$el.classList.remove('shaking'), 820))"
x-transition:enter="ease-out duration-300"
x-transition:enter-start="opacity-0 translate-y-4 sm:translate-y-0 sm:scale-95"
x-transition:enter-end="opacity-100 translate-y-0 sm:scale-100"
x-transition:leave="ease-in duration-200"
x-transition:leave-start="opacity-100 translate-y-0 sm:scale-100"
x-transition:leave-end="opacity-0 translate-y-4 sm:translate-y-0 sm:scale-95"
x-bind:class="modalWidth"
class="inline-block w-full align-bottom bg-white dark:bg-neutral-900 rounded-lg text-right overflow-hidden shadow-xl transform transition-all sm:my-8 sm:align-middle sm:w-full"
id="modal-container"
>
يا أيها الناس: هل أتاكم نبأ الجيش الحر في دمشق؟ إن جيش الثورة يضرب جيشَ الاحتلال الأسدي في قلب دمشق، ولقد مضى يضربه في سواد الليل زماناً حتى كدّر على المجرمين ليلهم، ثم انتقل إلى ضربه في بياض النهار فكدر عليهم نهارهم، فصارت الأيام والليالي لهم حلقات متصلات من القلق والرعب وزلزالاً يزلزل القلوب
أخيراً أدخل ثوار سوريا إلى المعركة سلاحاً جديداً فتاكاً، تقولون: وما هو؟ إنه سلاح ((الرعب)) يا سادة، ومَن ظن أن الرعب ليس بسلاح فقد أخطأ خطأً كبيراً، فإنه السلاح الذي يفتك بالقلوب كما يفتك الرصاص بالأبدان، ومن أكل الرعبُ قلبَه كاد لا ينتفع بسلاح في يده مهما تكن قوة السلاح.
وكيف لا يكون الرعب سلاحاً، وقد جَرّده الله -جل جلال الله- على أعدائه، فقال: (سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب)، وقال: (وقذف في قلوبهم الرعب)، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: (( نُصِرت بالرعب)) (هكذا مطلقاً كما عند مسلم، أو ((نُصرت بالرعب مسيرةَ شهر)) كما عند البخاري)؟
لقد مضى من عمر الثورة زمانٌ صال فيه العدو وجال غيرَ وجِل ولا هيّاب، يُخيف ولا يخاف ويُصيب ولا يُصاب، ثم انقضى ذلك الزمان وانقلب الحال فصار القاتل مقتولاً وغدا الصائدُ طريدة، فلا يكاد يمرّ يوم إلا ويسقط عشرات من مجرمي النظام وعشرات، فلا يأمن الواحد منهم على نفسه إذا استتر وراء السواتر ولا يعلم متى تدور عليه الدوائر.
يا أهل الثورة: إن كنتم تألمون فإن أعداءكم يألمون كما تألمون، ولكنكم فوقهم بدرجات. أليس كذلك يقول ربنا -تبارك وتعالى-؟ بلى، (وترجون من الله ما لا يرجون).
إنّ مَن يموت منكم يموت في سبيل الله؛ دفاعاً عن النفس والعرض والأرض وعن الحرية وكرامة الإنسان، وكل ذلك في سبيل الله. ففي سبيل أيّ شيء يموت من يموت منهم؟ في سبيل الطاغوت، في سبيل الظلم والبغي والغيّ والطغيان، صرعاكم شهداء تتلقاهم ملائكة الرحمة فتحلّق بهم في ملكوت السماء بإذن الله، وصرعاهم جِيَف تلفظها الأرض وتأنف من لعقها الكلاب.
هل تذكرون عملية ضرب خلية الأزمة في دمشق؟ ما يزال قوم يتجادلون إلى اليوم: هل مات هذا أو نجا ذاك من أكابر مجرمي النظام؟ أمّا أنا فلا أبالي بمَن مات منهم ومن نجا، فمن مات فقد ارتحنا منه ومَن نجا فإنما نجا من السّم لنُسْلمه إلى المشنقة أو إلى الخازوق؛ هما خياران ليس لهما ثالث، فليختر بينهما كل المجرمين الكبار من آصف إلى ماهر إلى بشار، لا يهمني أماتوا أم لم يموتوا، المهم أن جيش الثورة نجح في اختراق الدفاعات كلها وتجاوز الأسوار فوصل إلى عقر الدار، فكيف ينهؤون بعد ذلك بطعام أو شراب وأنّى يطمئنون بالليل أو بالنهار؟
قرأت مرات لا تحصى كتابات تدعو إلى الانتقام من العلويين بإبادتهم وحرق قراهم التي يخرج منها الشبيحة المجرمون، ومن قريب قرأت من يدعو إلى ذبح أطفالهم واغتصاب نسائهم، ويؤكد الثانيةَ تأكيداً شديداً على وجه الخصوص. لماذا يا أخا الإسلام؟ قال: من أجل زرع الخوف في قلوبهم، أي، بتعبير آخر: من أجل ردعهم بالرعب.
ولكن ألا نرعبهم إلا إذا تحولنا إلى مجرمين بقتل أطفالهم وإلى زُناة باغتصاب نسائهم؟ أنا مع كل داع إلى إعادة صياغة معادلة القوة بحيث نصل إلى توازن في الرعب بين الطرفين، فيهابون ردنا الحاسم بمقدار ما نهاب عدوانهم الغاشم، ولكني أدلكم على طريق هو خير من التلوث بجرائم قتل الأطفال واغتصاب النساء.
ألا تخرج مليشيات القتل من القرى العلوية فتعيث في قرانا الفساد؟ أليس الشبيحة والقتلة يخرج أكثرهم من تلك القرى (التي يسمّيها بعض الناس ((موالية)) فراراً من التصريح بهويتها العلوية)؟ بلى، تعلمون أنهم من هناك يخرجون، فأقسِموا أنه لا يخرج منهم أحد حياً إلا ويعود ميتاً، فليغادروا قراهم راكبين في الحافلات وليرتّدوا إليها محمولين في النعوش. ليشتغلوا بِعَدّ الجيف الراجعة إليهم كما نشتغل بعدّ شهدائنا الأبرار، ونِعْمَ التوازنُ إذن ونِعْمَت معادلةُ القوة الجديدة بين الطرفين، ولا سواء، قتلانا في الجنة بإذن الله وقتلاهم في قعر الجحيم.
نعم، أوجعوهم يا أيها الأحرار، أرعبوهم يا أيها الأبطال، أثخنوا فيهم ووسّدوهم فُرُشَ الآلام، كم مخبراً قنصتم إلى اليوم، وكم باع روحَه للشيطان وباع أهله للنظام من الخونة المُخبرين؟ لا يزال أمامكم الكثير، كم خرج من القرى العلوية من حافلات ممتلئة بالشبيحة والسفاحين، وكم منهم عاد مسجّىً في النعوش وكم عاد راكباً في الحافلات؟ لا يزال أمامكم الكثير، كم قنّاصاً أرديتم إلى اليوم، وكم منهم ما يزال يعتلي السطوح ويغتال الآمنين؟ لا يزال أمامكم الكثير، كم من الحواجز ضربتم وكم منها أفنيتم، وكم منها ما يزال يؤذي الناس؟ لا يزال أمامكم الكثير ...