قضايا العنف الأسري، أصبحت محل استهجان المجتمع، خصوصاً العنف ضد الفتيات والأطفال. سارة فتاة كانت ضحية إحدى هذه القضايا، لجأت لـ «سيدتي» لتطرح عبرها معاناتها، وما لاقته من ضرب وعذاب وظلم، على يد والدها وزوجته، وأعمامها وأولادهم.
.
جدة: وحيد جميل - تصوير: عبد الله المولد
يشكل يوم الإثنين الموافق 11 مارس 2007م ذكرى لا تنسى بالنسبة لسارة وشقيقها إذ تقول: هذا اليوم شكل منعطفاً في حياتي. لقد سألني عمي إذا كنت كلمت والدتي بالهاتف؟ فأجبت بنعم. فقال بعصبية: من سمح لك بالحديث معها؟ ألم أقل لك ممنوع عليك إمساك الهاتف؟. فقلت له هذه أمي، ولن تحرمني منها. فبدأ يضربني، وعمي الثاني يمسك بي كي لا أقاوم، حتى أغمي عليّ.
< ولماذا تقيمين في بيت أعمامك؟
- منذ انفصال والدتي عن والدي وزواجه من امرأة أخرى، وهي تؤلبه عليّ وعلى شقيقي، ولما كبرت كان يدخل علي الغرفة، ويمسكني من شعري وهو يقول: «نفسي أقتلك». ثم يضربني ويخرج، وفي الليل يعود ليقول لي إنه لم يقصد ضربي إنما كان متضايقاً. وكثيراً ما كانت زوجة أبي تأتيني، وأنا أمام المرآة، وتمسك بشعري وهي تقول: «هل هذا شعر؟ من سيتزوجك أنت؟».
كنت متفوقة في دراستي، وأتمنى أن أدرس الطب، لكن كثرة الضرب، ومنعي من الذهاب إلى المدرسة، جعلني أدرس القسم الأدبي بدلاً من العلمي، وفي آخر يوم من الاختبارات منعني والدي من الذهاب إلى المدرسة، عقاباً لي لأن والدتي جاءت لتراني قبل يوم في المدرسة. ثم أعدت السنة الدراسية، وفي العام الثاني كانت زوجته مسافرة إلى المنطقة الشرقية، وقد قرر أبي تطليقها، وليلة اختبار المادة الأخيرة، فوجئت بها تدخل البيت بعد منتصف الليل مع والدي، وما هي إلا دقائق معدودة، وإذا بوالدي يدخل غرفتي، وينقض عليّ ضرباً، وقال إنني لن أذهب إلى الاختبار. خرج والدي ودخلت زوجته بحجة أنها تطيب خاطري، وقالت إنها ستتحدث معه وستجعله يوافق على ذهابي للاختبار. وعاد والدي عند الساعة الرابعة فجراً يطلب مني المذاكرة. والحمد لله الذي وفقني ونجحت بتقدير جيد جيداً. لم يقف الأمر عند هذا الحد، فكم من مرة يخرجني من الكلية ويعيدني إليها. إذا علم أنني اتصلت بوالدتي، أو هي جاءت لتراني عند الكلية، كان يمنعني، ثم يعيدني، وهكذا. وكل ذلك بأمر زوجته.
< لماذا تعيشين في بيت عمك؟
- كان والدي وزوجته يضربانني دائماً، وكثرت المشاكل بيننا. فذهبت إلى بيت عمي أشتكي له ولجدتي اضطهاد والدي لي، وكيفية معاملته معي، فإذا اتصلت بوالدتي سيكون العقاب الضرب والألم، وكان لا يسمح لوالدتي أن تراني، رغم وجود حكم محكمة يقضي بأن أقيم عندها يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، وبعد أن حصلت على الطلاق، تنازلت عن كل حقوقها، وعن حضانتها لي ولشقيقي، مقابل أن ترانا يومين في الأسبوع، لكنه منعها من رؤيتنا لأكثر من خمس سنوات.
بعد فترة غضبت زوجة والدي، وتركت البيت ومعها أولادها، وبما أن والدي يذهب إلى العمل، وكي لا أكون وحدي، ذهبت إلى بيت عمي، وبعد أكثر من شهرين عادت زوجة أبي، فقلت أرجع بدوري إلى البيت. لكن جدتي أخبرتني أن والدي قال أن لا أرجع إلى البيت، وبصراحة زوجته لا تريدني. قلت أجلس في بيت عمي الصغير، الذي ضربني، إلى أن يأتي والدي ليأخذني أو يطلب مني العودة. وبعد حوالي شهرين قال لي عمي إنه مشغول، وهذا يعني أن أبحث عن بيت آخر،، فذهبت للعيش في بيت عمي الكبير، مع ابنته وولديه. وجلست ستة أشهر، دون أن يسأل والدي عني، ولا حتى بالهاتف.
لا أعجبهم
< كيف كانت حياتك في بيت عمك؟
منذ أن انتقلت للعيش في بيت عمي شعرت أن ولديه يستلطفاني، وقد صرح الصغير، وعمره 18 سنة، بحبه لي، وأخبر والده، الذي جاءني يخبرني برغبة ابنه الزواج بي، فأخبرته أنني أنظر إليه كأخ، وقد احترم عمي وجهة نظري، فصار ابن عمي يتجنبني، وبصراحة كان مؤدباً معي، ولم يضايقني. إنما الكبير، وعمره 19 سنة، كان يضايقني بعنف، ويسلط أمه عليّ حتى صارت تكرهني، ثم صار يفتن بيني وبين أخته ويقول لها بأنني سأفسد أخلاقها. وكان يحاول أن يعتدي علي ويهددني، إذا أخبرت أحداً.
حتى عمي الصغير هددني وتحرش بي. وعمي الثاني أيضاً. وإذا قلت له أوصلني إلى بيت والدتي كي أعيش معها، يقول: «نجوم السماء أقرب لك من بيت أمك». وبعد الضرب ورفضه إرسالي إلى بيت أمي لم يعد أمامي إلا شقيقي الوحيد، وهو أكبر مني بعدة سنوات، فاتصلت به وأخبرته بحالتي، وطلبت منه أن يأتي ليأخذني، فحضر وأخذني إلى بيته، لأنني كنت منهكة القوى، من شدة الضرب والجوع، وبعد عدة أيام استعدت القليل من قوتي فاصطحبني شقيقي إلى مستشفى الملك فهد، وأفاد التقرير الطبي أنني أعاني من اعتداء نتج عنه رضوض وكدمات، وازرقاق مع انتفاخات كبيرة تشمل مناطق مختلفة من جسمي. بعد ذلك ذهبت مع شقيقي إلى قسم الشرطة لتقديم بلاغ ضد عمي.
خوف جديد
< هل كتبت كل هذا الكلام في محضر الشرطة؟
نعم، ما عدا التحرشات، سأقولها في هيئة حقوق الإنسان، وفي هيئة الادعاء العام، وفي المحكمة، لأن والدي سيقرأ المحضر في الشرطة، وخفت إذا اطلع عليه أن يقتلني، لكن الآن لم أعد خائفة، لأنني أدركت أن الحكومة ستحميني منه، وسأعيش في كنف وتحت ولاية شقيقي. خاصة أن والدي تخلى عني منذ أكثر من سنتين، ولم يصرف علي ريالاً واحداً، وأعمامي أهانوني.
< هل حقاً حاولت الانتحار؟
حاولت مرتين، الأولى كانت في بيت والدي، وبعد أن ضربني ضرباً مبرحاً، فذهبت إلى غرفتي وبلعت كمية من الأدوية، ورفض والدي اصطحابي إلى المستشفى خشية أن تحدث له مشكلة، هذا حسب كلامه لي، بل سقاني “حليب وكمون”. وكانت الثانية في بيت عمي، إذ كانوا يتعمدون وضع الأدوية بغرفتي، وهم يعلمون أنني ممكن أن أنتحر، بلعت كمية كبيرة من عدة أدوية، ثم أغمي عليّ، فاصطحبني عمي وجدتي إلى المستشفى، وتركني مع جدتي، ولما تأكد المستشفى أنها محاولة انتحار اتصلوا بالشرطة، وعندما جاء الضابط قلت له أنني انتحرت بسبب مشاكل بين أمي وأبي.
< هل تقدم إليك عرسان؟
تقدم لي ثلاثة عرسان، وكان آخرهم طياراً مدنياً، ووافق والدي عليه، ولما علم أنه جاء عن طريق زوج والدتي، أي عن طريق والدتي، دخل علي الغرفة، وضربني، ولما حضر العريس في اليوم التالي إلى بيتنا يخطبني رسمياً، قال له أبي: «أنت ستتزوج واحدة وسخة وقليلة أدب». طبعاً خرج العريس مستغرباً، وأبلغ عمي «زوج والدتي» بما سمعه من والدي.
الأغرب العريس الثاني، الذي جاء عن طريق شقيقي. وهذا رفضه عمي الصغير بحجة أن العريس كان يعرف أمي، أما العريس الأول، فقد كان يعرف ظروفي ويشفق على حالي، وهذا رفض من قبل عمي أيضاً. وبلا أي سبب, فقط كونه يعمل في نفس وظيفة عمي، وفي نفس المكان.
إنها شقيقتي الوحيدة
تحدثنا مع شقيقها وسألناه عن صحة ما سمعه من شقيقته، وكيف علم بواقعة ضربها، فقال: اتصلت بي هاتفياً، وأخبرتني بما حصل، وطلبت مني الحضور لأخذها، وطبعاً هي شقيقتي الوحيدة، وأعرف أنها صادقة، فقد عانيت أكثر مما عانت، لكنني في النهاية رجل، وقد كافحت وأكملت تعليمي، وتزوجت، واستطعت أن أقف على قدميّ دون أي مساعدة من والدي. ولهذا لم أتردد أو أتأخر، فقد ذهبت مباشرة وأحضرتها إلى بيتي لتعيش مع زوجتي وابنتي، ولما شاهدت وزوجتي الضرب على جسدها اصطحبتها في اليوم التالي إلى المستشفى. وبعد يومين تقدمت ببلاغ للشرطة فطلبوا مني تقريراً آخر من مستشفى ثان، وبالفعل ذهبت بها إلى مستشفى الملك عبد العزيز، وخرج التقرير مطابقاً للأول، وبعد الانتهاء من التحقيق، وسجن عمي، الذي قام بضربها، سأرفع قضية في المحكمة الشرعية ضد والدي، لنقل ولاية شقيقتي إليّ. فأنا أحق برعايتها من زوجة أبي.
جمعية حقوق الإنسان تتبنى قضية سارة
أفاد د. حسين بن ناصر الشريف، المشرف على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بجدة، بأن الفتاة «س» تقدمت بشكوى لديهم مطالبة بتدخلهم وحمايتها.. وقال: «لقد اطلعت على شكواها وما تعرضت له من أضرار جسمية ونفسية بليغة، ولهذا تبنت الجمعية هذه القضية، وقد خاطبنا هيئة التحقيق والادعاء العام بجدة للتأكد من قيامها بواجبها نحو التحقيق في قضية تعذيب هذه الفتاة، وتقديم الجناة إلى محاكمة عادلة وفق الوجه الشرعي. كما أن الجمعية تأمل توقيع عقوبات رادعة لمن ارتكب بحقها هذا الفعل، الذي لا يتفق مطلقاً مع أي قيم إنسانية. ونناشد كافة الأجهزة المعنية، ببذل الجهود للحد من هذه الظاهرة، وإنصاف هؤلاء الفتيات، وذلك من خلال الإسراع في البت في هذه القضايا، وأن توضع العقوبات الرادعة ليكونوا عبرة لغيرهم ممن تسول له نفسه تعذيب أنفس بريئة. علماً أن الجمعية ترى أهمية علاج هذه الفئة «الفتيات» لدى المستشفيات المتخصصة، وتقديم الرعاية الصحية والنفسية وإعادة التأهيل، وذلك من خلال وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية. أما من ارتكبوا هذه الأفعال المشينة، وبالإضافة إلى معاقبتهم عن طريق القضاء، فلا بد من تقديمهم إلى جهات طبية متخصصة لتقويم هذا السلوك غير الإنساني، والذي يتنافى مع أبسط حقوق المجني عليهن.
كلمة الأم
أما والدتها، فقالت: لقد عشت مع هذا الرجل ثماني سنوات، تعرضت خلالها لأبشع أنواع الإهانات والضرب والشتم، وقد تنازلت له عن كل شيء، مقابل أن يطلقني ويمكنني من رؤية طفلي يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع. كان ذلك قبل أكثر من عشرين سنة، وتحديداً في شهر شوال من عام 1407هـ.
وطبعاً لم ينفذ طليقي حكم المحكمة، وصرت أراهما خلسة، أو أذهب للمدرسة. ولما اتصل بي ولدي وأخبرني بما حدث لشقيقته، ذهبت معه ومع زوجته وأحضرناها، ولن أقف مكتوفة الأيدي أمام ما يحدث لابنتي من عدوان وتشويه وتعذيب. ولن أسكت هذه المرة، فنحن ماضون في شكوانا إلى أن تحصل ابنتي على حقها، وأن تعيش مطمئنة النفس على مستقبلها.
منقووول من مجلة سيدتي

اميرة القوافي @amyr_alkoafy
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

مشتاقه للحريه
•
تسلميييييييييييييييييييييييييييييييييييييين

لاحول ولاقوة الا بالله
الدنيا وش صااير فيها ؟؟
من جد نااس منزوعه الرحمه من قلوبهم
ياارب تستر علينا
الدنيا وش صااير فيها ؟؟
من جد نااس منزوعه الرحمه من قلوبهم
ياارب تستر علينا



الفراشةالحالمة :
نفسي اسمع انه فيه زوجة اب طيبةنفسي اسمع انه فيه زوجة اب طيبة
اهلين حبيبتي
اكييييد فيه بس قليل جدا:09:
اكييييد فيه بس قليل جدا:09:
الصفحة الأخيرة