*روى ابن حبان (1008) بسند حسن عن سلمة بن الأكوع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا اشتدت الريح يقول : ( اللهم لقحا لا عقيما ).
*صح عن قتادة قال: إن من الريح عقيما وعذابا حين ترسل لا تلقح شيئا ومن الريح رحمة يثير الله تبارك وتعالى بها السحاب وينزل بها الغيث.
*الريح جند من جند الله وآية من آياته، جاءت في القرآن على صور متعددة: منها لضرب المثل ومنها عذاب لقوم كذبوا الرسل ومنها الرحمة ومنها الآية.
*عن عبد الله بن عمرو قال الرياح ثمان أربع منها عذاب:القاصف والعاصف والعقيم والصرصر. وأربع منها رحمة: الناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات.
*قال ابن القيم: فإذا شاء الله حرك الهواء بحركة الرحمة فجعله رخاء ورحمة وبشرى بين يدي رحمته ولقاحا للسحاب يلقحه بحمل الماء كما يلقح الذكر الأنثى،وإن شاء حركه بحركة العذاب فجعله عقيما وأودعه عذابا أليما وجعله نقمة على من يشاء من عباده فيجعله صرصرا ونحسا وعاتيا ومفسدا لما يمر عليه.
*يصف ابن القيم الهبوب فيقول :وهي مختلفة في مهابها وفي منفعتها وتأثيرها أعظم اختلاف ؛ فريح لينة رطبة تغذى النبات وأبدان الحيوان وأخرى تجففه وأخرى تهلكه وأخرى تشده وأخرى توهنه ولهذا يخبر سبحانه عن رياح الرحمة بصيغة الجمع لاختلاف منافعها وما يحدث منها فريح تثير السحاب وريح تلقحه وريح تحمله على متونها وريح تغذى النبات؛ولما كانت الرياح مختلفة في مهابها وطبائعها جعل لكل ريح ريحا مقابلتها تكسر حدتها ويبقى لينها ورحمتها فرياح الرحمة متعددة وأما ريح العذاب فواحدة ترسل من وجه واحد للإهلاك فلا تقوم لها ريح أخرى تقابلها وتكسر سورتها وتدفع حدتها بل تكون كالجيش العظيم الذي لا يقاومه شيء يدمر كل ما أتى عليه.
*وتأمل حكمة القرآن وفصاحته كيف طرد هذا في البر وأما في البحر فجاءت ريح الرحمة فيه بلفظ الواحد (حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة)،فإن السفن إنما تسير بالريح الواحدة التي تأتي من وجه واحد فإذا اختلفت وتقابلت لم يتم سير السفن فالمقصود منها في البحر خلاف المقصود منها في البر.ابن القيم
*يُذكّرنا هبوب الرياح الشديدة بما حصل لبعض الأمم السابقة ممن كتب الله عليهم العذاب بكفرهم وعصيانهم: قوم عاد الذين أرسل الله إليهم هودا فكذبوه.
*ولذلك كان رسول الله إذا عصفت الريح قال اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به.
*قالت عائشة وإذا تخيلت السماء (تغيمت) تغير لونه صلى الله عليه وسلم وخرج ودخل وأقبل وأدبر، فإذا مطرت سري عنه، فعرفت ذلك في وجهه .
*قالت عائشة: فسألته فقال: لعله يا عائشة كما قال قوم عاد:(فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا) رواه مسلم.
*وفي رواية البخاري: قالت يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية .
*فقال صلى الله عليه وسلم: يا عائشة ما يُؤمِنّي أن يكون فيه عذاب عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا هذا عارض ممطرنا.
*وفي لفظ لمسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح والغيم عُرف ذلك في وجهه وأقبل وأدبر فإذا مطرت سُرّ به وذهب عنه ذلك ، قالت عائشة فسألته فقال إني خشيت أن يكون عذابا سلط على أمتي. ويقول إذا رأى المطر:رحمة.
*هذا الحدث فيه الاستعداد بالمراقبة لله والالتجاء إليه عند اختلاف الأحوال وحدوث ما يخاف بسببه وكان خوفه أن يعاقبوا بعصيان العصاة وسروره لزوال سبب الخوف.النووي.
*صح عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن سب الريح ولعنها فروى الترمذي عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به.
*وصح عن أبي هريرة عنه صلى الله عليه وسلم قال: الريح من روح الله تأتي بالرحمة والعذاب فلا تسبوها ولكن سلوا الله من خيرها وتعوذوا بالله من شرها.الأدب المفرد.
*وصح عن ابن عباس أن رجلا نازعته الريح رداءه فلعنها فقال رسول الله لا تلعنها فإنها مأمورة وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه.رواه أبو داود .
*عن ابن عباس قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان فلرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة) فكان في الإسراع بالجود أسرع من الريح وعبر بالمرسلة إشارة إلى دوام هبوبها بالرحمة وإلى عموم النفع بجوده كما تعم الريح جميع ما تهب عليه. الفتح
*وفي الجنةريح: فروى مسلم عن أنس أن رسول الله قال إن في الجنة لسوقايأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثوا في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا،فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فيقول لهم أهلوهم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا فيقولون وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا.
قال القاضي: خُص ريح الجنة بالشمال لأنها ريح المطر عند العرب كانت تهب من جهة الشمال وبها يأتي سحاب المطر وكانوا يرجون السحابة الشامية.شرح النووي
* ومن آيات الله السحاب كيف ينشئه سبحانه بالرياح فتثيره ثم يؤلف بينه ويضم بعضه إلى بعض ثم تلقحه الريح ثم يسوقه على متونها إلى الأرض المحتاجة إليه،فإذا علاها أهراق ماءه عليها فيرسل الله عليه الريح وهو في الجو فتذروه وتفرقه لئلا يؤذي ويهدم ماينزل عليه بجملته حتى إذا رويت وأخذت حاجتها فارقها.
*وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة: بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتا في سحابة: اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فأفرغ ماءه في حرة (أرض).فإذا شرجة من تلك الشراج (مسايل الماء) قد استوعبت ذلك الماء كله فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته(المجرفة) فسأله عن اسمه فقال فلان للاسم الذي سمع في السحابة. فقال له ما تصنع فيها؟ قال: أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه وآكل أنا وعيالي ثلثا وأرد فيها ثلثه.
*فإذا تأملت السحاب الكثيف المظلم كيف تراه يجتمع في جو صاف لاكدورة فيه وكيف يخلقه الله متى شاء وهو مع لينه حامل للماء الثقيل بين السماء والأرض،إلى أن يأذن له ربه في إرسال ما معه من الماء فيرسله كل قطرة بقدر مخصوص اقتضته حكمته ورحمته فيرش السحاب الماء على الأرض رشا ،ويرسله قطرات مفصلة،لا تختلط قطرة بأخرى ،ولا يتقدم متأخرها ولا يتأخر متقدمها ،ولا تدرك القطرة صاحبتها ،بل تنزل كل واحدة في الطريق الذي رسم لها حتى تصيب الأرض قطرة قطرة،قد عينت كل قطرة منها لجزء من الأرض لاتتعداه. فلو اجتمع الخلق كلهم على أن يخلقوا منها قطرة واحدة أو يحصوا عدد القطر في لحظة واحدة لعجزوا عنه فتأمل كيف يسوقه سبحانه رزقاللعباد والدواب والطيروالذر والنمل يسوقه رزقا للحيوان الفلاني في الأرض الفلانية فيصل إليه على شدة من الحاجة والعطش،وتأمل كيف أودعه الأرض ثم أخرج به أنواع الأغذية والأدوية فهذاالنبات يغذي وهذا يضعف وهذا سم قاتل وهذا شفاء من السم وهذايمرض وهذا دواء من المرض.ابن القيم
*وكان الحسن إذا رأى السحاب قال: في هذا والله رزقكم ولكنكم تحرموه بخطاياكم وذنوبكم. فترك التقوى مجلبة للفقر وما استجلب رزق الله بمثل ترك المعاصي.
منقول
عزة تفائل @aaz_tfayl
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
شمالية 77
•
جزاك الله خير
أنـثـى
•
جزاكي الله كل خير حبيبتي
~
جونا صحوو .. بس هوا خفيفة بااااااااااااااردة ( جو المدينة المنورة )
~
~
جونا صحوو .. بس هوا خفيفة بااااااااااااااردة ( جو المدينة المنورة )
~
الصفحة الأخيرة