حبس الشمس لنبي الله يوشع

حبس الشمس لنبي الله يوشع
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد ان يبني بها ولما يبن بها، ولا أحد بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها، ولا أحد اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر ولآدها، فغزا فدنا من القرية صلاة العصر، أو قريبا من ذلك، فقال للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا فحبست حتى فتح الله عليه، فجمع الغنائم،فجاءت – يعني النار – لتأكلها، فلم تطعمها، فقال: إن فيكم غلولاً فليبايعني من كل قبيلة رجل، فلزقت يد رجل بيده فقال فيكم الغلول، فليبايعني قبيلتك فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده، فقال فيكم الغلول فجاءوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب، فوضعوها فجاءت النار فأكلتها، ثم أحل الله لنا الغنائم، رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا ".
" الحديث أخرجه البخاري(3124) ومسلم (1747) واحمد (2/325) وعبدا لرزاق (9492) والبهيقي في الكبرى(6/290)"
مفردات الحديث:
ملك بضع امرأة: عقد نكاحه على امرأة.
يبني بها: يدخل بها.
خلفات: الحوامل التي ينظر وضعها.
فحبست: وقفت.
غلول: السرقة من الغنيمة قبل القسمة.
لزقت: التصقت،
المستفاد من الحديث:
1. القتال كان مفروضاً على الأمم السابقة.
2. الأمور المهمة ينبغي أن لا تفوض إلا إلى أولى الحزم وفراغ البال لها.
3. من أراد الجهاد في سبيل الله فعليه بقطع جميع علائقه ومشاغله.
4. فتن الدنيا تدعو النفس إلى الهلع ومحبة البقاء.
5. الجمادات كلها تعرف الله عز وجل مذللة ومسخرة لما يراد منها، وطائعة له لا تعصيه بحال.
6. كانت الغنائم غير مباحة للأمم من قبلنا، وخصنا الله عز وجل دون الأمم بأن أحل لنا الغنائم.
7. كان في بني إسرائيل رجال صالحون مجاهدون في سبيل الله ، يفتح الله عليهم وينصرهم .
8. معاقبة الجماعة بفعل سفهائها.
9. إثم الغلول ، فالنار لم تكن تأكل الغنائم إذا ما غل منها، وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن رجلاً غل شمله فاشتعلت عليه في قبره نارا، وأن الذي يغل يأتي بما غل يوم القيامة يحمله على ظهره.
10. الله عز وجل يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، وأن الأحكام الإلهية لا تدخلها العلل من طرق البشر، فقد يشرع سبحانه أحكاما لا تبلغ عقولنا كنهها، فالواجب علينا نحوها الأيمان بها والتسليم لمدبرها.. فإن نزول النار من السماء وأكلها للغنائم غير معقولة لنا، ولا نرى فيها مصلحة حسب افهامنا القاصرة، ويظهر لنا أنها من إفساد المال، لكن لله تعالى حكما في ذلك لا ندركها، فلا يجوز لنا الطعن في مثل ذلك ولا الانتقاد ولا التعقل فيها، فهي من أسرار الله - عز وجل .
11. احكام الأنبياء قد تكون بحسب الأمر الباطن وقد تكون بحسب الأمر الظاهر.