السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توفت جدتي منذ 5 أيام ,,,كنت عندها قبل وفاتها بيوم واحد
جدتي امرأة قوية ,,, الكل يحسب لها ألف حساب ,,,هي عمود الاسرة نجتمع عندها في
المناسبات ,,,نسعى لارضائها ,,,ونشاورها في جميع امورنا ,,,كانت تحب السفر ,,,تسافر مع خالي أو خالتي
بدأت تكبر ,,,ومع كبرها في السن ,,كانت تشكو من الوحده ,,لم تستطع السفر ,,,فكان خالي يسافر وكذلك خالتي
وكانت تترك وحيده حالها حال اغلب عجائزنا الجميع يسافر في الصيف ,,,طبعا امي كانت لاتترك جدتي وحيده كذلك نحن
نزورها ,,,ولكن احيانا ننشغل في امورنا الخاصه ,,,واحيانا نكتفي بلاتصال حالنا حال الكثير ,,,,وامضينا السنين على
هذه الحال ,,,,جدتي كانت امرأه حافظه للقران دائما اسمعها تردد الايات بينها وبين نفسها ولقد بنت لنفسها مساجد
وهي بكامل قوتها ,,,لم تنتظر وصولها لمرحلة الضعف ويكون اعتمادها على الغير ,,,عملت اشياء كثيره في حياتها
اخبرتنا ببعضه واحتفظت بالبعض الآخر لنفسها ,,,,,,,,,
تدهورت حالتها منذ شهر تقريبا ,,,رحمها الله
تفكرت في وضع جدتي وتخيلت ان اغلبنا سوف يمر بهذه المراحل ,,,,
مرحلة قوه وسيطره ,,واصدار القرارات ,,,
مرحلة ضعف ,,, ووهن ,,,نظرت لها قلت يا الله جدتي لاتستطيع الوقوف لاتستطيع الذهاب لقضاء الحاجه رحماك يارب
كم الانسان ضعيف ,,,في آخر ايامها لاتستطيع طلب الماء كنت اتساءل هل تشعر بالعطش كنا نعطيها ماء في
السرنجة مثل الاطفال ,,,,لاتستطيع التحكم بمالها ولا نفسها اولادها من يقررون اخذها للمستشفى ,,,ويختارون نوع
المستشفى حكومي او خاص ,,,,ربما الانسان عندما يكون بصحته يختار الافضل لنفسه اما عندما لايملك من امره
شيء فان الاخرين هم من يقررون مصيره ,,,, لقد توفى ابي ولكن ربما لصغر سني لم اشعر بهذه المشاعر
ولكن رحيل جدتي ترك اثر كبير في حياتي ,,,ورأيت بعيني كم الانسان يكون ضعيف

يجب ان يتذكر الانسان المغرور حال اصحاب القبور ,,,
ان أصحاب القبور كانوا على ظهر الأرض واصبحوا في بطنها و كانوا في سعة واصبحوا في مكان ضيق
ابتعدوا عن الأهل والاحباب واصبحوا لوحدهم وكانوا في نور واصبحوا في ظلمة
ففارقوها كما جاءوها حفاة عراة فرادى مرهونين بأعمالهم إلى الحياة الدائمة إلى الخلود الدائم إلى دار اللذة و النعيم
أو دار الحسرة و الجحيم
يا عجا للناس لو فكروا و حاسبوا أنفسهم و أبصروا
و عبروا الدنيا إلى غيرها فإنما الدنيا لهم معبر
لا فخر إلا فخر أهل التقى غدا إذا ضمهم المحشر
ليعلمن الناس أن التقى و البر كان خير ما يدخر
عجبت للإنسان في فخره و هو غدا في قبره يقبر
ما بال من أوله نطفة و جيفة آخره يفخر
أصبح لا يملك تقديم ما يرجو و لا تأخير ما يحذر
و أصبح الأمر إلى غيره في كل ما يقضى و ما يقدر
اللهم اغفر لها وارحمها وعافها وأعفو عنها وأكرم نزلها ووسع مدخلها واغسلها بالماء والثلج والبرد
ونقها من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدلها أهلا خيرا من أهلها وجميع موتى المسلمين
ذكرتيني بيدتي اللي هيه الحين بين يدينا ونحن مقصرين فحقها
عظم الله اجركم يالغالية