بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخ الكريم
وأيتها الأخت الفاضلة
إن السعادة أمر يحرص عليه كل البشر
حتى الكفار يبحثون عن السعادة
وقد أصبح البحث عن السعادة
من أكثر الأمور التي يتحدث عنها الناس في هذا الزمن
بل تعقد الندوات
وتقام الدراسات
وتنظم الدورات
في كيفية الحصول على السعادة
وكيف تكون سعيدا في حياتك ؟!
وقد خطر في بالي أمر من أمور السعادة
بل مفتاح من مفاتيحها بل كنز من كنوز هذه الدنيا
غفل عنه الناس
مع أني أرى أن هناك كتبا قد ألفت
لتنبيه الناس على هذا الكنز
ولكن لا أدري سبب تفريط بعض الناس في هذا الخير العظيم
الذي يحصّل المرء به سعادة ولذة لا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى
بل لا توجد سعادة في الدنيا تعدل هذه السعادة
أعلمُ أني قد أثقلت عليك يا أخي
وأعلمُ أنك يا أختاه تتوقين لمعرفة هذا الأمر
فالجواب هو : طلب العلم الشرعي
فكم في طلبه من سعادة وراحة وطيب عيش
بل هو من نعيم الدنيا
وأدعوك يا أخي
و أدعوك يا أختاه
أن تتأملوا في هذه الكلمات
{ ولولا جهل الاكثرين بحلاوة هذه اللذة
وعظم قدرها لتجالدوا عليها بالسيوف
ولكن حفت بحجاب من المكاره
وحجبوا عنها بحجاب من الجهل
ليختص الله لها من يشاء من عباده
والله ذو الفضل العظيم.}
كلمات خرجت من عالم رباني من ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى
{ فعشاق العلم :
أعظم شغفًا به وعِشْقًا له من كلِّ عاشقٍ بمعشوقه،
وكثيرٌ منهم لا يَشْغَلُه عنه أجملُ صورةٍ من البشر.}
وهذه درة أخرى من درر ابن القيم .
فالعلم من ذكر الله
وبالذكر تطمئن القلوب
فتخيل أنك في حلقة من حلقات العلم
وقد جلست إلى عالم رباني راسخ
وهو يفسر آية ويشرح حديثا ويبين حكما فقهيا
وأنت يا أختاه تدرسين العقيدة وتحفظين غيرك القرآن
فما أطيبة من عيش وألذه من نعيم
من لم يجرب ليس يعرف قدره = جرب تجد تصديق من قد ذكرناهُ
ولكنّا وللأسف في غفلة عن هذا الفضل العظيم
وهذا الخير الجزيل
وهذا هو الفارق بيننا وبين السلف
فهم في إقبال على الله
بل كأنهم جعلوا أنفسم وقفا في خدمة هذا الدين
ونحن – أعني بعضنا – قد اشتغل شغلا زائدا بالدنيا
بل لعل بعضنا لا يعرف كيف كان وضوء النبي صلى الله عليه وسلم .
والله المستعان
وسأذكر بعض النماذج
من همم السلف في طلب العلم
وفي صبرهم على تحصيله
حتى أذكّر نفسي بتقصيرها وقصورها
واذكّر غيري أيضا .
قال ابن الجوزي رحمه الله :
وإني أُخبر عن حالي:
ما أشبع من مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتابًا لم أره، فكأني وقعتُ على كنز.
ولقد نظرتُ في ثَبَتِ الكتب الموقوفة في المدرسة النِّظَامية، فإذا به يحتوي على نحو ستة آلاف مجلَّد، وفي ثبت كتب أبي حنيفة، وكتب الحُمَيدي، وكتب شيخنا عبدالوهاب بن ناصر، وكتب أبي محمد بن الخشَّاب -وكانت أحمالاً- وغير ذلك من كلِّ كتاب أقدر عليه.
ولو قلت: إني طالعتُ عشرين ألف مجلد كان أكثر، وأنا بعدُ في الطَّلب .
- فابن الجوزي قد قرأ عشرين ألف مجلد وهو لا يزال يطلب العلم
فأين نحن من هؤلاء .
بل مرات نعجز عن قراءة كتيب من خمسين صفحة
فإلى الله المشتكى .
وهذا ابن عقيل رحمه الله يقول :
أنا أقصر بغاية جهدي أوقات أكلي،
حتى أختار سفَّ الكعك وتحسيه بالماء على الخبز،
لأجل ما بينهما من تفاوت المضغ،
توفّرًا على مطالعةٍ،
أو تسطير فائدة لم أدركها فيه.
فأين نحن من هؤلاء
فقد نجلس ساعات وساعات على أمور تافهة
وابن عقيل رحمه الله يحاول أن يقصر أوقات تناوله الطعام حتى يطلب العلم .
وتأمل معي ما قبل عن الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى:
كان الحافظ الخطيب – أي الخطيب البغدادي يمشي وفي يده جُزْءٌ يُطالعه.
بينما نحن قد نجلس في السيارة والزحام طويل ولا نفكر أن نستغل شيئا من أوقاتنا
فهذا أقل من يمكن بذله في خدمة هذا الدين
فاحرص على التفقه في الدين وتعلم العلم من أهله
واجتهد في ذلك
واعلم أنك ستنال سعادة لا يعلم بها إلا الله
وأنت يا أختاه العتب عليك كبير
واعذرني بارك الله فيك على كلامي
فوالله ما أردت بك إلا الخير
فللأسف بعض الأخوات تعرف
أسماء الماركات العالمية وتجتهد في معرفتها
ولا تجهد نفسها أبدا في تعلم شيئا من أحكام الدين
فالله الله في طلب العلم
فلنحرص عليه
ولنقبل عليه
فالأقبال عليه دليل كل خير
والإعراض عنه دليل شر
فأقبل على رياض العلم
وحلقاته
جعلني الله وإياكم ممن طلب العلم وعمل به وعلمه وصبر على نشره وبذله
والله أعلم
منقول

بومزنة @bomzn
الداعـي المتميـز
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

بومزنة
•
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم ونفع الله بكم
وفقكم الله تعالى
كلنا مقصرون ومنشغلون بالدنيا فأحببت أن اذكر نفسي وغيري
والله الموفق
وفقكم الله تعالى
كلنا مقصرون ومنشغلون بالدنيا فأحببت أن اذكر نفسي وغيري
والله الموفق


جزاك الله و الله لقد صدقت ربما الواحدة منا تقرأ كتابا دنيويا تستمتع به و عند قراءة كتاب ديني فيه الافادة لها تتركه بعد الوقت اليشسير في تصفحه لا قراءته

بومزنة
•
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم ونفع الله بكم
وفعلا التقصير عظيم جدا في طلب العلم
بل لعل أبسط الأحكام الشرعية لا نعرفها بالأدلة الصحيحة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم
نسأل الله أن ينفعنا ويرزقنا العلم النافع والعمل الصالح
والله أعلم
وفعلا التقصير عظيم جدا في طلب العلم
بل لعل أبسط الأحكام الشرعية لا نعرفها بالأدلة الصحيحة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم
نسأل الله أن ينفعنا ويرزقنا العلم النافع والعمل الصالح
والله أعلم
الصفحة الأخيرة
جزاك الله خيراً وجعلها الله في موازين حسناتك
من جد موووووووضوع رائع ويذكرنا بغفلتنا وانشغالنا بامور الدنياوالحياه
ومااقول الا:
( اللهم اعنا على ذكرك وعلى شكرك وحسن عبادتك )
( اللهم اعنا على ذكرك وعلى شكرك وحسن عبادتك )
( اللهم اعنا على ذكرك وعلى شكرك وحسن عبادتك )
ارجوالدعاء لي بالهدايه وتفريج همومي وهموم المسلمين