توصل الباحثون إلى حقيقة مفادها أن ما تقوم به المرأة الحامل بعد اكتشاف الحمل لتحسين صحة جنينها لا يفيد كثيرا إذا كان غذاء الحامل فقيرا وقت الحمل.
بعد دراسة 4200 ملف طبي لحالات حمل خلال عشر سنوات اكتشف الباحثون في جامعة جلاسكو أن احتمال ولادة أطفال خدج أو يعانون من نقص خطير في الوزن عند الولادة يتحدد في مرحلة مبكرة للغاية من الحمل وأية إجراءات تقوم بها الحامل بعد ذلك لا تفيد في تحسين الوضع.
واستخدم الباحثون أجهزة إلكترونية عند دراسة صور الأشعة التي يتم إعدادها بالموجات فوق الصوتية للأجنة لقياس طول جسم الجنين ورأسه وتابعوا كل حالة حمل حتى لحظة الولادة. واكتشفوا أن الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ذات أهمية قصوى. وأن الأجنة التي تتميز بالصغر بالنسبة لأعمارها خلال تلك الفترة تتضاعف مرتين احتمالات ولادتهم كمواليد خدج وتتضاعف احتمالات أن يكونوا من بين أصغر مواليد عند الولادة خمس مرات.
ويقول دكتور جوردن سميث الذي ترأس فريق الباحثين أنهم كانوا يعتقدون أن التفاوتات في وزن الأجنة عند الولادة تتحدد خلال النصف الثاني من فترة الحمل، ولكن أتضح الآن أن الظروف التي تمر بها المرأة خلال البدايات الأولى للحمل أو حتى قبل ذلك تسهم في حدوث نقص الوزن عند الولادة وتزيد مخاطر ولادة أطفال خدج.
ويقول دكتور سميث إن هذا الاكتشاف ربما يساعد على تفسير الأسباب التي تجعل برامج التغذية الإضافية للسيدات اللاتي يتوقع أن يرزقن بأطفال يعانون من نقص الوزن لا تزيد أوزان الأجنة إلا بمقدار أوقيتين أو ثلاث أوقيات. وأضاف أن الواضح على ما يبدو أن النمو الهزيل للجنين ربما يتحدد قبل أن تدرك المرأة أنها حامل أو قبل أن تعرض نفسها لعيادات رعاية السيدات قبل الولادة.
ويشير الباحث إلى أن أطباء التوليد لا يستطيعون عموما التكهن بولادة المواليد الخدج وعندما يولد مولود خدج، لا يعرف الأطباء سبب ذلك بوضوح بيد أن الدراسة التي قاموا بها توضح أن وصول المواد الغذائية بشكل غير ملائم للجنين ربما تفسر بعض الحالات. ويضيف أن محاولات بعض الأمهات تناول الطعام بكثرة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ربما لا تكون ذات جدوى أيضا بسبب غثيان الصباح الذي تتعرض لهه الحامل.
هذا على صعيد الصحة الجسدية والتغذية الجيدة أما فيما يخص الصحة النفسية للمرأة الحامل وتأثيرها على الجنين فقد أكدت نتائج أحدث الأبحاث العلمية الاعتقاد الذي يسيطر على معظم الأمهات والجدات بضرورة تهيئة الجو المناسب والسعيد للأم أثناء فترة الحمل وإبعادها بقدر الإمكان عن أي توتر أو أحزان حتى لا يولد الطفل وهو يعاني من أي أمراض أو تشوهات خلقية.
فقد نشرت مجلة لانست الطبية بحثا أجري على 36 سيدة تعرضن لحالات نفسية سيئة أثناء فترة الحمل مثل الطلاق أو حدوث حالة وفاة في العائلة خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل أو قبل الحمل مباشرة، وفي نفس الوقت تم إجراء بحث آخر على 20 ألف سيدة لم يتعرضن لأي مؤثرات نفسية خلال نفس الفترة.
وقد أظهرت هذه الدراسة حدوث نسبة عالية من حالات التشوه الخلقي في مواليد السيدات اللاتي تعرضن لضغوط نفسية أعلى من السيدات اللاتي لم يتعرضن لأي مؤثر نفسي.. وكان من أكثر التشوهات حدوثا هو شق سقف الحلق والشفة الأرنبية تليها تشوهات القلب الخلقية ثم تشوهات العمود الفقري.
ومن المعروف أن الضغط النفسي الذي تتعرض له السيدة الحامل قد يؤدي إلى إفراز نسبة عالية من هرمون الكورتيزون وهرمون الكانيكولاين اللذين يؤديان بالتالي إلى نقص نسبة السكر والأوكسجين التي تصل للجنين. وأن تعرض الحامل للضغوط النفسية قد يؤدي إلى عدم تناولها لكمية الطعام والفيتامينات اللازمة لنمو الجنين.. من هنا جاءت هذه الدراسة مؤيدة لمعتقداتنا القديمة.

سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
هذا الموضوع مغلق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️