قال الدكتور سمير خليف مدير عام مركز الحسين للسرطان في الاردن ان المركز ينوي إدخال جهاز على درجة عالية من الكفاءة والحداثة هو جهاز التخطيط المحوسب ثلاثي الأبعاد الذي يحدد الجرعات الشعاعية لعلاج الأورام. وأضاف لوكالة الأنباء الأردنية “بترا” أن هذا الجهاز الذي يستخدم لأول مرة في المنطقة يعمل بدقة متناهية بحيث يعطي جميع أبعاد الورم ويستخدم في علاجه دون المساس بالأنسجة السليمة الملاصقة له.
وقال ان المركز يوفر حاليا العلاج الحديث مثل أدوية العلاج الكيماوي المتطورة والتي تصل إلى الخلايا المصابة فقط دون أن تتأثر الخلايا السليمة المجاورة بالإضافة إلى الجراحة التعويضية في علاج سرطان الأطراف بحيث يتم التعويض عن الجزء المصاب من العظم دون الحاجة إلى بتره.
وقد اعتمدت الجمعية الأمريكية لأمراض الدم مركز الحسين واحدا من أهم ثلاثة مراكز عالمية بالإضافة إلى المراكز الأمريكية في الحصول على آخر ما توصل إليه العلم من أدوية وبروتوكولات علاج متقدمة لمرض السرطان.وأوضح الدكتور خليف لوكالة الانباء الاردنية أن مرض السرطان مصطلح علمي يطلق على مجموعة من الأمراض تتمثل بوجود خلايا غير طبيعية تتكاثر بشكل غير منضبط ولا تؤدي وظائف نافعة في جسم الإنسان حيث تنقسم الخلية السرطانية الواحدة بشكل غير منضبط لتصبح اثنتين وأربعة ثم ثمانية وهكذا حتى تكوّن ما يسمى بالورم السرطاني الذي يتميز بقدرته على الانتشار في أجزاء أخرى مختلفة من الجسم. وقال انه يجري حاليا تطوير بعض اللقاحات المضادة لمرض السرطان من خلال تحديد الخريطة الجينية للإنسان حيث ان بعض الجينات تظهر استعدادا وراثيا للإصابة بالمرض.
وأضاف أن هذه اللقاحات تستخدم في علاج سرطان الثدي والقولون والمبيض والتي أثبتت الدراسات أن نحو 10-15 في المائة منها تعود إلى استعداد وراثي للإصابة بالمرض.
اقبال عربي
وقال الدكتور خليف ان مركز الحسين للسرطان يعالج نحو ثلاثة آلاف حالة سرطان جديدة سنويا من الأردن ومن مختلف الدول العربية الأخرى مثل العراق، وسوريا وليبيا واليمن والسودان والسعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة.واكد ان نسبة الإصابة بمرض السرطان في الأردن أقل منها في الولايات المتحدة الأمريكية وهي أقل بكثير من مثيلاتها في الدول المتقدمة وتقارب إلى حد كبير النسب في دول المنطقة التي لديها إحصائيات سنوية في سجلاتها الوطنية للسرطان.
وبلغت معدلات الإصابة في الأردن وفقا للسجل الوطني للسرطان 128 إصابة لكل مائة الف مواطن في حين بلغت معدلات الإصابة في الولايات المتحدة الأمريكية 356 إصابة لكل مائة الف.
وأشار إلى أن أعلى نسبة إصابة سجلت في الأردن بين أنواع السرطان هو سرطان الرئة عند الرجال وسرطان الثدي عند النساء.
وأشاد الدكتور خليف بدقة المعلومات التي يوردها السجل الوطني للسرطان والذي يعمل وفق آلية الحصر الشامل لحالات السرطان وهو أسلوب متقدم لا يطبق حتى في العديد من الدول المتطورة التي تعتمد أسلوب العينة المنتقاة في مناطقها.
قابل للشفاء
واشار الدكتور خليف الى ان مركز الحسين للسرطان يسعى جاهدا إلى تغيير الفكرة السائدة في المجتمع الأردني، القائلة بأن مرض السرطان مرض غير قابل للشفاء وبأنه مرض من الأمراض المعدية وذلك من خلال توظيف برامج توعوية وتثقيفية لما لها من دور بالغ في زيادة الوعي بطبيعة المرض وكيفية التعامل معه.
وأكد الدكتور خليف أهمية التوصيات العالمية فيما يتعلق بإجراء الكشف المبكر والفحوصات الطبية، الدورية لدى النساء والرجال وذلك للكشف عن سرطان الثدي وعنق الرحم والخصية والقولون والجلد مشيرا إلى أن المركز أبرم اتفاقية مع وزارة الصحة لتوفير برامج الكشف المبكر في جميع المراكز الصحية التابعة للوزارة في مختلف أنحاء المملكة. ويعمل المركز حاليا على الإعداد لأسبوع التوعية الثاني عن مرض السرطان تعزيزا لمفهوم التوعية الذي تعمل عليه أيضا مجموعة الدعم النفسي “سند” وهي مجموعة من السيدات المتطوعات ممن أصبن بالمرض سابقا وتحديدا سرطان الثدي وشفين منه تماما.
الرعاية النفسية والعلاج
وقال الدكتور خليف ان مركز الحسين للسرطان اولى أهمية خاصة للصحة النفسية للمريض وما تحققه من تقدم في العلاج ويعد المركز أحد أهم خمسة مراكز عالمية متخصصة تولي الجانب النفسي قدرا من الاهتمام فقد شارك في أعمال المؤتمر السابع للجمعية العالمية للطب النفسي للسرطان التي جرت في العاصمة الدنماركية (كوبنهاجن) في الفترة من الرابع والعشرين إلى الثامن والعشرين من شهر آب/اغسطس الماضي.
وكشف الدكتور خليف عن تفرد المركز بطريقة علاجية مبتكرة تعنى بالأطفال المصابين بمرض السرطان بالاعتماد على ممارسة الألعاب المختلفة وهواياتهم مثل الرسم واستخدام الألوان كما ساهمت الموسيقا في علاج الأطفال ودفعهم للانخراط في المجتمع والبعد عن العزلة.
وقال ان المركز بدأ بتأسيس عيادة متطورة لمساعدة المدخنين في الإقلاع عن التدخين حيث يشهد المجتمع الأردني تزايدا ملحوظا في أعداد المدخنين بين فئة الشباب وقد ثبت أن التدخين مسبب رئيسي لثلث أنواع السرطانات في الأردن.
واضاف ان الاردن ينفق سنويا وفقا لإحصاءات رسمية نحو نصف مليار دينارعلى التبغ بجميع أنواعه.
وأشار إلى أن عمل العيادة يتركز على مبدأين أساسيين هما العلاج السلوكي والعلاج باستخدام الأدوية والتي ستعمل وزارة الصحة على تأمينها.
مركز اقليمي للتدريب
وقال الدكتور خليف ان انطلاقة المركز بإمكاناته الفنية الحديثة في مجال الأجهزة التشخيصية والمخبرية والعلاجية وإعداد وتدريب الطواقم الطبية المتخصصة في علم الأورام مكنته من تولي مهمة تدريب أطباء وكوادر تمريضية وفنية من الاردن ودول المنطقة.
واشار الدكتور خليف الى ان المركز أسس مكتبة طبية غنية بأهم المراجع، والمصادروآخر ما توصلت إليه الأبحاث والدراسات العلمية في العالم من نشرات طبية ودوريات.يذكر أن الدكتور خليف يتولى رئاسة قسم المطاعيم المضادة للسرطان في المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة الأمريكية وكبير باحثي ومستشاري طب الأورام والسرطان ومستشار اللجنة الدولية لتأسيس وتطوير مراكز طب الأورام في كامبردج/ بريطانيا.
منقول من ملحق الصحة والطب..
أم شماء @am_shmaaa
رحيق الصحة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خالة نعناعة
•
:26: :26: :26:
الصفحة الأخيرة