يعد حب الشباب إحدى مشكلات المجتمع بين الشباب ويصيب الجنسين ذكوراً وإناثاً في أعز شيء لديهم وهو الوجه. وحب الشباب مرض جلدي مزمن شائع يحدث عند البلوغ ويبلغ أشده ما بين سن 14 - 18 سنة، كما انه كثيراً ما يتلاشى بعد سن العشرين. اما الاماكن المفضلة لتوضعه فهي الوجه والصدر والظهر حيث تكون البصيلات الشعرية الدهنية ناشطة، وهذا المرض اكثر حدوثاً في العرق الابيض.
ومن المعلوم ان وجود الغدد الدهنية في الجلد يكثر في الوجه (على الأنف والجبهة والخدين والذقن)، في مجرى الأذن، منطقة أعلى الصدر، وعلى جانبي اعلى الذرعين، ويقل عددها في جوانب الجسم وتنعدم في راحة اليدين وبطن وظهر القدم، وتلازم الغدد الدهنية بصيلة الشعر، وتكون بأحجام مختلفة اكبرها واكثرها عدداً في منتصف الوجه وأعلى الصدر، وتفتح قنوات هذه الغدد الدهنية في مجرى بصيلة الشعر حيث يسيل افراز الدهن الى سطح الجلد، ويظهر زيادة الافراز الدهني على شكل جلد زيتي لامع، حتى اذا ما مر أحد باصبعه فوق الأنف او جبهة الوجه فإنها تنزلق على طبقة من الدهن.
وهناك عوامل متعددة تلعب دوراً في احداث وظهور حب الشباب، حيث ينتج عن هذه العوامل زيادة في نشاط الغدد الدهنية وانقفالها ثم انفجارها وإحداث التهاب في طبقة الأدمة.
- الوراثة: يشاهد هذا المرض بأشكاله الشديدة في أسر خاصة، علماً بأن الوراثة تتحكم ايضاً في فعالية الغدد الدهنية وفرط الافراز الدهني.
- الهرمونات: إن هرمون الذكورة وعند الجنسين له دور مهم في إحداث حب الشباب واصاباته، ومن المعروف ان هرمون الذكورة يفرز من الخصية في الذكور وبكميات في حدود الطبيعي من المبيض والغدة فوق الكلى في الإناث، حيث تسيطر الهرمونات الاندروجينية (التسترسيترون ومشتقاته) على نمو الغدد الدهنية وزيادة انتاجها من الدهن، ويعتقد ان زيادة هرمون الذكورة عند البلوغ هو السبب الذي ينبه الغدد الدهنية او ربما تكون هناك زيادة في حساسية الغدد الدهنية للكميات حتى الطبيعي منها عند البلوغ لهرمون مسبب ومنبه لتلك الغدد لتبدأ بذلك مسيرة المرض وظهوره.
- اضطرابات التقرن: حيث يعد ازدياد انتاج الخلايا المتقرنة العلامة الاولى الملاحظة في حب الشباب، اما الزيوان (الزؤوان) فيحدث من خلال التقرن المتوافق مع التكاثر والاحتباس للخلايا ويظهر إما على شكل زيوانات ذات رؤوس سوداء (مفتوحة) قد تحتوي الميلانين الناجم عن حطام الخلايا التقرنية او على شكل زيوانات ذات رؤوس بيضاء غير واضحة الفوهات (المغلقة).
- الجراثيم: لبعض الجراثيم دور في آلية حدوث حب الشباب، حيث يوجد مكورات (جراثيم) معظمها من المكورات العنقودية البشروية التي تنتج خميرة الليباز التي تلعب دوراً ممرضاً في ظهور حب الشباب.
كما توجد الجراثيم البربيونية لحب الشباب بشكل وفير وتنتج خميرة الليباز التي تؤثر في حل الدهن، حيث انها تؤثر في الدهون الثلاثية وتحللها الى احماض دسمة حرة تؤدي الى تشكل الزيوان، ومن هنا يعزى تأثير التتراسكلينات الى اقلال نمو الجراثيم والى تأثيرها المباشر على انتاج خميرة الليباز وبالتالي فسوف توقف انتاج الاحماض الدسمة الحرة من الدهون الثلاثية.
إفراز الدهون: يعتبر انتاج الدهن العامل الاكثر أهمية في ظهور حب الشباب حيث يحدث فرط اللافراز الدهني عند معظم المصابين بحب الشباب (لا يظهر حب الشباب عند المخصيين وذلك لانعدام فرط الافراز الدهني).
اما اشكال اصابات حب الشباب فهي مختلفة ومتعددة، حيث يبدأ ظهوره واصاباته المنطلقة من ذوات الرؤوس الدقيقة والتي ينجم عنها زيوانات ذوات الرؤوس السوداء وذوات الرؤوس البيضاء ثم البثور والاكياس الدهنية والدرنات اضافة للاشكال الاخرى، وفي حالات كثيرة قد تزداد اصابات حب الشباب ويظهر نوع شديد الوطأة والذي يمتد الى مساحات اخرى من الجسم مثل جميع الظهر واعلى الصدر بالاضافة الى اماكن ظهور المرض السابق الاشارة اليها، وفي هذه الحالات الشديدة قد تتواجد تقيحات مثل الدمامل والخراريج والندب وانسكاب صديدي وقد تمتد تلك الحالات الى ما بعد سن الثلاثين وهي اكثر في الذكور.
ويترك حب الشباب في بعض الحالات بصماته على الوجه واماكن ظهوره، وبعد شفاء المرض وتوقف الاصابات هذه المخلفات قد تترك بقعاً وآثاراً في اماكنها او ندباً غائرة ومنخفسة مثل بؤر الجدري او قد تترك ندباً وتليفات مرتفعاً (كيلويد)، ومثل هذه الآثار تضايق المريض نفسياً حيث تبقى الى فترات طويلة.
وقد تم تمييز ثلاتة اشكال لحب الشباب:
- حب الشباب الزيواني: ويعتبر ابسط الأنواع من الدرجة الأولى وغالباً ما يترافق مع افراط الافراز الدهني ويتوضع على الأنف ثم الجبهة والخدين.
- حب الشباب البثري الحطاطي وهذا من الدرجة الثانية حيث تتحول الزيوانات الملتهبة الى بثور عليها قشور، واذا ما استمر الالتهاب في العمق تحدث عقيدات دملية، قاسية مؤلمة.
- حب الشباب الحوصلي والندبي: وهو من الدرجة الثالثة وهو اكثر اشكال حب الشباب شدة ويصيب الذكور اكثر من الاناث، حيث تتحول الزيوانات الملتهبة والبثور الى كيسات (حويصلات) وخراجات وحبوب متداخلة، ويكثر في الوجه والظهر والصدر واحياناً الإليتين (الفخذين)، الساعدين، الرقبة، والاذن.
وهناك اشكال اخرى نذكر منها:
- حب الشباب الآلي: نتيجة عوامل آلية مثل الضغط والفرك في المناطق الملامسة لكل من الحزام، القبات القاسية، فيحدث التهابات في بصيلات الشعر وبالتالي الى ظهور زيوانات وبثور في تلك المناطق.
- حب الشباب الذاتي: خصوصاً عند الفتيات الشابات وذلك عند ظهور حبوب خفيفة في الوجه يتم ضغطها او عصرها وقد تترك احياناً مكانها ندبات.
كما يمكن ان يحدث نتيجة لاستعمال مواد المكياج الدهنية وغيرها تؤدي الى تشكيل زيوان وبثور.
ويمكن ان يظهر حب الشباب ايضاً نتيجة تلامس زيوت التشحيم والزيوت الخام خصوصاً عند الاشخاص الذين لديهم افراط الافراز الدهني.
- حب الشباب الوليد: بعض المواليد يظهر لديهم “زيوان” مغلق منفرد وبثور عقب الولادة مباشرة او في الاسابيع الاولى من الحياة وذلك نتيجة لهرمون اندروجين الأم.
- حب الشباب المتأخر ويحدث عند الاناث في سن 25 - 35 سنة حيث يظهر حب الشباب على شكل حويصلات وبثور خصوصاً في منطقة الذقن.
- حب الشباب الدوائي: هناك ادوية كثيرة منها ما يستعمل خارجياً على الجلد او داخلياً عن طريق الفم او الحقن، يمكن ان تحدث شكل حب الشباب من الادوية الخارجية مراهم الستيروئيدات، (الكورتيزون) تؤدي الى ما يعرف ب”حب شباب ستيروئيدي”، وكذلك المركبات القطرانية وبعض المشتقات البترولية.
ومن الادوية الداخلية: الستيروئيدات، مركبات اليود والبروم (مهدئات، مقشعات - حبوب منومة)، بعض موانع الحمل، بعض الفيتامينات، بعض المضادات الحيوية.
معالجة حب الشباب
وتهدف المعالجة الى تقصير فترة وشدة المرض وتجنب حدوث الندب، ان الحد او وقف الافراز الدهني يعتبر جزءاً اساسياً في المعالجة، كما ينبغي ان يفهم المريض امكان استمرارية الاصابة لفترة محدودة مع وجوب المثابرة الدقيقة على معالجتها لفترة ربما تمتد لعدة أشهر، اما “الزيوان” فإن التقشير بالمواد الخفيفة مثل حمض الأزيالك او التريتنون او بيروكسيد البنزويل يعد من افضل الطرق في معالجته.
كما ان هناك طرقاً فعالة تستخدم في استخراج الزيوان بتطبيق كمادات رطبة ثم استخدام نازع الزيوان، في حين يمكن فتح الزيوان المغلق من قبل الطبيب فقط.
اما حب الشباب البثري: فيعالج بواسطة استخدام محاليل المضادات الموضعية وحدها مثل محاليل الارثرومايسين - تتراسكلين - كليندامايسين، وذلك في الاشكال الخفيفة اما في الاشكال الشديدة فنضيف الى المعالجة الموضعية اعطاء المضادات مثل التتراسكلينات او الارثرومايسين او الكليندامايسين عن طريق الفم.
وبالنسبة لحب الشباب المكبب (الحوصلي والعقدي)، فتتطلب معالجة هذا الشكل استعمال المضادات عن طريق الفم والمحاليل الموضعية والمراهم المقشرة، كما قد تعطى الاناث موانع الحمل المحتوية على الاستروجينات او خلات السيبروتيرون.
اما المعالجات المتقدمة النوعية التي تقوم على اعطاء الذكور والاناث غير الحوامل مركبات الايزوترويتنوين عن طريق الفم وذلك لفترة زمنية محددة تحسب حسب وزن المريض مع وجوب المثابرة وعدم الانقطاع عن الدواء للفترة الزمنية التي يحددها الطبيب المعالج والتي سوف تمتد لعدة شهور.
وأخيراً نذكر معالجات خاصة جداً في حالات خاصة جداً نقوم على استخدام الاشعة فوق البنفسجية بشروط خاصة جداً، كما يمكن معالجة الندبات بعد توقف ظهور حب الشباب بحقن الكولاجين موضعياً او باجراء السنفرة.
منقووول
أم شماء @am_shmaaa
رحيق الصحة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة