جمع الآحاد

ملتقى الإيمان

بداء الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى معرفة قواعد وأسس اصول الدين واقام عليها الأدلة والأمثال لترسيخ الإيمان في قلوب من آمن به وصدق رسالته ولذلك لزمه صحابته واخذوا عنه أنواع العلوم في الأصول والفروع وعملوا بها وبلغوها لمن بعدهم حيث قال (( بلغوا عني ولو آية )) فلزم على كل مسلم قبول مابلغه عنهم سواء كان متواترا او آحاداً بعد ثبوت قبوله ولقد تلقى السلف مابلغهم عن نبييهم من أحاديث العقائد والصفات ودونوها مثل احاديث الشفاعة والحوض ورؤية الله في الاخره وهناك بعض من الأدلة تدل على قبول هذا النوع من الأخبار
• فمن ذالك : تناقل السلف لهذا النوع من الأخبار والحرص على تلقيها ومذاكرتها وإثباتها في المؤلفات وهذا اوضح دليل على ان قد تحققوا من صحتها .
• ومن الادلة : ما أشتهر عن الأئمة من إدخال تلك الاخبار في معتقداتهم وتصريحهم بها وقدر الصحابه ونقلة الحديث أجّل من ان يتطرق إليهم او يقال لأحدهم خبرك خبر واحد فلا يفيد العلم وطلب زيادة رواة في بعض احاديث الاحكام كما طلب ( عمر من ابي موسى ان يأتي بمن يتقوى به في خبر الأستئذان فأتى بأبي سعيد وكذلك استظهر المغيرة بمحمد بن مسلمة ليشهد معه عند عمر على خبر دية الجنين وميراث الجدة ) ولم ينقل عنهم التوقف في شيء من اخبار الصفات ونحوها .
• ومنها ماتواترت به الاخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم في بعثة الدعاة في حديث معاذ لما بعثه إلى اليمن قال له ((إنك تأتي قوماً من اهل الكتاب فليكن أول ماتدعوهم إليه شهادة ان لا إله إلا الله ... وفي رواية (( إلى ان يوحدو الله فإن هم اطاعوك لذلك فأخبرهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم اطاعوك لذلك فأخبرهم ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ))
ولم ينقل ان احداً من أولئك الرسل اقتصر على تبليغ الفروع بل كانوا يدعون إلى الايمان بالله وقد اعترض على هذا الدليل من قبل المنكرين ان بعث الرسل هو الإخبارهم بالأدلة العقليه فيقال : هذا ليس بشيء فإن مايعرفونه بعقولهم لايكفي لقيام الحجه عليهم
• ومن الادلة قوله تعالى (((وماأرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )))


وفي أواخر عصر الصحابة ظهرت بدع في الدين وكثر معتنقوها مثل نفي القدر والشفاعة وأكثر اهل البدع ملحدين وكان قصدهم افساد العقائد وبلبلة الأفكار فأصطلحوا ان الآحاد لا تفيد إلا الظن مهما بلغت الكثرة والثقة برواتها وهذه بعض من شبههم في رد الآحاد مع مناقشتها :

• ان من رد شيئاً من الأصول والعقائد يكفر واخبار الاحاد لا يكفر من رد منها شيئاً :
فيقال : من اتضحت له السنه ولو آحاداً وتحقق من ثبوتها وردها فإنه يكفر
• ان هذه الآحاد تفيد الظن فلا تقبل في الأصول التي يجب ان تكون ادلتها يقينيه قطعية :
فيقال : ان هناك أدلة على إفادة خبر الثقة العلم اليقيني مافيه الكفايه ولذلك لا يتصور فرق في الأستدلال بها بين الاصول والفروع ثم بتقدير انها تفيد الظن في الغالب وان الاحكام والاوامر تثبت بمثلها
• قالو ان الحق واحد في باب الخبر اتفاقا , فمن رد منه شيئاً فهو كافر أو فاسق , بخلاف الطلب ,فإن الصواب متعدد, فالحق يرجع إلى ماحكم به المجتهد فإن كل مجتهد مصيب وبهذا ردت المعتزلة جميع الآحاد مطلقاً:
فيقال :
إن الحق واحد منحصر في أدلة شرعية إلا من أخطاء بعد بذل الجهد في طلبه معذور في خطئه مأجور على اجتهاده ومازال السلف يعترفون في اخطائهم ويرجعون عنها إلى الصواب إذا اتضح لهم الدليل وهذا واضح ان الصواب منحصر في قول واحد سواء في الاحكام او الأخبار .
0
328

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️