يخلق الله سبحانه وتعالى الإنسان بأشكال مختلفة، وقدرات متفاوتة، ومنها النضج العقلي المبكر والذي يؤدي إلى تمتع الطفل بذكاء خارق. يدعى ذلك الطفل بالطفل الموهوب فكيف يمكن تحديد ذلك الطفل؟ وكيف يمكن اكتشاف هؤلاء الأطفال الفائقي الذكاء؟ وما المدرسة المناسبة لهم؟ سوف نحاول الإجابة على تلك الأسئلة وغيرها في هذا المقال.
يتمتع الطفل الموهوب تحديداً بنضج مبكر جداً في نموه العقلي (مثل طفل عمره 20شهراً يقول لوالده انه لم يربط حزام الأمان وانه معرض لحادث إذا لم يفعل!).
تتخطى قدراته العقلية بشكل واسع القدرات الوسطية للأطفال في سنه (يزيد حاصل ذكائه من 140ويمكن أن يصل إلى 180).
كما أن هناك صفات استثنائية في شخصية الطفل الموهوب في هذا المجال أو ذاك.
ومن الضروري التمييز بينه وبين الطفل الذكي الذي يصبح تلميذاً جيداً أو جيد جداً في النظام المدرسي التقليدي.
يمكن اكتشاف الطفل منذ طفولته لأنه يحتاج للمساعدة والحماية إذا كنا لا نريد أن يصبح في حالة قطيعة مع محيطه الاجتماعي - التربوي. وهناك عدة معايير لقياس الذكاء. وبمجرد اكتشاف هؤلاء الأطفال الموهوبين يجب الانتباه إليهم. وعادة هؤلاء الأطفال يتأقلمون مع الصفوف التي تركز في تعليمها على نمو الفكر المبدع. لا يجب وضع هؤلاء في صفوف معينة لوحدهم لأنه في الواقع قد يكون تجميع هؤلاء الأطفال بهذه الطريقة خطيراً، إذ ربما أدى إلى زيادة إحساسهم بالوحدة وجعل اندماجهم الاجتماعي أكثر صعوبة، فبعض الدول تجعل صفوفاً
معينة للأطفال الموهوبين والدول الأخرى تعتني بهذه الفئة وتنمي قدراتهم وتستفيد منهم.
القدرات العقلية
....................
تنمو في فترة مبكرة جداً، القدرات العقلية وإمكانية الاستيعاب واكتساب اللغة لدى الطفل الموهوب.
لا يتحدث معظمهم "لغة الأطفال" بل ينتقلون فوراً من الكلمات المنفردة إلى الجمل الصحيحة التركيب.
يعشقون القراءة ويتعلمونها وحدهم. في عمر 5سنوات أي قبل بدء المرحلة الابتدائية، يصبحون قادرين على القراءة بسهولة.
يريدون معرفة كل شيء ، يطرحون على أنفسهم أسئلة حول مشكلة الحدود، بشكل خاص: حدود الحياة، الولادة، الموت، وجود الله، حدود الوقت (بداية ونهاية العالم حدود الفضاء (اللامتناهي، النجوم، الكون).. الخ.. لا ترتبط القدرات الأخرى للأطفال الموهوبين بإمكانياتهم العقلية المتفوقة: فهم في معظم الأحيان عديمو المهارة. تتأثر بذلك كتابتهم، وكأن يدهم غير قادرة على متابعة فكرهم الذي يقفز إلى البعيد!
تفاوت
........
إن التفاوت بين نموهم العقلي ونموهم العاطفي، مذهل فكلما ارتفع حاصل ذكائهم، كانت شخصيتهم عطوباً. في حين يتركز اهتمامهم على علم الفلك أو الرياضيات أو المعلوماتية، يبقون أطفالاً صغاراً يحتاجون للمداعبات وللقبل وللألعاب الطفولية.
على المستوى المدرسي، لا يستطيع هؤلاء الأطفال الجامحو الخيال أن يخضعوا لنظام معين، وقد يؤدي النهج التعليمي الشديد الصلابة إلى خنق قدراتهم. يدفعهم ضغط المجتمع الضابط أحياناً إلى وضع حدود لأنفسهم كي يخفوا اختلافهم. يبقون غالباً تلاميذ جيدين، لكنهم يسأمون في النهاية من المعلومات الضئيلة التي يتلقونها، فيفقدون اهتمامهم بالمدرسة. ينضب فضولهم الفكري بعد أن كان متألقاً في السنوات الأولى من حياتهم. لا يدفعهم النجاح السهل إلى زيادة جهودهم، حين تتطلب منهم كمية المعلومات الضرورية اهتماماً أكبر، لا يشعرون بالرغبة في ذلك فيختبرون الرسوب المدرسي. نجاحهم المدرسي دون المتوسط. يضجرون مع رفاقهم الذين يماثلونهم في العمر لأنهم لا يتقاسمون الاهتمامات الثقافية أو النشاطات اللعبية نفسها فيتجاهلونهم أو يعبرون نحوهم عن إحساس بالتفوق فيه شيء من الازدراء.
هكذا تعزلهم المجموعة أو ترفضهم، فيبحثون عن رفاق أكبر سناً وأحياناً من الراشدين. يفضلون بعض النشاطات مثل المعلوماتية، والشطرنج، وتركيب التصاميم المعقدة، الخ.. ويبقون وحيدين أحياناً. لذلك يجب ايجاد أماكن للتسلية لا يتفوق فيها هؤلاء الأطفال.
كيف نفسر نمو هذا الذكاء "غير الاعتيادي؟" وما هو دور الوراثة والمحيط الاجتماعي - الثقافي؟
خفت حدة هذه النقاش حول الوراثة والمحيط عما كانت عليه منذ خمسين عاماً. فلم تعد تسود فكرة انتقال الذكاء بالوراثة، وأصبحت عوامل الانتقال الأخرى مثل المواقف والممارسات التربوية هي العوامل الحاسمة. فقد ذكر انه فيما يتعلق بالذكاء هناك 100% من الموروث و100% من المكتسب، إذ لا يزال الطفل الموهوب يحتفظ بجزء من سره.
منقـــــــــــــــــــــــــول
أم ردينا @am_rdyna
المميزة بالواحة العلمية لشهر ذو القعدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
إشراق 55
•
جزاك الله خيراً عزيزتي أم ردينا وجعل ما تكتبينه في موازين حسناتك .
الصفحة الأخيرة