

حياكنّ الله أخواتي الحبيبات في ملاذنا الآمن بعيداً عن زخم الحياة ومتاعبها ..
وقريباً من الله .. ومن كتابه .. وذكره .. ودعائه .. والالتجاء إليه والتحصن به ..
أسأل الله عزّوجل في مستهل حديثي أن يشفي ويعافي كل أخت دخلت هنا ويكتب لها الرزق والسعادة والرضا والفرج ..
ويزيدها من خيره وفضله وجوده وكرمه .. حتى ترتوي وتتهلل حمداً وشكراً ورضا ..
حبيباتي الغالياتي ..
سأحدثكن عن موضوع والله كتم أنفاسي باليومين الماضيين ..
حين أكبس أزرار حاسوبي لأدلف أبواب منتدانا الحبيب ملتقى خلف ملتقى حسب ما أفضل تصفحه ..
وملتقيات المنتدى ماشا الله كلها راقية وتجذب للمتابعة ..
لكن .. ذات علامات التعجب والخيبة والألم والذهول تتراقص فوق رأسي حينما أتصفحها كلها !
قد يكون الأمر نسبي وبسيط وغير ملحوظ لكنه جداً خطير وعظيم .. ويعود على حياتنا
بأمور سلبية لا تحمد عقباها من غير أن نشعر !!
أظنكم تتساءلون عزيزاتي .. ما الخطب !!
وما هو ذلك الداء الخطير الذي استشرى بالمنتدى من غير شعورنا !
حسناً .. سأحدثكن .. وأملي أن تشاركنني الحديث حوله ..
واتمنى أن تصفحوا لي وتعذروني لأني ساكمل حديثي باللهجة العامية الدارجة ..
أظنها أبسط وأقل كلفة .. وكذا أسرع في إيصال مكنون القلب إلى القلب ..
نسأل الله التوفيق والاخلاص والسداد فيما نصبوا ونرمي إلى الحديث عنه ..
’’’

حبايبي ..
الحمد لله ربي أنعم علينا بنعمة عظيمة ما كانت أمس موجودة عند أمي
ولا أمك ولا عند عمتي ولاخالتي ولا جدتي .. الي هي نعمة الشبكة العنكبوتية ،
كانت الفتاة لما تتأرق أو تتضايق من مشكلة مافيها تلجأ الا لأمها او أبوها والا المقربات
من بنات عمها وخالها وخالتها ، والغالب يلجأن لصديقاتهم بعداً عن المشاكل والحزازات ،
لكن .. بعد فيه مشاكل واستشارات البنت أو المرأة تخجل تفاتح بها أي شخص مهما كانت
سعة علاقته بها ومهما كانت كمية الميانة متوفرة بينهم ، عشان كذا لابد نحمد الله ع نعمة
النت الي احنا ننعم بها توفرت بين أيدينا .. بسهولة اقدر انشر موضوع استشارة بخصوص
مشكلة للشعر أو البشرة ، وبسهولة أنشر موضوع مشكلة أعانيها مع صديقتي وأطلب الاستشارة
واسمع الآراء من كذا طرف وأكسب خبراتهم المتنوعة وآراؤهم المفيدة وهذا كله لا غبار عليه
مادمنا بحدود الدين والشرع والحياء الي يحبه مننا الربّ عزّ وجل .. وما يمنع أن أي وحدة
تنشر مثل هالمواضيع تستفيد وتفيد غيرها بهذا الشأن ..
لكن المشكلة ومكمن الخطر ..
لما أنا أتخذ هذه الشبكة أداة لتفريغ أي شحنات أو أي معاناة أو أي مشكلة تحدث لي
بسرعة البرق ألجأ للمنتدى وأكتب .. وأفرغ .. وأتحدث .. وأسب .. وأطعن .. !
الموضوع من أول ما افتحه وأقرأ أول سطور أعرف هدف كاتبته من كتابته ..!
تبين الي كتبت الموضوع طلباً للنصح والارشاد والا كتبته بدون هدف تفريغ طاقة وشحنات
وشكوى وانتهينا !
ممكن تقولون لي وين الخطر في الموضوع !
أقولكم تابعوني .. وأنا اوضح لكم معالم الصور ..
الخطر يكمن في أننا عطلنا بحياتنا أمر مهم جداً جداً جداً مو بالدنيا بس .. لا لا يهمنا
هالأمر حتى بالآخرة ..

احنا تناسينا بأسلوبنا هذا " اللجوء لله تعالى " لما اعتدنا لجأنا للبشر في كل أمر أو خطب
يلم بحياتنا ،ونسينا عبادة الاضطرار الي يحبها مننا الله تعالى ويستجيب فيها دعوات
عباده يقول تعالى " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء "

عطلنا عبادة " الصبر " الموجبة لرحمة الله عزّ وجل ومعيته والجزاء الموفى من غير حساب !
هذا كله غير عاقبة الصبر المحمودة في الدنيا بالرضا والرفعة والمنال ,
أيضا عطلنا عبادة " الرجاء " العبادة القلبية التي يحبها منا الله تعالى والتجأنا لرجاء ما عند البشر الي ما يملكون لنا مثقال ذرة من نفع أو ضرّ ..
عطلنا عبادات وأمور عظيمة ممكن تكون في موازيننا أثقل من الجبال بأبسط الأمور !
ونلنا الحسرة والندامة والفوات ! وأيضاً خسران الفلاح لأننا وكلنا أمورنا للناس ولأنفسنا ..

هذا كله في كفة والأمر الأعظم الي فتحت الموضوع لأجله الي هو إضافة إلى مساويء
بعض كتابات الأخوات الي ذكرتها هي " سوء الأدب مع الله "
لما تتحدث عن طول صبرها وانتظارها ، وتسبّ وتندب حظها العاثر ، وتتذكر ليال الصبر والكفاح والانتظار وطول الصلاة والدعاء والقيام ومع هذا لم يفرج لها ولم تنل من ربي مرادها ..
والا توصف حياتها بالتعاسة الهمّ والكدر والضيق !
كل هذا وذاك وغيره يصنف من سو الأدب مع الله تعالى ..
الله عزّ وجل ما ابتلانا الا لأنه يحبنا ، يحبنا ويبغي لنا الرفعة والسيادة والتمكين بالدنيا والآخرة ،
شوفوا كيف ابتلى ربي موسى وقومه مع الطاغية فرعون ولما نجاهم من الغرق قال في كتابه "
ونجينا موسى ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف " بعد المحنة والابتلاء والصعوبة الي مروا
بها وكادوا يغرقون ويهلكون جعلهم ربي خلائف وأسياد بالأرض ، الله ابتلانا لأنه يحب يطهرنا
من وسخ الدنيا يحب يبعدنا بهالهم عن الركون والاغترار بالدنيا يحبنا نكون بمصلياتنا نرتفع
عن الدنيا ونرتقي لمقام الله نحادثه ونناجيه ونطلبه ، يحب يسمع أصواتنا ودعاءنا يحب
يسمع شكوانا وإلحاحنا ، قولوا لي بالله من يحب يسمع شكوانا نفسها وموالنا وتذمرنا كل
يوم وربي لا أم ولا أب ولا حتى أقرب صديقة تحب تسمع الشكوى نفسها أكثر من مرة !!
الله يحب يسمعها مننا مرة ومرتين وثلاثة وعشرة وفي كل مرة يزيدنا محبة منه ورفعة وعطاء !
لكن مين يحصل هذا كله ؟!!!!!!
هي فقط من تحسن الأدب مع الله ، في دعائها ، في طلبها ،
في نظرتها لابتلاء ربها لها ، وعطائه لها ، وتقديره الرزق والعلم والجمال والمال وغيره لها ..
والأرفع من هذا والأمثل والأكمل في الأدب مع الله .. دوام الحمد والشكر و الابتهال له بحسن عطائه
ودوام بقائه وإظهار الرضا عن عطائه وعدم التسخط والتجزع والتشكي للخلق إن اعترى
هذه الأمور جدب أو قحط أو نقص أو محق أو قلة بركة أو حرمان أو تشويه أو غيرها
من الأمور التي تصنف من أنواع البلاء ..
وأيضاً .. إظهار دوام التقصير في جنب الله بأداء حقوق تلك النعم واعتبارها نعم وعطايا
وهبات مهما كانت ، إن كانت عطية في هبة ، أو كانت بلية فهي رفعة ، أو كانت حرماناً فهي خيرة !
ولابد من استحضار المبتلى أياً كان نوع ابتلائه أنه في محل نظر من الله ومحل اختبار منه ..
فلابد من حسن الأداء وعدم الرضا بالدون من الدرجات بل الارتقاء للكمال ..!
وأي كمال !
إنه كمال رضا الرب سبحانه !
فحسن الأداء ، يكون بحسن التعامل في جانب البلاء النازل من عند الله تعالى ، ومادام منه
فهو خير لكن قصورنا وعجزنا ، جعلنا لا ندرك أين مكمن ذلك الخير ، وهذا هو الأمر بكل بساطة !
وحسن التعامل مع البلايا يكون بالرضا والاحتساب وصدق اللجوء إلى الله بالصلاة وطول السجود
وإلحاح الدعاء والذكر ، والاستعانة به على مايوجب رضاه ، والصوم عن التشكي والسخط والجزع
واليأس والقنوط من رحمته وفرجه !
يقول الشيخ الشنقيطي :
ما رضي عبد عن قضاء الله له في أمر ما واختياره له إلا وكانت عاقبته في ذلك الأمر الرضا ..
ننتبه يا أخواتي لهالأمر الخطير ربي يسعدكم وصدقوني الحياة مع الله غير ، وش أخذنا من
البشر غير الصداع والهمّ واش أخذنا من الحياة مع الله والبقاء في كنفه إلا الانشراح والسرور
والسعادة وتمام الرضا ..
وخصيت هالموضوع بقسم الملاذ لأن الأخوات هنا هم أحوج الناس لحسن التعامل مع الله ،
وربي يا أخوات وأحلف لكم بالله ، أحسنوا التعامل مع الله وابحثوا كيف نتعامل مع الله
في البلاء وسترون عجباً من الشفاء و الفرج والعافية والرزق والسعادة والرضا من حيث
تحتسبون ومن حيث لم تكونوا تحتسبون ..
فقط أخلصوا النية واصدقوا التوكل واللجوء إليه ، وأحسنوا معه العمل والتعامل ..
وستبهرون من فتوح الله لكم ..
في بالي كلام طويل كنت أود أحكيه لكم لكن " النوم سلطان " ماعدت قادرة أشوف ..
ولا حتى أركب كلامي على بعضه =)
سامحوني ي الغوالي ربي يجعل الجنة مثواكم ووالديكم يعلم ربي ماكتبت هالموضوع الا
محبةً فيكم وإشفاقاً عليكم ورغبة في أن الله يفرج همومنا وهمومكم وينظر إلينا بعين الرضا والمحبة ..
تقبلوا محبتي وخير دعواتي لكم بالسعادة والرضا والفلاح ,,
وموفقات لنيل رضا الرحمن وطاعته والفوز بجنته ,,