقهات مجلجلة .... سنريكم الحرية على الأصول ....

كنا موثقات جميعنا في الساحة القريبة من بيوتنا, و كذلك كان الأطفال الذين كانوا يبكون خوفا و هلعا .. أما الرجال فقد نقلوا لأماكن مجهولة.

كنا نصرخ مستغيثات ... مرتعبات ... دخيلكن ...
صراخ ... عويل ... و بكاء أطفال .

كنت أرتجف من شدة الرعب ... ما الذي يريدونه منا ؟
ثلاثون انسانا ... بل وحشا ... لهم أجساد ضخمة مخيفة ... وجوه و نظرات يتطاير منها الشرر ... تخالهم و قد خرجوا من قصص إحدى الأساطير حيث المارد الأزرق يقول لصاحبه شبيك لبيك ... لكن هؤلاء لم يكونوا ذلك المارد الطيب بل كانوا يرددون ... و الله لنجعلكن ترين الحرية بأعينكن ... كانوا مدججين بالأسلحة و السكاكين.
أخذوا النسوة و أبعدوهن موثقات مع الأطفال ... شعرن بما سيحدث .... استغاثوا ... بعرضكن نحنا ...
أبقونا نحن الفتيات في الساحة ... النساء تصرخن ...الأطفال يبكون ...ابتدؤوا بي أنا ...فك وحش منهم وثاقي ...قاومته .. أتركني ... شدني من شعري و دفعني إلى الأرض فارتطم رأسي ... صرخت ... سمعت صوت أمي تصرخ من بعيد ... لااا .. لااا .... أتركوها ....هذه بنت صغيرة ....حرام .... لها مستقبل ....خذوني أنا ... أرجوووكم ... أمي و النساء يصرخن.
ارتفعت أصواتهن بالبكاء و العويل ..... و الدعاء ... يا رب لطفك.

كان صراخهن يثير الوحوش .... فتزداد ضحكاتهم ...و شراستهم.
و أنا على الأرض رأيت ثلاثة وجوه تقترب مني ضاحكة شامتة مقهقهة ... و أيد صارت تعبث بي .. آه .. يا أمي .. ألحقيني ...في ثوان وجدت نفسي عارية ... حاولت مقاومتهم ... كنت أقاوم و أنتفض كالدجاجة قبل ذبحها ... أذرع كثيرة امتدت إلي جسدي كأذرع أخطبوط تعتصرني ... شعرت بحقنة اخترقت جسدي الذي استكان, فبت هادئة ... مشلولة.

نعم استكنت لهم .... فباتوا يعيثون بجسدي كما يحلو لهم ... استكنت لهم بتأثير المخدر ...لكن روحي المغتصبة كانت تئن.
كانوا كالإعصار الذي يجرف في طريقه كل شيئ ... كل شيئ.
أمي كانت ماتزال تصرخ ... أتركوها يا مجرمين .. أتركوها ... إبنتي .. طفلتي.

صراخ ... عويل ... ثم .. لم أعد أسمع شيئا.
كنت أشعر بالاختناق و شممت رائحة عفنة أشبه برائحة الميتة تنطلق من أجسادهم المقرفة.
بدك حرية ... هاي حرية .. حرية ... حرية .. قهقهة.
آلامي كانت لا تطاق ... و حصلت على حريتي أخيرا.
وحش آخر بدأ يضربني على وجهي وجسدي ... يلكمني بشراسة ...و يدوس بقدميه الهائلتين على صدري ...كنت أشعر بعظامي تطقطق تحت نعليه ... لسعات من النار في أنحاء جسدي.

أمي ... كم أود أن تحتضنيني هذه اللحظة ... أن تحميني و تلفيني بيديك الحانيتين كما كنت دائما عندما آتي إليك باكية شاكية من ابن جيراننا الشقي ....لا تزعلي يا حبيبتي سأشكوه لأمه. لمن سنشكو هؤلاء يا أمي؟ ...
أمي ... مازلت أسمع صراخها .... وا مصيبتي .... ابنتي .... يا رحيم ...آآآه. ضربها أحدهم ...أخرسي يا أم القحبة.
تابعوا أغنياتهم على جسدي ... الواحد تلو الآخر... كانوا يصفقون .. يضحكون .... و يغنون أيضا ... بدنا حرية.
تناوب على جسدي المجروح عشرة وحوش بشرية ... تناوبوا في امتهاني و تعذيبي.

لم أعد أسمع صوت أمي, و بالتفافة مني أثناء رحلة الاغتصاب وجدتها مرمية مضرجة بدمائها ... و قد قطعت رقبتها مع غيرها من النساء و الأطفال. قتلوهم جميعا.
لم أكن الفتاة الوحيدة في الحفلة .. كانت هناك أخريات... عذِّبن و قتلن أيضا .

انتهت رقصة الحرية الأخيرة فوق جسدي ... أراد أحدهم أن يجزّ عنقي كما فعلوا مع الأخريات ... صوت وراءه قال .. اتركها ألا تراها ميتة تقريبا... إنها تتنفس بصعوبة... نعم كنت بالكاد أتنفس ... فقد كسروا أضلاعي تحت وطئ أقدامهم فوق جسدي.

لكنني بقيت حية ... بقي جسدي حيا ... وقتلوا داخلي الانسان ... قتلوا روحي و مثلّوا بها ... كم تمنيت لو قتلوا جسدي حينها.
بعد انتهائهم من القتل و البطش و الاغتصاب, جرّوا جسدي إلى حاوية القمامة لأموت هناك ... في المزبلة مكانك هنا يا قحبة.

مر الوقت بعد ذلك ... ليس سريعا ... كنت عارية جريحة ... أتنفس بصعوبة ... و أشعر بالبرودة و الخواء.
هدأت الساحة بعد انتهاء الصراخ و العويل ... الموت حولي ...و الصمت.
ساعات ...و ساعات .. ثم سمعت صوت أقدام ... و أصوات بدت لي حانية ...( الله لا يسامحهم) ... كانوا يتفحصون الجثث و يحاولون جمعها و إبعادها عن المكان. شعرت بيد توضع فوق صدري و صوت يقول إنها حية ... حية.

ساعات ... أيام ... أسابيع ... لا أدري ...استيقظت بعدها ...و ليتني لم أستيقظ ... ليتني حلقت إلى اللانهاية ... و بتّ طائرا في فضاء العدم.
الحمدلله على سلامتك ... عينان حانيتان لامرأة مسنة تنظران إليّ.

بدأت أعي ما حدث لي ... فبكيت ... بكيت ألمي ... جسدي .... بكيت روحي ... أحلامي .... آمالي ... بكيت أمي .... بكيت وطني.

اطمئني يا حبيبتي ... أنت هنا بأمان ... قالت ... أشحت بوجهي عنها ... و صمت.
بقيت صامتة لا أتكلم ... لا أعلم أين أنا ... قالوا لي أنت خارج وطنك ... سنعالجك ...لا تخافي ...ستمضين في حياتك ... أية حياة؟!! ...

جاءني معالج نفسي ... تكلم معي ... لم أسمعه ... وصفت لي أدوية للاكتئاب.
و ماذا بعد؟!! أنت بطلة ... أنت فخر للوطن ...
أخر ما أتذكره أنني رميت قرب حاوية زبالة .... أنا لاشيئ.
كنت في غرفة صغيرة ... لكنها مريحة و نظيفة ... و قد وضعوا فيها تلفازا لكي أعود لعالمي ... و أتفاعل مع الأحداث ...و هاهم يزيّنون غرفتي بصورة متفائلة لفتاة جميلة تبتسم ... فتى نشيط يعلق الصورة على الحائط ... انتهى الفتى من عمله و غادرني مرتبكا داعيا لي بالصحة و الأمان ... مريحة كلماته .. لكنها لن تواسيني ... و ها هو من شدة ارتباكه نسي المطرقة على الطاولة قبل ذهابه.

لم أكن في النزل بمفردي .. كانت هناك مجموعة من الفتيات اللواتي تعرضن مثلي للاغتصاب ... و عرفت أن هناك من يقدم لنا الدعم و المساعدة ... لكن هذا لم يخفف وطأة مصابي و شعوري بالخوف و القلق ... كنت أشعر بأنني سأفقد عقلي يوما ما ... كانت تنتابني نوبات من الغضب ... فأبكي و أصرخ ... كيف يمكنني أن أتحمل ما جرى لي ... منذ أيام فقط كنت تلك الفتاة المدللة ... التي تحلم بالحب و الحصان الأبيض الذي سيحملها إلى نور السعادة الأبدية ...أين أنا الآن؟.. أين أنت يا أبي؟ ...أين أنت يا أمي؟ ...أخوتي؟ ...عائلتي؟

قالوا لي ... تحدثي ... يجب أن تخبرينا حكايتك لكي يتم توثيقها كغيرها من القصص ... و ليتم محاسبة المجرمين مستقبلا .... تحدثي ...لتمضي بعد ذلك في حياتك ... فالمستقبل لازال واعدا.

ماذا سأقول؟ ... لا ... و كيف سأصف لهم ماذا حدث لي؟ ... كيف سأصف لهم كيف اغتصبت؟.

تكلمي ... أبت روحي إلا أن تصمت ...

إلى أن.... كان ذلك اليوم ... و كنت أتابع أحد البرامج ... كان الضيف يتحدث عن وطني ... جروحه ... مآسيه ... تحدث عنا نحن المغتصبات ... جريحات الحرية ...

قال لماذا لا نبقي الأمور على ما هي في طي الكتمان ... هذا أمر حساس في مجتمعاتنا ... شرف البنت هو بكارتها ...و هو شرف الأمة... لا داعي لنبش ما يمكن أن يسيئ لها ... لنتحدث عن الجرائم الأخرى للاستبداد فهي كثيرة .. القتل ..الاعتقالات ...التعذيب ... و التهجير ... ثم إن جرائم الاغتصاب هي حالات فردية و نادرة ... و من ناحية أخرى ..ماذا سيفيد توثيق حالات الاغتصاب .. فضائح أخرى لا داعي لها ... دعوهن يعشن حياتهن .. ما حدث قد حدث .. لا فائدة من كشف المستور الآن ).

هكذا إذاَ ... حالات اغتصاب ... أنا حالة اغتصاب !!...و ماذا عن روحي التي قتلت؟! و ماذا عن الوحوش الآدمية؟! سيعيشون و كأن شيئا لم يكن , و سيمضون في حياتهم ليغتصبوا ويقتلوا أخريات.
بقيت صامتة ...

لكن شيئا ما كان يفور داخلي .... بركان كان يلتهب ... مطلقا حممه ... متدحرجة ناره تريد أن تحرق كل شيئ ... كل شيئ.

في فورة غضبي الصامت حانت مني التفاتة فرأيت المطرقة على طاولتي ... المنسية منذ أيام ... تناولتها كمن يستلّ خنجرا ...و بكل ما أوتيت من قوة انهلت ضربا و طرقا على التلفاز ... شرارات نارية انطلقت منه ... و شرارات انطلقت من روحي أبت أن تنطفئ ... كنت أصرخ بصوت ليس صوتي .. صوت الغضب داخلي ...صوت الحرية و الكرامة... صمت حينها مُنظِر الثورة ... لكني لن أصمت بعد اليوم ... انطلق صوتي صارخا .... نافثا كل ما بداخلي من غضب ... قلق .. و خوف... صرخة أحيت روحي الكسيرة.

آآآه ... يا أولاد الكلاب .... تريدوننا أن نصمت ... لااااا .... صرخت باكية ... لن أصمت بعد الآن .

أنا انسانة ...

أنا انسانة ...

أنا انسانة ...

ولست حالة اغتصاب ...
انهارت قواي بعد ذلك ... فانحيت باكية بشدة ... علّ الدموع الغزيرة تواسيني.

يد حانية تربت على شعري ... نظرت .. صوت حنون للسيدة المسنة... لا تبكي يا حبيبتي ... كلنا معك.


لقراءة المزيد بقلم ابتسام سردست , زوروا زاويتها :

زاوية ابتسام سردست :
https://www.facebook.com/media/set/?...3372293&type=3

و لقراءة المزيد لأقلام سوريانا تابعونا على :

Facebook : www.facebook.com/soryana.just

Twitter : www.twitter.com/#!/SORYANAjust

#سوريا #سوريانا
بنت في هذا الزمان
شهادة من الواقع حالة اغتصاب بقلم : ابتسام سردست تريدون الحرية ... حسن إذا ....ضحكات و قهقهات مجلجلة .... سنريكم الحرية على الأصول .... كنا موثقات جميعنا في الساحة القريبة من بيوتنا, و كذلك كان الأطفال الذين كانوا يبكون خوفا و هلعا .. أما الرجال فقد نقلوا لأماكن مجهولة. كنا نصرخ مستغيثات ... مرتعبات ... دخيلكن ... صراخ ... عويل ... و بكاء أطفال . كنت أرتجف من شدة الرعب ... ما الذي يريدونه منا ؟ ثلاثون انسانا ... بل وحشا ... لهم أجساد ضخمة مخيفة ... وجوه و نظرات يتطاير منها الشرر ... تخالهم و قد خرجوا من قصص إحدى الأساطير حيث المارد الأزرق يقول لصاحبه شبيك لبيك ... لكن هؤلاء لم يكونوا ذلك المارد الطيب بل كانوا يرددون ... و الله لنجعلكن ترين الحرية بأعينكن ... كانوا مدججين بالأسلحة و السكاكين. أخذوا النسوة و أبعدوهن موثقات مع الأطفال ... شعرن بما سيحدث .... استغاثوا ... بعرضكن نحنا ... أبقونا نحن الفتيات في الساحة ... النساء تصرخن ...الأطفال يبكون ...ابتدؤوا بي أنا ...فك وحش منهم وثاقي ...قاومته .. أتركني ... شدني من شعري و دفعني إلى الأرض فارتطم رأسي ... صرخت ... سمعت صوت أمي تصرخ من بعيد ... لااا .. لااا .... أتركوها ....هذه بنت صغيرة ....حرام .... لها مستقبل ....خذوني أنا ... أرجوووكم ... أمي و النساء يصرخن. ارتفعت أصواتهن بالبكاء و العويل ..... و الدعاء ... يا رب لطفك. كان صراخهن يثير الوحوش .... فتزداد ضحكاتهم ...و شراستهم. و أنا على الأرض رأيت ثلاثة وجوه تقترب مني ضاحكة شامتة مقهقهة ... و أيد صارت تعبث بي .. آه .. يا أمي .. ألحقيني ...في ثوان وجدت نفسي عارية ... حاولت مقاومتهم ... كنت أقاوم و أنتفض كالدجاجة قبل ذبحها ... أذرع كثيرة امتدت إلي جسدي كأذرع أخطبوط تعتصرني ... شعرت بحقنة اخترقت جسدي الذي استكان, فبت هادئة ... مشلولة. نعم استكنت لهم .... فباتوا يعيثون بجسدي كما يحلو لهم ... استكنت لهم بتأثير المخدر ...لكن روحي المغتصبة كانت تئن. كانوا كالإعصار الذي يجرف في طريقه كل شيئ ... كل شيئ. أمي كانت ماتزال تصرخ ... أتركوها يا مجرمين .. أتركوها ... إبنتي .. طفلتي. صراخ ... عويل ... ثم .. لم أعد أسمع شيئا. كنت أشعر بالاختناق و شممت رائحة عفنة أشبه برائحة الميتة تنطلق من أجسادهم المقرفة. بدك حرية ... هاي حرية .. حرية ... حرية .. قهقهة. آلامي كانت لا تطاق ... و حصلت على حريتي أخيرا. وحش آخر بدأ يضربني على وجهي وجسدي ... يلكمني بشراسة ...و يدوس بقدميه الهائلتين على صدري ...كنت أشعر بعظامي تطقطق تحت نعليه ... لسعات من النار في أنحاء جسدي. أمي ... كم أود أن تحتضنيني هذه اللحظة ... أن تحميني و تلفيني بيديك الحانيتين كما كنت دائما عندما آتي إليك باكية شاكية من ابن جيراننا الشقي ....لا تزعلي يا حبيبتي سأشكوه لأمه. لمن سنشكو هؤلاء يا أمي؟ ... أمي ... مازلت أسمع صراخها .... وا مصيبتي .... ابنتي .... يا رحيم ...آآآه. ضربها أحدهم ...أخرسي يا أم القحبة. تابعوا أغنياتهم على جسدي ... الواحد تلو الآخر... كانوا يصفقون .. يضحكون .... و يغنون أيضا ... بدنا حرية. تناوب على جسدي المجروح عشرة وحوش بشرية ... تناوبوا في امتهاني و تعذيبي. لم أعد أسمع صوت أمي, و بالتفافة مني أثناء رحلة الاغتصاب وجدتها مرمية مضرجة بدمائها ... و قد قطعت رقبتها مع غيرها من النساء و الأطفال. قتلوهم جميعا. لم أكن الفتاة الوحيدة في الحفلة .. كانت هناك أخريات... عذِّبن و قتلن أيضا . انتهت رقصة الحرية الأخيرة فوق جسدي ... أراد أحدهم أن يجزّ عنقي كما فعلوا مع الأخريات ... صوت وراءه قال .. اتركها ألا تراها ميتة تقريبا... إنها تتنفس بصعوبة... نعم كنت بالكاد أتنفس ... فقد كسروا أضلاعي تحت وطئ أقدامهم فوق جسدي. لكنني بقيت حية ... بقي جسدي حيا ... وقتلوا داخلي الانسان ... قتلوا روحي و مثلّوا بها ... كم تمنيت لو قتلوا جسدي حينها. بعد انتهائهم من القتل و البطش و الاغتصاب, جرّوا جسدي إلى حاوية القمامة لأموت هناك ... في المزبلة مكانك هنا يا قحبة. مر الوقت بعد ذلك ... ليس سريعا ... كنت عارية جريحة ... أتنفس بصعوبة ... و أشعر بالبرودة و الخواء. هدأت الساحة بعد انتهاء الصراخ و العويل ... الموت حولي ...و الصمت. ساعات ...و ساعات .. ثم سمعت صوت أقدام ... و أصوات بدت لي حانية ...( الله لا يسامحهم) ... كانوا يتفحصون الجثث و يحاولون جمعها و إبعادها عن المكان. شعرت بيد توضع فوق صدري و صوت يقول إنها حية ... حية. ساعات ... أيام ... أسابيع ... لا أدري ...استيقظت بعدها ...و ليتني لم أستيقظ ... ليتني حلقت إلى اللانهاية ... و بتّ طائرا في فضاء العدم. الحمدلله على سلامتك ... عينان حانيتان لامرأة مسنة تنظران إليّ. بدأت أعي ما حدث لي ... فبكيت ... بكيت ألمي ... جسدي .... بكيت روحي ... أحلامي .... آمالي ... بكيت أمي .... بكيت وطني. اطمئني يا حبيبتي ... أنت هنا بأمان ... قالت ... أشحت بوجهي عنها ... و صمت. بقيت صامتة لا أتكلم ... لا أعلم أين أنا ... قالوا لي أنت خارج وطنك ... سنعالجك ...لا تخافي ...ستمضين في حياتك ... أية حياة؟!! ... جاءني معالج نفسي ... تكلم معي ... لم أسمعه ... وصفت لي أدوية للاكتئاب. و ماذا بعد؟!! أنت بطلة ... أنت فخر للوطن ... أخر ما أتذكره أنني رميت قرب حاوية زبالة .... أنا لاشيئ. كنت في غرفة صغيرة ... لكنها مريحة و نظيفة ... و قد وضعوا فيها تلفازا لكي أعود لعالمي ... و أتفاعل مع الأحداث ...و هاهم يزيّنون غرفتي بصورة متفائلة لفتاة جميلة تبتسم ... فتى نشيط يعلق الصورة على الحائط ... انتهى الفتى من عمله و غادرني مرتبكا داعيا لي بالصحة و الأمان ... مريحة كلماته .. لكنها لن تواسيني ... و ها هو من شدة ارتباكه نسي المطرقة على الطاولة قبل ذهابه. لم أكن في النزل بمفردي .. كانت هناك مجموعة من الفتيات اللواتي تعرضن مثلي للاغتصاب ... و عرفت أن هناك من يقدم لنا الدعم و المساعدة ... لكن هذا لم يخفف وطأة مصابي و شعوري بالخوف و القلق ... كنت أشعر بأنني سأفقد عقلي يوما ما ... كانت تنتابني نوبات من الغضب ... فأبكي و أصرخ ... كيف يمكنني أن أتحمل ما جرى لي ... منذ أيام فقط كنت تلك الفتاة المدللة ... التي تحلم بالحب و الحصان الأبيض الذي سيحملها إلى نور السعادة الأبدية ...أين أنا الآن؟.. أين أنت يا أبي؟ ...أين أنت يا أمي؟ ...أخوتي؟ ...عائلتي؟ قالوا لي ... تحدثي ... يجب أن تخبرينا حكايتك لكي يتم توثيقها كغيرها من القصص ... و ليتم محاسبة المجرمين مستقبلا .... تحدثي ...لتمضي بعد ذلك في حياتك ... فالمستقبل لازال واعدا. ماذا سأقول؟ ... لا ... و كيف سأصف لهم ماذا حدث لي؟ ... كيف سأصف لهم كيف اغتصبت؟. تكلمي ... أبت روحي إلا أن تصمت ... إلى أن.... كان ذلك اليوم ... و كنت أتابع أحد البرامج ... كان الضيف يتحدث عن وطني ... جروحه ... مآسيه ... تحدث عنا نحن المغتصبات ... جريحات الحرية ... قال لماذا لا نبقي الأمور على ما هي في طي الكتمان ... هذا أمر حساس في مجتمعاتنا ... شرف البنت هو بكارتها ...و هو شرف الأمة... لا داعي لنبش ما يمكن أن يسيئ لها ... لنتحدث عن الجرائم الأخرى للاستبداد فهي كثيرة .. القتل ..الاعتقالات ...التعذيب ... و التهجير ... ثم إن جرائم الاغتصاب هي حالات فردية و نادرة ... و من ناحية أخرى ..ماذا سيفيد توثيق حالات الاغتصاب .. فضائح أخرى لا داعي لها ... دعوهن يعشن حياتهن .. ما حدث قد حدث .. لا فائدة من كشف المستور الآن ). هكذا إذاَ ... حالات اغتصاب ... أنا حالة اغتصاب !!...و ماذا عن روحي التي قتلت؟! و ماذا عن الوحوش الآدمية؟! سيعيشون و كأن شيئا لم يكن , و سيمضون في حياتهم ليغتصبوا ويقتلوا أخريات. بقيت صامتة ... لكن شيئا ما كان يفور داخلي .... بركان كان يلتهب ... مطلقا حممه ... متدحرجة ناره تريد أن تحرق كل شيئ ... كل شيئ. في فورة غضبي الصامت حانت مني التفاتة فرأيت المطرقة على طاولتي ... المنسية منذ أيام ... تناولتها كمن يستلّ خنجرا ...و بكل ما أوتيت من قوة انهلت ضربا و طرقا على التلفاز ... شرارات نارية انطلقت منه ... و شرارات انطلقت من روحي أبت أن تنطفئ ... كنت أصرخ بصوت ليس صوتي .. صوت الغضب داخلي ...صوت الحرية و الكرامة... صمت حينها مُنظِر الثورة ... لكني لن أصمت بعد اليوم ... انطلق صوتي صارخا .... نافثا كل ما بداخلي من غضب ... قلق .. و خوف... صرخة أحيت روحي الكسيرة. آآآه ... يا أولاد الكلاب .... تريدوننا أن نصمت ... لااااا .... صرخت باكية ... لن أصمت بعد الآن . أنا انسانة ... أنا انسانة ... أنا انسانة ... ولست حالة اغتصاب ... انهارت قواي بعد ذلك ... فانحيت باكية بشدة ... علّ الدموع الغزيرة تواسيني. يد حانية تربت على شعري ... نظرت .. صوت حنون للسيدة المسنة... لا تبكي يا حبيبتي ... كلنا معك. لقراءة المزيد بقلم ابتسام سردست , زوروا زاويتها : زاوية ابتسام سردست : https://www.facebook.com/media/set/?...3372293&type=3 و لقراءة المزيد لأقلام سوريانا تابعونا على : Facebook : www.facebook.com/soryana.just Twitter : www.twitter.com/#!/SORYANAjust #سوريا #سوريانا
شهادة من الواقع حالة اغتصاب بقلم : ابتسام سردست تريدون الحرية ... حسن إذا ....ضحكات و قهقهات...
أموي مباشر #سوريا •◄
- ? #Syria #Homs
- حمص: المجلس العسكري 18-6-2012
أنشقاق جماعي (9 ضباط)بينهم 2برتبة عقيد وصف الضباط والمجندين

1 العقيد / عبد الباسط ابراهـْـْيم سعد الدين فرقة1 مدرعة
2 العقيد / سامي محمد علي حدو فرقة26 دفاع جوي
3 الرائد / طلال عبدالله الجاسم فرقة26 دفاع جوي
4 الرائد / هيثم خالد العليوي لواء61مشاة
5 النقيب / عبدالله محمد المدني كلية المشاة
6 ملازم 1 / محمد عبد الباسط سعد الدين فرقة14فوج54 قوات خاصة
7 ملازم / احمد عبد الباسط سعد الدين كلية الشؤون الادارية
8 ملازم / قاسم هشام آدم كلية الدفاع الجوي
9 ملازم / كمال احمد الشيخ علي كلية الشؤون الادارية
10 مساعد / جهاد حسين المحمود مخابرات عامة
11 الرقيب / ياسر عبد الرحمن لحلح مخابرات جوية
12 الرقيب / احمد عبدالرحمن لحلح مخابرات جوية
13 الرقيب / ابراهيم خالد العليوي لواء61مشاة
14 العريف / دحام احمد رمضان كتيبة372هندسة
15 العريف / فراس عز الدين فرزات فرقة24
16 الشرطي / عمار نجيب يوسف وزارة الداخلية?
بنت في هذا الزمان
أموي مباشر #سوريا •◄
- ? #Syria #
- بيان رقم:11 : صادر عن القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل لاخوتنا الكورد في سوريا
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان رقم:11 :
صادر عن القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل لاخوتنا الكورد في سوريا.
إن القيادة المشتركة للجيش السوري في الحر في الداخل والتي تضم كافة المجالس العسكرية في المدن والمحافظات والوحدات والكتائب والسرايا التابعة لها توجه نداءاً إلى أخوتنا الكورد من عسكريين ومدنـْـْيين ودعوتهم للخدمة الالزامية، والالتحاق في صفوف الجيش السوري الحر في الداخل بالتنسيق مع القيادة المشتركة، ليكونوا جزءاً لايتجزأ من الجيش السوري الحر في الداخل مع أخوتهم من باقي مكونات الشعب السوري للدفاع والذود عن أرضنا وبلدنا وحماية أهلنا ومدننا وقرانا ونصرة ثورتنا ..
لنعمل معا ونتعاون على تحويل الجيش السوري الحر في الداخل المؤسسة العسكرية الوطنية البديلة عن جيش العصابة الحاكمة وليكون الضامن الشرعي لحماية الوحدة الوطنية والترابية وحامي مطالب الثورة السورية في الحرية والعدالة والشراكة الوطنية وعماد بناء الدولة المدنية الديمقراطية التعددية، ورد الأذى ورفع كل أشكال الظلم التي تعرض لها أهلنا الكورد في سوريا الذين كانوا وسيكونوا أمد الدهر شركائنا في الوطن وفي التاريخ وفي الحاضروالمستقبل يداً بيد نبني سورية المستقبل ونرفع الظلم والأذى عن الشعب السوري دون أي تمييز قومي أو ديني أو طائفي
عاشت سورية وليسقط الظلم والاستبداد
العقيد الطيار الركن قاسم سعد الدين الناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل
قائد المجلس العسكري في حمص وريفها
حمص في 19 حزيران/يونيو 2012?
بنت في هذا الزمان
أموي مباشر #سوريا •◄
- الجيش السوري الحر

من قلب مـْـْؤمن مقتنع قناعة تامة بأن نصر الله قريب وان الله لا يترك عباده المؤمنين أدعو الله أن يثبت أبطال جيشنا الحر في مدينة حمص الصامدة الصابرة وفي ريف دمشق المقاوم وفي كل بقعة من بقاع سوريا الحرة
اللهم ثبت المجاهدين في سبيلك وأنصرهم يا قوي ياعزيز
الدعاء لاخوتنا المجاهدين من جيشنا الحر
احساس مزعج
احساس مزعج
يارب نصرك الذي وعدت به