جنبي أطفالك أمراض الفم والأسنان بالتطعيمات والكشف الدوري

قد يتعرض الجنين في الأشهر الأولى من الحمل أو في الشهور الأخيرة أو أثناء ولادته وبعدها وحتى سن الثالثة عشرة إلي عدة أمراض متنوعة ومختلفة في مدى خطورتها وتأثيرها على أجزاء كثيرة من جسم الطفل، عن هذه الأمراض تقول استشاري أمراض الفم والأسنان بمستشفى مغربي بجدة الدكتورة سوسن حافظ " أول الأمراض التي قد تصيب الجنين هي الأمراض الوراثية إما من الأم أو الأب أو كليهما، والوراثة تلعب دورا مهما في حياة الجنين والأطفال، فالطفل المنجولي مثلا الذي يصحب مرضه اختلاف في عدد الكروموزومات ينتج عنه تشوهات في الوجه وفي الذكاء، إلى جانب تشوهات كثيرة في الأسنان وعظام الفك، كذلك قد يرث الطفل ضعفا في بعض الإنزيمات الهامة في عملية تكلس العظام والأسنان، وينتج عن ذلك تعرض الطفل إلى التهابات حادة وخطيرة قد تودي بحياته".
وتضيف "من الأمراض الأخرى التي تصيب الأطفال ولها تأثيرها الكبير الأمراض الفيروسية والبكتيرية والفطرية، ومنها الفيروسات التي تصيب الأطفال قبل سن دخول المدرسة وتنتقل بالعدوى، وتحدث التهابات شديدة في الحلق والفم وارتفاع شديد في درجة الحرارة، كذلك هناك فيروسات الحصبة وشلل الأطفال التي إذا لم يأخذ الطفل الطعم المناسب لها وفي الوقت المناسب قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة وتأثير مباشر على أغشية الفم وعضلات الوجه والمضغ، ومن أمراض الدم هناك مجموعة منها تصيب الأطفال كأمراض كرات الدم الحمراء وأمراض الثلاسيميا بأنواعها، وبعضها خطير قد يودي بحياة الطفل ويصحبه تكسير لكرات الدم الحمراء، وكذلك نقص كرات الدم البيضاء الذي تصحبه تقرحات بالفم.
وتنصح الدكتورة سوسن بالبداية المبكرة للعناية بأسنان الطفل الرضيع في السنة الأولى من عمره، وذلك بسبب إمكانية تكون نخر أو تسوس للأسنان في عمر مبكر جدا، ويمكن حدوثه عند ظهور أول سن لبني بفم الطفل ويسمى (تسوس أسنان الأطفال المبكر)، ويتكون ذلك التسوس من الاستخدام الخاطئ للرضاعة الصناعية، حيث يقوم الطفل برضاعة الحليب أو أي مادة بها سكريات أثناء النوم، مما يؤدي إلى تكون ترسبات على سطح الأسنان تسبب ذلك النوع من التسوس، لذلك ففي هذه الزيارة المبكرة يقوم طبيب أسنان الأطفال بشرح تلك التفاصيل للوالدين ويقيم صحة فم الطفل في مرحلة مبكرة من عمره.
وتشير إلى أن من أهم الأشياء التي تمنع تسوس أسنان الأطفال التخلص من البكتيريا الموجودة بالفم، والتي تنتج الأحماض التي تسبب تسوس الأسنان، ويتم التخلص من هذه البكتيريا لدى الأطفال دون السنة بمسح اللثة والأسنان بقطعة قماش نظيفة.
كما تنصح الدكتورة سوسن الأمهات بتشجيع الطفل على استخدام الكأس المخصصة لشرب الأطفال في نهاية السنة الأولى من عمره، وكذلك عدم ترك الأطفال بالنوم مع وجود الرضاعة بما فيها من حليب أو عصير أو أي سكريات، لأن السكريات تقوم بالترسيب على سطح السن وتسبب التسوس، وكذلك تنصح بمسح أسنان الأطفال بقطعة شاش صغيرة مبللة لإزالة هذه الترسبات السكرية، كما يجب الاستغناء عن الرضاعة الصناعية ما بين 12 - 14 شهرا واستخدام كأس الشرب.
وعن دور الأم في ذلك قالت الدكتورة سوسن: "بعد أن يقيم طبيب أسنان الأطفال الحالة الصحية لفم الطفل يقوم بإعطاء الوالدين برامج خاصة بوقاية أسنان طفلهما يشتمل على نظام فرش الأسنان، كذلك يشمل البرنامج كيفية استخدام الخيط السني، خصوصا إذا كانت أسنان الطفل متلاصقة، وكذلك تنظيم غذائه بحيث لا يشتمل على الكثير من السكريات والمواد المسببة للتسوس، والتركيز على تعويده الأكل الصحي للجسم والأسنان، كذلك يجب إعطاء الطفل مادة الفلورايد إذا دعت الضرورة، بالإضافة إلى توعية الآباء والأمهات بضرورة اتباع الطريقة الصحية لوقاية الفم والأسنان، كما يجب على الآباء والأمهات مراعاة عدم استعمال معاجين الأسنان المحتوية على مادة SLS والتي قد تسبب تقرحات في الفم لدى بعض الأطفال وللأطفال الحساسين للطعم.. لذا يجب اختيار معجون الأسنان ذي النكهات المختلفة.
وعن الفترة التي يجب أن يراجع فيها الطفل طبيب أسنان الأطفال قالت الدكتورة سوسن " اغلب آراء أطباء الأسنان وكذلك التوصيات الخاصة بالجمعية الأمريكية لطب أسنان الأطفال أجمعت على أن فحص أسنان الأطفال يجب أن يتم مرتين في العام أي كل 6 أشهر، وبعض الأطفال يحتاجون إلى فحص كل 3 أشهر وهم من لديهم نسبة تسوس عالية جدا والأطفال ذو الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى الذين تكون صحة الفم والأسنان لديهم سيئة جدا، مشيرة إلى أن الزيارات المنتظمة لطبيب أسنان الأطفال تساعد على بقاء جميع الأسنان بدون تسوس، وذلك بإزالة المواد المترسبة على أسطح الأسنان وعلى اللثة والتي قد تسبب التسوس وكذلك إضافة مادة الفلورايد للأسنان كل 6 أشهر تجدد إعطاء ميناء السن مادة الفلورايد المقاومة للتسوس، ويقوم الطبيب في تلك الزيارات بتذكير الآباء والأمهات بالعناية الصحية بالفم والأسنان، بالإضافة إلى أنه ليس التسوس هو المرض الوحيد الذي يصيب الفم والأسنان، فهناك أمراض اللثة وكذلك يكون هناك مشاكل في تبديل الأسنان اللبنية بالأسنان الدائمة أو حالات تراكم الأسنان والتي إن اكتشفت مبكرا تسهل علاجها بشكل كبير وسريع.