. واليوم الناظر إلى المسلمين يجدهم كقطع الغنم التي فرت من الذئب في كل اتجاه تريد السلامة و النحاة ، وأنى لها ذلك وقد فرت من دينها قبل فرارها من عدوها . انحطاط وذل وهوان على الناس ، كثير ولكنا في أعين عدونا قليل ، لدينا أسباب العزة والقوة ولكننا كمقطوع اليدين والسلاح أمامه .
فلماذا كل هذا ؟ هل هو بسبب الإسلام الذي ندين به أم أننا جنينا جرما فنرى عواقبه بتسليط أعداءنا علينا ؟ .
لاشك أن الإسلام هو سبب العزة و التاريخ شاهد .
ولكننا غيرنا وبدلنا وتركنا ديننا وأخلدنا إلى الدنيا وأصابنا الخور والوهن .
وهذا الحال سيتمر حتى نعود إلى ديننا .
قال صلى الله عليه وسلم : (( إذا تبايعتم بالعينة واخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم )) . وهذا هو مدار السنة الثانية وهي قوله تعالى :
(( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )) الرعد : (11)
وهذا يعني أنه متى تأخر نصر الله عز وجل مع الحاجة الماسة إليه فإن هناك أسبابا في تأخره ولا شك ، ومن أهم هذه الأسباب :
أن الذين يبحثون عن نصر الله لم يغيروا ما بأنفسهم بعد . وحينئذ يجب أن تتوجه الجهود إلى العمل الجاد في التغيير الذي يبدأ من داخل النفس ومن داخل الصف المسلم حتى يغير الله عز وجل ما بنا وتتهيأ الأسباب الجالبة لنصر الله تعالى .
يقول ابن كثير :
قوله عز وجل : (( ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) . يخبر تعالى عن تمام عدله وقسطه في حكمه بأنه تعالى لا يغير نعمة أنعمها على أحد إلا بسبب ذنب ارتكبه لقوله تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) أ . هـ
إن الله عز وجل لا يغير حال الأمة من القوة والعزة إلى حال الذل والضعف والهوان إلا إذا غيروا وبدلوا وساروا على غير نهج محمد وأصحابه . والعكس صحيح .
إن هذه السنة الربانية ذات دلالتين في حالنا وواقعنا المعاصر : أولاهما :
أن التباين الشديد والهوة السحيقة بين الحياة الذليلة المهينة و الضعف والانحسار وفقدان الثقة بالذات ، والهزيمة النفسية التي حلت في جذر قلب الأمة اليوم ، إن الفرق بين حياتنا هذه وبين الحياة العزيزة المهيمنة المستعلية والقوية المالكة لزمام العالم أجمع ، تلك الحياة التي كانت تتبع ولا تتبع وتقود ولا تقاد كانت أبرز سمات عصر سلفنا الصالح ، إن كل هذا التباين الشديد بيننا وبين سلف الأمة خير شاهد ودليل على أننا غيرنا ما بأنفسنا من إيمان وانقياد لله فغير الله حالنا إلى ضعف وهوان وانقياد لغيره من حقراء بنى آدم .
ثانيهما : أن حالنا اليوم لن يغيره الله حتى نغير ما بأنفسنا من كثرة البدع والشرك بشتى صوره – الجلية والخفية – الظاهرة والباطن ومحو آثار المعاصي والفجور التي لبست ثوب المباح والتقدم والرقي ، وخلعت لباس التقوى والعزة والكرامة . والله عز وجل يحرض المؤمنين على التجرد له والاتجاه إلى نصرة دينه ، ويعدهم على هذا النصر والتثبيت : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) محمد : (8) .
إنه متى استقرت حقيقة الإيمان في نفوس المؤمنين وتمثلت في واقع حياتهم منهجا للحياة وتجردا لله في كل خاطرة وعبادة لله في الصغيرة والكبيرة ، فلن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا .
إن الأصل في هذه الأمة أنها تعلوا ولا يعلى عليها وأنها هي التي تقود فإذا حصل خلاف ذلك فليعلم أن هناكثغرة قد أحدثها المؤمنين قد تكون سببا في تغيير حال العز والقوة إلى عكسه و لنتأمل التاريخ :ففي أحد مثلا كانت الثغرة في ترك طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي الطمع في الغنيمة .
وفي حنين كانت الثغرة في الاعتزاز بالكثرة والإعجاب بها ونسيان السند الأصلي . وبالجمع بين السنة الأولى والثانية تظهر معالم سنة ثالثة ، وذلك لو أن الناس لم يحققوا الإيمان ولم يغيروا ما بأنفسهم ، فهل معنى هذاأن'نصر الله عز وجل لن يأتي ؟
الجواب كلا : فلابد من أن يأتي نصر الله عز وجل ، كما تقرر ذلك في السنة الأولى ولكن يقف في سبيل ذلك عدم الأخذ بالسنة الثانية في التغيير . وفي هذه الحالة تأتي سنة الله عز وجل الثالثة والمتضمنة تبديل من رفضوا تغيير ما بأنفسهم وواقعهم بجيل آخر يمتاز بصفات فيحققون أسباب النصر فينزل الله عليهم نصرة .
وتتجلى هذه السنة في قوله تعال : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) المائدة : (54).
قال ابن كثير : ( يقول سبحانه مخبرا عن قدرته العظيمة أنه من تولى عن نصرة دينه وإقامة شريعته ، فإنه يستبدل من هو خير لها منه وأشد منعة وأقوم سبيلا ) أ . هـ
إن نصر الله آت وهو يبدأ من تغيير الناس ما بأنفسهم أولا حتى يغير الله عز وجل ما بأرضهم ويمكن لهم دينهم ، وإنهم إن لم يغيروا ما بأنفسهم فإن هذا لا يعني عدم مجئ نصر الله ، وإنما يستبدل قوما آخرين يحققون أسباب النصر والتغيير ويشرفهم سبحانه بأن ينزل عليهم نصره المبين ، ويدفع بهم العقاب ، ويعذب الكافرين بأيديهم .

مشعل خير
•


صلاة النعجة وحسون مايعرفون يصلون اخزاهم الله
http://www.youtube.com/watch?v=NRKHY...layer_embedded
الله يفضحهم دنيا وآخرة
/
وليد المعلك يتفاوض مع إسرائيل في فينا سرا
إسرائيل اليوم رسميا أصبحت مع محور المقاومة !
http://www.youtube.com/watch?v=NRKHY...layer_embedded
الله يفضحهم دنيا وآخرة
/
وليد المعلك يتفاوض مع إسرائيل في فينا سرا
إسرائيل اليوم رسميا أصبحت مع محور المقاومة !

\\
كليتنون تخطب ود الصين لمعاقبة نظام الأسد
دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الصين الى التحرك في مجلس الأمن بشأن قرار ضد النظام السوري، وقال مسؤول أمريكي رفض الكشف عن اسمه أن كلينتون أبلغت نظيرها الصيني يانغ جيشي بضرورة صدور قرار حازم يدعو الى وقف العنف في سوريا.
كما اشادت الولايات المتحدة بـ"ضبط النفس" لدى المعارضة السورية في مواجهة القمع الدامي للتظاهرات، معتبرة ان ظهور اعمال مسلحة ضد النظام هو امر طبيعي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر "ليس مفاجئا، بالنظر الى درجة العنف في الاشهر الاخيرة، ان نبدأ برؤية عسكريين وافراد في المعارضة (...) يلجأون الى العنف ضد الجيش لحماية انفسهم".
واضاف ان "المعارضة اظهرت (حتى الان) ضبطا استثنائيا للنفس في مواجهة وحشية النظام"، متابعا "من الطبيعي ان تصبح هذه الحركة السلمية عنفية على الارجح كلما زاد النظام من اعمال القمع والقتل والاعتقال".
كليتنون تخطب ود الصين لمعاقبة نظام الأسد
دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الصين الى التحرك في مجلس الأمن بشأن قرار ضد النظام السوري، وقال مسؤول أمريكي رفض الكشف عن اسمه أن كلينتون أبلغت نظيرها الصيني يانغ جيشي بضرورة صدور قرار حازم يدعو الى وقف العنف في سوريا.
كما اشادت الولايات المتحدة بـ"ضبط النفس" لدى المعارضة السورية في مواجهة القمع الدامي للتظاهرات، معتبرة ان ظهور اعمال مسلحة ضد النظام هو امر طبيعي.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر "ليس مفاجئا، بالنظر الى درجة العنف في الاشهر الاخيرة، ان نبدأ برؤية عسكريين وافراد في المعارضة (...) يلجأون الى العنف ضد الجيش لحماية انفسهم".
واضاف ان "المعارضة اظهرت (حتى الان) ضبطا استثنائيا للنفس في مواجهة وحشية النظام"، متابعا "من الطبيعي ان تصبح هذه الحركة السلمية عنفية على الارجح كلما زاد النظام من اعمال القمع والقتل والاعتقال".
الصفحة الأخيرة
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ
ايات لابد ان تكون نصب اعيننا جميعا فى تلك الظروف التى تمر بها الأمه اسأل الله ان تملأ قلوبنا وان نكون على يقين تام بها ليتحقق النصر بإذن الله
ولنعلم ان كلما اشتد الظلام قرب الفجر
فإذا استقرت هذه الحقيقة في الأذهان والقلوب يأتي الجواب الإلهي الصريح
( ألا إن نصـر الله قريب ) .
لا بد لمن يريد نصرة دين الله عز وجل والتمكين له في الأرض أن يتعرف على سنن الله في نصرة دينه ، وبدون هذه المعرفة لن يتم الاهتداء إلى الطريق ، وبالتالي ستضيع الأوقات والجهود ولما يأت نصر الله .
وأولى هذه السنن في قوله تعالى : (( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ )) الروم (47) .
إن نصر الله عز وجل لدينه ولعباده المؤمنين آت لا محالة وإن التمكين للإسلام في الأرض سيتم بعز عزيز أو بذل ذليل ، هذا وعد الله سبحانه والله لا يخلف الميعاد ، يقول سبحانه : ((إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)) غافر : (51) .
ويقول سبحانه :
((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) النور : (55)
وقال سبحانه :
((كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)) المجادلة : (21)
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها ) . رواه مسلم .
وقال : ( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل ، عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل به الكفر )) رواه أحمد والحديث صحيح .
إن سنة نصر المؤمنين سنة ماضية في الخلق في قديم الدهر وحديثه . لقد أهلك الله عز وجل قوم نوح ، وعادا ، وثمود ، وأصحاب الرس ، وقوم لوط ، وأهل مدين ، وأشباههم وأضرابهم ممن كذب الرسل وخالف الحق ، وأنجى الله تعالى من بينهم المؤمنين ، ونصر الله محمدا صلى الله عليه وسلم و أصحابه على من خالفهم فجعل كلمته هي العليا ودينه هو الظاهر على سائر الأديان
لاشك أن الإسلام هو سبب العزة و التاريخ شاهد .