حاملة القرآن

ملتقى الإيمان

هاتي المـداد وهاتـي يا ابنتـي القلما
هاتي القراطيس هاك الشعـر مبْتسِما

ولْتنْثـري الزهـر في أرجـاء قافيتـي
يفوحُ عطـــراً يُزِيـــلُ الهمَّ والألمــا

وسطــري أحــرفاً بالعــز شامخـــة
وبالسعــادة قومي سطـري الكَلِمَــــا

فهـــذه أختنــــا في الله قد حفظت
كتاب ربي تَعَلَّـــتْ يا ابنتي القِمَمَـــا

قولي لهــا يا رعـــاك اللهُ إن أبـــي
يكاد من حــزنه يبكي الدمــوعَ دَمــا

لِمَا يَـرى للفتــاة اليــوم من سفـــه
وغفلـةٍ اشعلــت في قلبـــه الحِمَمَــا

قد غرهـا داعجُ العينــين فانفلتــتْ
بنعمـــة الله تغــزو الحلَّ والحَــرمَا

فكم أصــابت فتى يشكــو صبابتـــه
يشكو من العشـق يشكو الهمَّ والسقما

وكم بهــا من مطيــعٍ ضــلّ وجهتــه
وإذ به بعــد نور يقصـــد الظُلُمـــا

كــم من أبٍ ضيّـــع الأولاد سبتهـــا
وزوجـــةٍ طُلّقت والبيــت قد هُدمــا

قولي لها يا فتــاة الــدين إن أبــي
قد ســره منكــمُ يا أخــتًُ ما علمـــا

وأنــه اليــوم في بشـــرٍ وفي دعــةٍ
وودع الهـــمّ والأحـــزان والســـأما

فقــد أتــاه بشــيرٌ طــاب معــدنه
بأن حفظـــكِ للقــرآن قد خُتِمــــَا

الله أكـــبر تعظيمـــــاً ورددهـــــا
لله درك أحييتـــي بنــــا الهممــــا

يا بنت عائشَ يا أختـــاً لفــاطمـــة
ذكرتنـــا عز عصـــرٍ غاب وانصـرما

أحييـت في داخلــي عرقاً أحِــسُ به
لــولاك أجْـزِمُ أن العـرق ما سلمــــا

لله درك في عصــــر تعـــجُّ بـــــه
مفاتن تأســـرُ الألبـــابَ والحُلُمَـــا

يا من حملتــي كتــاب الله في زمـــن
تغزو الأغــاني به الأشراف والخـدما

إليـــك منــي كُليمَــاتٍ أسطــــرها
وربّ حـــامِلِ فهْـــم للـذي فَهِمـــــَا

فداومـــي حفظـــكِ للآي يا أملـــي
ولا تعـــودي وسيري دائمـــاً قُـــدُمَا

ولْتعملـــي بكتـــاب الله راجيـــــة
في جنةِ الخلــدِ منه الأجر والنعمــا

وترتقي منزلاً يعلــو على قلمــــي
والشعرُ يعجـزُ عن وصف له عَظُمـــا

ويُلبـسُ الوالــدن التاج في غدهــم
جزاء حفظــكِ من ربِّ الورى كرمـــا

وتهنــأي بالــذي قد نلــتِ حافظـة
عالي الجنـان وربُّ العرش قد رحمــا

عليك أختـاه بالإخــلاص وانتبهـــي
من أن ترائــي بذاك العُرْب والعَجَمـا

وترْجِمــي الآي في قــولٍ وفي خُلُــق
وفي حيـــاتكِ كـــوني قدوةً عَلمـــا

ولا يكـن همــكِ الدنيــا وزينتهـــا
فتحصدي في الحساب اللــْوم والندما

يا مــن حملت كتــاب الله حُـقَّ لنـــا
بأن نبـــاهي بكِ الأمصــارَ والأممـــا

إنّي أرى الشمـس في الآفاق مشــرقة
واسمعُ الطير تشــدو اللحن والنغمـا

وانظر الأمة الثكــلى وقد نهضـــتْ
وثبــتتْ في طــريق العـزةِ القدمــا

هذا الـذي نبتغـــي يا نصــف أمتنا
لا نبتغي القصَّ والموضـــات والهُـدُما

نريـــد منكنَّ عقـــلاً نيـراً وبــــه
نرقى أخيّــاتنا العليــاء والشَممـــا

يا نجــــمة تتــــلالا في تألقهــــا
تأبى الوهاد وترقـــى بالشمـوخ سما

أهديتُكِ الشعر تقــديراً ومكْـــرُمةً
وفيكِ شـرفتُ هذا الحــبرَ والقلمـــا

الشاعر / حمد حسن الحيزان
الجوف

منقول
0
361

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️