رفحاء - منيف خضير:
منزله (أبطى عظم) فاضطر لسكنه مع أبنائه الثمانية بلا ماء ولا كهرباء ولا تموين ..
رغم آلامه، ومحاصرة الفقر له لم ينس أن يغرس شجرةً أمام بيته، أقصد تلك الجدران المبنية من الطوب ووقفت في مرحلة الهيكل الإنـشائي الذي يسميه العامة العظم، ويتندرون بقولهم:
تبطي عظم!
المواطن عايد بن رمضان العنزي (60 عاماً) أب لأسرة تتكون من زوجة و5 بنات و3 صبيان، اضطر للسكن في منزله وهو عظم مصداقاً لمقولة (تبطي عظم)، هو حالياً لا يفكر في الحديد ولا في البلاط أو الأبواب والشبابيك، كل ما يشغله حالياً هو كيف يلحق بناته الخمس في المدارس وقد مضت الأسابيع الأولى دون أن يجد إلى ذلك سبيلا؟
وأمر آخر يشغله وهو كيف سيواجه الشتاء القارس، بعد أن مرغه الصيف بالتراب مع أولاده وزوجته.
يقول العنزي:
كنت أعمل حارساً لمدرسة في رفحاء، وأحلت إلى التقاعد في 1-7-1429هـ وكان راتبي 4200 ريال فأصبح 1700 ريال، وصرف لي نهاية خدمة وإجازات حوالي 32.000 ريال، فاشتريت أرضاً وأنا أحلم ببناء منزل لي ولأسرتي وكلفتني الأرض 47 ألف ريال وهي في حي الشمال تفتقد لأبسط الخدمات فالحي جديد والغبار يلفه من كل مكان.
وأخذت هذا المبلغ وأضفته على مبلغ قديم لي جمعته من بيع ذهب زوجتي وبيع منزل قديم كنا نسكنه سابقاً وأردت بناء بيتي الحالي وكلفني إلى الآن 150 ألف ريال ولم أستطع مواصلة البناء وسكنته في هذه الحالة حيث لا أبواب ولا شبابيك ولا تكييف، ويطرق العنزي بحزن ويقول:
لا أحد ساعدني، فأنا أتعفف عن الجميع، أحد أبنائي من زوجة سابقة دعمني بمبلغ 10.000 ريال وهو مع شقيقه الآخر ترهقهم القروض البنكية ورواتبهم لا تزيد عن 2700 ريال ويعولون الأسرة و3 من أشقائه (أبنائي من زوجتي السابقة) عاطلين عن العمل.
وفي سلسلة الصعوبات يستطرد العنزي وهو ينظر لبناته ويقول:
هل تصدق أنني لا أملك مصاريف الدراسة وإلى اليوم لم تذهب بناتي إلى المدرسة، وكل ما أملكه بالكاد يكفي مصاريفنا اليومية من أكل وشرب، فالماء بفلوس، حيث لا يوجد مشروع في الحي والسيارة هونداي موديل 90 تشاركنا المصاريف، والضغط والسكر هما كل ما خرجت به من الوظيفة وأنا الآن أعاني من المرض وأراجع المستشفى يومياً لأخذ إبر السكري وأكبر أولادي لم يلتحق بالمدرسة إلى الآن ولا حول ولا قوة إلا بالله!
وعن المهن الأخرى هل يزاول منها شيئاً فنفى علاقته بأي دخل إضافي وقال:
حتى جمعية البر الخيرية تجاهلوني أكثر من مرة!
أتصلت بدوري بالجمعية وتحديداً بمديرها التنفيذي فأكد أنه لا يوجد هذا الاسم فعلاً ووعد بأن ينظر في وضعه لاحقاً!
الله يفرج كربته