السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما كنت بسن ال18 تقريبا كنت أحس نفسي بأنني تعيسة احيانا وأريد الكثير
أتمنى أن اكون متفوقة وناجحة ووو ... وغيرها من الاحلاااااام
متشائمة وكثيرة الشكوى والتذمر من أبسط الأشياء
وفي يوم زارتني فتاة غيرت لي مجرى حياتي
كانت ما شاء الله قمر ربنا يبارك فيها ويزيدها نعيم وجمال وسعادة
جلست معها وتعرفت عليها لأول مرة كانت قادمة لزيارة أهلي
وبعد قليل تعبت قليلا فقالت لي أريد أن أخلع حذائي أتعبني من المشي طيلة النهار قلت لها تفضلي
واذا بي أرى مشهدا صدمني بصراحة رأيت فتاة رقيقة تخلع قلبي قبل أن تخلع حذاءها
لأنني وجدتها تخلع مع حذائها رجلها الخشبية التي تصل لركبتها
بصراحة كان مشهدا لا انساه بحياتي لم اتوقع ان اراه من فتاة بعمرها وجمالها ورقتها
يااااااااااه الذي يتحدث معها لا يحس بشئ ابتسامة عريضة هدوء رضى وسعادة وأحاديث كثيرة فرحة
دقائق أفقت فيها من صدمتي وكنت لا أريد ان احسسها بشئ واني حزينة لوضعها
بعدها جلست وقالت لي بكل هدوء وسكينة حادث منذ سنوات والحمدلله على كل حال
ومن يومها دخلت قلبي وروحي وغيرت مجرى حياتي
أحسست كم كنت تافهة لأني اشتكي من اصغر الأشياء
علمتني الصبر والرضى بقضاء الله سبحانه وتعالى والطمأنينة من غير أن تنطق بأي كلمة
أعطتني كل الدروس بجلسة واحدة دروس صامتة لا تحتاج لكلاااااااااام
بعدها بسنين تزوجت أنا وسافرت وتغربت لكنها ظلت ببالي ويوم رجعت لبلدي
سألت عنها وكم كانت سعادتي عندما بشروني بخبر رائع
لقد تزوجت بشاب خلوق ومهذب وماشاء الله سعيدة بحياتها وأنجبت وكانت فرحتي لا توصف يومها
لكني كنت على يقين أن هذه الفتاة الرائعة بصبرها سيكون لها يوم باذن الله تفرح فيه وتنال ثمرة صبرها
والى يومنا هذا كلما ضاقت بي الدنيا واحسست بالتعاسة
اتذكر من هم أكثر ابتلاءا فأحس بأن مصابي صغير
اللهم زدها خيرا ونعيما وسعادة كما زدتها رضا وقناعة وصبرا
يا ريت كلما حسينا اننا تعيسون وينقصنا الكثير
ننظر حولنا لنحس اننا نعيش بنعم لا تعد ولا تحصى
والحمدلله رب العالمين
ويرزق بنات المسلمين بالازواج الصالحين