•• السؤال:
السلام عليكم..
أنا سيدة متزوجة وزوجي على خلق ودين والحمد لله، متفاهمان، مشكلتي مع أهل زوجي فمنذ زواجنا بدأت مشاكل تدخل بحياتنا كثيرا وهو ضعيف أمامهم من باب رضا الأبوين فأم زوجي بأي مشكلة تهدد بالغضب ولكن في زيارة لأمي لبيت أهل زوجي اللذين كنت أعيش معهما بدأت أخته الوحيدة وغير المتزوجة بالسب والشتم على أمي وأهلي وكثيرا ما كررت بأنها هي من دفعت أخيها للزواج مني (لا أدري كيف) ولولاها لكنت عانسا مع أن عمري كان 20 سنة وهي تكبرني بخمس سنوات.
المهم بقيت مع زوجي لأنه لا دخل له بمشاكل أهله ولكن أهلي طالبوه بأن يستقل بي بمنزل بمفردي وبعدها بأسبوعين انتقلنا، المشكلة أنه عندما أخبرهم بنية الانتقال بدأت أخت زوجي بالسب والشتم علي وأمه أيضا وحبست بغرفتي مدة ثلاثة أيام لم أخرج منها لأني حين خرجت بهدلتني أخت زوجي ولم تتكلم معي أمه فكان يجلب لي الطعام على شكل (سندويتش) من المطعم مع أني كنت حاملا وبعدها بثلاثة أيام انتقلنا حاولت كثيرا أن أصالحهم بعد أن تصالحوا مع زوجي الذي قاطعوه شهرا وحاول مرارا حتى تصالحوا حاولت كثيرا وبقيت أبعث لهم برسائل التهنئة بالمناسبات (لأم زوجي وأخته وأبيه ) وأحاول أن أتصل بأم زوجي كثيرا وكان زوجي دائم ما يحلف بأنهم لن يروا الطفل ولكن بعد الولادة وبعد فقدنا الأمل بأن يصالحوني، أمي أشارت على زوجي أن يأخذ ابنتنا لأمه عسى أن أتقرب منها عن طريق ابنتي وحملت مرة أخرى وأنجبت الابنة الثانية وفعلت نفس الشيء وصرت أرسل الابنتين لهما تقريبا كل يوم وعندما يتشاجر زوجي مع أهله أحثه بأن يراضيهم بشتى الطرق وأقول له عن عواقب غضب الوالدين وبأن هذا ليس من أخلاقه وهو المحترم والخلوق فكيف يغضب أمه المشكلة بأن ابنتي الكبرى أصبحت في عمر الثلاث سنوات تقريبا وأنا خائفة من أن يتكلمون عني ويسبون علي أمامها وأن تكرهني ابنتي وخائفة من أن أكلمها فلا أعرف أو أكلمها بحديث فتكره به جديها مع العلم هي تحبهم كثيرا هي وأختها وعلمتها بلفظ (جدو وتيتة) بعد لفظها ماما وبابا مباشرة دائما ما أمدحهم أمامها سؤالي:
هل ممكن أن تكرهني لو شتموني أمامها وإذا كان كذلك كيف أتفادى الموضوع بدون أن تكرههم هم أيضا ومتى ستبدأ بالانتباه بأن لماذا أمي لا تذهب معنا إلى منزل جدي ولماذا زوجة عمي تذهب مع ابنتها وزوجها إليهم وكيف أتصرف؟ أرجوكم ساعدوني فأنا لا أستطيع النوم بسبب هذا الموضوع بالذات أني منذ يومين كنت ألقب ابنتي بلقب للدلال وكان تعرف بأن هذا اسمها ولا تعلم ما هو اسمها الحقيقي الذي هو على اسم جدتها ولكن منذ يومين تقول أنا فلانة وتتغنى بالاسم وتبدأ بمناداة ألعابها باسمها..
معلومة أم زوجي مقاطعة جميع إخوانها بسبب مشاكل على الميراث ولكن تصالحت مع أختها الوحيدة بعد زواجي بفترة ووالد زوجي مقاطع أبناء أخويه المتوفين ويكلم أخواته فقط. وبعد زواجي ومقاطعتي تزوج أخ زوجي وعاشت مع أهله مدة عام ثم خرجت بنفس طريقتي ولكن أخ زوجي لم يرجع لمصالحة أهله وقاطعهم نهائيا مع أنه كان المدلل عندهم والآن لا يوجد إلا زوجة ابن واحد تذهب إليهم ويكلموها وزوجي كان متزوجا مدة شهرين قبلي وطلقها بسبب مشاكل أخته وأخاف أيضا أن يذكروا هذا الموضوع أمام ابنتي لأني لا أريد ذكره الآن أمامهن...
أرجوكم وأريد أن تعلموني دعاء أدعوها لأطفالي كي يحبوا بعضهم ولا يقاطعوا بعضهم عند الكبر.
وجزاكم الله خيرا...
« السائل:لين »
•• الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..
أما بعد.
أهلا ومرحبا بكِ بين أهلكِ وأحباءكِ على صفحة الاستشارات بموقع لها أون لاين، ونشكركِ على حسن الثقة... رزقنا الله وإياكِ الإخلاص والعمل الصالح.
ابنتي الحبيبة.. ذكرتِ في بداية رسالتكِ أن الله – سبحانه وتعالي – أكرمكِ بزوج (علي خلق ودين – محترم – خلوق) وأنكما (متفاهمان).. فهذا فضل من الله يجب أن يظل لسانكِ دوما يلهث بحمده؛ فغيركِ قد حُرم الزوج، وغيركِ قد ابتلي بزوج فظ غليظ القلب سيء العشرة..
هذه نقاط قد وضعتها أمامكِ بغرض اختزال الهم وجلب الرضا وشكر المنعم، واستحضار أن سنة الابتلاء ستظل باقية للتمحيص والقرب، " فعجباً لأمر المؤمن إنّ أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له".. فكان ابتلاءكِ والحمد لله ليس شديدا، بل قابل للاحتمال، فسرعان ما استجاب زوجكِ لطلب أهلكِ بعد أن تفاقمت المشاكل بينكما، وعالج الأمر بحكمة بالاستقلال ببيت خاص بكما وتحمل ردة فعل أمه وأخته من سب وشتم نتيجة هذا الموقف الإيجابي الذي يدل علي الحكمة وبعد النظر، ولا يدل أبدا علي الضعف والاستكانة كما وصفتيه في رسالتكِ (ضعيف أمامهم)، فجزي الله هذا الزوج خير الجزاء. فالرجل مع بره بأهله، لم يرض أن يظلمكِ ولم يرض أن تظلي في مواجهة المشاكل، بل وازن الأمور بحكمة وعدل.
ولا أنسي في هذا المقام أن أُثني علي أهلكِ وتعاملهم أيضا بالحكمة والدفع للحسني؛ رغم ما تعرضت له أمكِ عند زيارتها بيت أهل زوجكِ (أخته الوحيدة والغير متزوجة بالسب والشتم على أمي وأهلي) فكانت أمكِ ناصحة في الخير (أمي أشارت علي زوجي أن يأخذ ابنتنا لأمه) فربما رق قلب الأم حين تري حفيدتها بين يديها وفي حضنها. وعندما منّ الله عليكِ بالطفلة الثانية تكرر هذا الأمر حتى صارت الجدة (تحبهما كثيرا) الأمر الذي جعلكِ ترسلين ابنتاكِ لها كل يوم (صرت أرسل الابنتين لهما تقريبا كل يوم) فهذا دليل علي حسن تربيتكِ وكريم أخلاقكِ، فغيرك تستخدم الأحفاد كسلاح لمحاربة أهل الزوج وخاصة أم الزوج الذي يتعلق قلبها بأحفادها، فتحرمها من رؤيتهم. كما أتوجه في هذا المقام – ابنتي الكريمة - بالشكر لكِ والدعاء أن يجزيكِ الله كل خير علي دفع زوجكِ دوما للإحسان لأهله وبرهم، وثقي أن كل فعل طيب قمت به سيرد لكِ في حياتكِ، وجزاء الله هو خير وأبقي، وقد أحسنتِ غاية الإحسان في المبادرة بالصلح والتفاهم، وتكرار هذه المحاولة مرارا وتكرارا، بهذا أديتِ الواجب عليكِ، ورفعتِ عنكِ الإثم والمؤاخذة، فسعيكِ مقبول إن شاء الله تعالي.
ابنتي العاقلة.. لنقف قليلا أمام شخصية أخت الزوج، والتي يبدو من رسالتكِ أنها هي المحرك لكافة المشاكل بينكِ وبين أهل زوجكِ، كما أن الأم من الواضح أنها تقع تحت سيطرة ابنتها، فالابنة تشعر بالغيرة منكِ، وتحاول أن تشعركِ بأنها ذات فضل عليكِ (كثيرا ما كررت بأنها هي من دفعت أخيها للزواج مني) فلولاها لكنتِ (عانسا) علي حد قولها، رغم أنكِ تزوجتِ وعمركِ عشرون عاما، بينما هي أكبر منكِ بخمس سنوات وإلى الآن لم تتزوج، فهي في الحقيقة تعاني أزمة نفسية حقيقية من عدم زواجها، وتفرغ صراعاتها النفسية بالتظاهر بالقوة والجبروت مستخدمة في ذلك التشاحن معكِ والكيد منكِ، فهي بالفعل في أزمة نفسية عنيفة؛ فالتمسي لها العذر وليكن إحساسكِ تجاهها وتعاملكِ معها مبني علي الشفقة والصبر وسعة الصدر.
ثقي – يا قرة العين – أنكِ لو تعاملتِ مع أخت زوجكِ علي أنها في محنة وأنها بالفعل تريد من يشعر بمعاناتها وأهميتها لكسبتِ ودها واستحوذتِ علي قلبها، فلماذا لا تشعريها بأنها إنسانة طيبة، وأنها ستكون – بإذن الله تعالي - زوجة مثالية، والكثير من الشباب يتمناها زوجة له، أشعريها ولو عن طريق زوجكِ أنكِ تبحثين لها عن زوج كريم يحبها ويصونها، ولتكن هذه الخطوة لاحقة بعد إعادة الصلة بينكِ وبينها بالزيارة والهدية والمكالمة الهاتفية؛ ثم بالدعوة علي الغذاء، فإن لم تحضر فاذهبي أنتي إليها مع أخذ ما جهزت من غذاء؛ فحين تجد هذا التغيير من طرفكِ ستتغير بإذن الله تعالي.
ثم بعد إعادة خيوط التواصل بينكما، من الممكن أن تدعيها للتسوق سويا لاختيار مستلزمات بيت الزوجية، فإنها حتما ستسعد لأنكِ تزرعين الأمل في نفسها بأنها مرغوبة، وبيني لها أنكِ تقومي بالدعاء لها بالزوج الصالح والذرية الطيبة. وثقي أن بتواصلكِ مع أخت زوجة ستتحسن العلاقة بشكل كبير مع أم زوجكِ، لأن مشاكل الأم هي – والله أعلم – علي سبيل التضامن مع الابنة وبإيعاز منها، وتذكري قول الله عز وجل: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ . وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) فصلت/34،35
ابنتي المؤمنة.. اعلمي أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فالجئي لله
واسأليه أن يشرح صدر أهل زوجكِ وأن يجمع قلوبهم عليكِ، وأن يجنبكم الشرور والفتن، فاجعلي من دعاءك: (يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين)، ومن الدعاء العظيم الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم أصلح ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر)، كذلك اجعلي لزوجكِ وأطفالكِ نصيبا من الدعاء.
واعلمي أنه علي قدر إخلاصكِ وصبركِ وعزيمتكِ ستتحسن العلاقة، فالأمر ليس سهلا بل يحتاج منكِ إلي استعانة بالله وصبر، وكوني علي ثقة أن الجزاء من جنس العمل؛ استقرار حياتكِ الزوجية وإسعاد زوجكِ ثم هي جنة عرضها السماوات والأرض.
ابنتي الحبيبة.. ما ذكرته في حق أخت زوجكِ، افعلي مثله مع أمها، واعلمي أن مدخلكِ إلي قلبها عن طريق ابنتها؛ فإن لم تتحسن العلاقة فيكفيكِ المحاولة، ويكفيكِ أن أجركِ موصول طالما احتسبتِ ما تعانيه في سبيل إرضاء الله جل وعلا، فجدِّدي النية دائماً لتؤجري، وعليكِ بالمحافظة على سلامة الصدر، والتخلص من كل الرسائل السلبية والذكريات السيئة عنهم.
ابنتي الحبيبة.. ذكرتِ أنكِ تخشين أن أهل زوجكِ (يتكلمون عني ويسبون عليّ أمامها وأن تكرهني ابنتي) وأقول لكِ لا تخشين شيئا من هذا علي الإطلاق، حتى وإن ذكروكِ بكلام سيء؛ فهذا لن يضركِ ولا شيء أبدا يجعل ابنتك وقرة عينكِ تكرهكِ، كما أنصحكِ ألا تحاولي أن تستنطقي طفلتكِ لتعرفي ماذا دار من حديث بينها وبين جدتها، كما أيضا أنصحكِ ألا تذكري أهل زوجكِ إلا بكل خير، بل حملي طفلتك منكِ السلام والدعاء لهم.
ابنتي.. رددي معي هذا الدعاء: "اللهم نسألك بأسمائك الحسنى، وصفاتك العليا أن تهدى أبناءنا وبناتنا، وأبناء المسلمين أجمعين وبناتهم، إلي دينك الحق وصراطك المستقيم، وأن تجعلهم قرة عين لنا ولهم، وأن تشرح صدروهم، وتيسر أمورهم، وترزقهم الإيمان والحكمة، والصحبة الطيبة الصالحة، وتحفظهم من رفاق السوء ودعاة الشر، وأبواب الفتن ومزالقها، وأن تجعلهم قوة للإسلام وأهله في كل مكان، وعزة للأمة في كل ميدان".

ضي الهدى @dy_alhd
محررة ماسية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

ام جنى991
•
الله يجزاكي خير




ضي الهدى :
جزيتم خيراجزيتم خيرا
موضوووعك جمييل قبل ايام شفت موضوع عضووة تشتكي موضوعها مرة مؤثر شوفي هنا :
http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?t=3904199
الله يفرج همها و هم الجميع
http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?t=3904199
الله يفرج همها و هم الجميع
الصفحة الأخيرة