جنازة الملائكة

الأدب النبطي والفصيح

وائل رداد
ارتعش بدن (حسن) حين تخيل الفكرة القاتمة بأن ثمة ميت مدفون داخل هذا الكوخ المقبض..
ترى كيف تمكنت تلك العجوز البائسة من البقاء حية كل تلك السنين المزعومة بحالتها تلك؟ أوليست معجزة حقيقية يعجز المرء عن تصديقها؟
ثم انتابه قلق عارم مباغت..
كانت نيران المدفأة تعابث ظله على الجدار الذي خلف ظهر المرأة.. ظله هو والمقعد الذي كانت المرأة جالسة عليه.. فقط!
سمعها تتمتم منهنهة وهي تمد كفها له:
- تعال وقبِّل كفي كما كانت حفيدتي الراحلة تصنع, دعني أشعر أنها قد عادت إلي!
- لكن يا جدة..
- أليس ذلك ما تصنعه مع جدتك؟ الصبي المهذب يقبِّل يد جدته دائما!
لمح أظافرها التي صعدت من وتيرة قلقه, فهي سوداء طويلة ومعقوفة كالمخالب.. إنها تجعل الدنو منها كالدنو من مخالب حيوان مفترس!
- "اقترب يا بني ولا تخف.."
- "لست خائفا.."
- "إذن أثبت لي ذلك!"
أتلك رنة استهزاء التي التقطتها أذنه أم ماذا؟
دنا من المرأة ببطء وحذر, وحينما تناول كفها المخيفة بين أصابع يده الصغيرة تنفس الصعداء كأن هما ثقيلا قد انزاح عن عاتقه!
- "يا لك من صبي مهذب!"
مال بوجهه كي يطبع قبلة على ظهر كفها المغطى بشعيرات بيضاء خارجة من جلد مبرقش ببقع بنية منفرة..
وهنا أبصر ما جعل شعر رأسه يتصلب.. أبصر ذيلا عملاقا كأذيال السحالي يتدلى من وراء العجوز ويتلوى هنا وهناك!
:icon28:
2
797

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شموخ الفرح
شموخ الفرح
روايه جميله

تقبلي مروري

شموووووووووووووووخ
mahiar
mahiar
أهلين،،
الله يعطيك العافية
مشكووووووووورة رواية جميلة
وشكراً...