القلم من أول مخلوقات الله الخلاق ، إن لم يكن أولها على الإطلاق ، كما جاء في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام :{ أول ماخلق الله القلم قال له : اكتب 0 قال : وما أكتب ؟ قال : اكتب ماهو كائن إلى يوم القيامة }
بل أشار الله إلى فضله, ونوه بشأنه, في أول التشريع، وبداية التنزيل : ( الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم ) بل أقسم به جل جلاله, وسمى سورة باسمه : ( ن والقلم وما يسطرون )
وماذاك إلا لشرف القلم وخطورته – أعني الكتابة – فكم من إنسان آتاه الله من البيان ، وأعطاه الفصاحة في القلم واللسان ، سبى العقول بشعره ، واستحوذ على النفوس بنثره ، فسيرها جيوشا ً خلفه، وجنودا ً لاتعصي أمره 0
أسلم بقلمه كافر، واهتدى ضال، واستقام منحرف، وتشجع جبان، فلله دره من قلم ما أروعه، ولا شلت بنان تحمله ولا زاغت عقول تهذبه 0
وفي المقابل كم من قلم ساحر عبث بالعقول ، واستهزأ بالدين ، واستهتر بالقيم 0
دعا إلى الفحش ،ونادى بالإنحلال ، كل ذلك بقوالب ظاهرها الرحمة ومن قبلها العذاب ، فخسئت تلك الأقلام ، وخسئ أربابها 0
فيا صاحب القلم اكتب اليوم ما يسرك أن تقرأه غدا ًفي يوم لاينفع فيه المال والولد ، إلا من أصلح القلب والجسد 0
وَما مِن كاتِبٍ إِلا سَيفني ** ويبقي الدَهر ما كَتَبتَ يَداه
فَلا تَكتُب بِيَدك غَير شَيءٍ ** يَسرك في القِيامة إِن تَــراه

وأترك القارئ الكريم ليضيف على هذا الموضوع ما يكمل النقص، ويسدد الخلل، وحسبي هذه الإشارة والتي أرجو أن تقوم مقام العبارة
أردت من هذا الموضوع أن يقف أحدنا طويلا ويتردد كثيرا قبل أن يكتب كلمة واحدة حتى يرى المصلحة فيها والله يحفظكم ويرعاكم
منقول للفائده ونفعني الله واياكن بما نقرا ونكتب:26: